شباب وفتيات يبالغون في تحديد مواصفات شريك الحياة

شباب وفتيات يبالغون في تحديد مواصفات شريك الحياة

هناك فئة من الشباب والشابات يبالغون في تحديد مواصفات شريك أو شريكة الحياة وهذا الفعل في الواقع مدعاة لتقليل فرص الزواج ومزيد من تفشي داء العنوسة, وعلى الجنسين أن تكون شروطهم مقترنة بما حث عليه المصطفى, صلى الله عليه وسلم, في وصيته للشاب المقبل على الزواج "فاظفر بذات الدين تربت يداك" ثم تأتي بعد ذلك بقية الصفات المطلوبة النسب والمال والجمال. وأكد الشباب أن هناك حالات زواج كثيرة تتأخر وربما لا تتحقق لهذه المبالغات التي تسهم في تعثر الزواج بتاتا، وقد عبر عدد من الجنسين عدم تأييدهم الشروط والمواصفات التي يتمسك بها بعض الشباب والشابات ومالوا إلى ضرورة أن تكون المواصفات معقولة ومقبولة ولا تتسبب في فوات قطار الزواج على كليهما. وللمزيد من الحديث عن هذا الموضوع نبحر مع المشاركين فيه.
تحدث في البداية الشاب عبد الله القرني عما يحدث من ابتعاد الشباب عن الزواج فقال: لا أبالغ إذا قلت إن هناك من الشباب من يضع شروطا ومواصفات لزوجة المستقبل تقف حائلا دون تحقيق زواجه, وهؤلاء يطلبون المستحيل, ولذلك لا بد أن يكون هؤلاء واقعيين ولا يطلبوا شيئا قد لا يوفقون فيه, خصوصا أن أكثرهم يركز على الجمال دون غيره.
ويرى عبد العزيز الحميد أن الشباب يحتاج إلى تذليل العقبات التي تعترضهم ونأمل اختفاء اشتراط الشباب مواصفات معينة في الزوجة والعكس ما يسهم في عدم تحقق الزواج, وكذلك المؤمل أن تختفي أيضا بعض العادات التي تؤثر في إقبال الشباب على الزواج من إسراف وإفراط في الصرف على الزواج, وهذا هو المؤمل من الأسر وأولياء الأمور حتى يسهم في زيادة نسبة الزواج وانخفاض نسبة العنوسة, وهو أمر مثلج للصدر. ويضيف هشام الخليل أنه يحز في النفس ما نشاهده من التسابق على التفاخر في البذخ في الأفراح ثم بعض الناس يرميها في الشارع والبعض الآخر قد يهديه ربه ويوصلها إلى الأسر المحتاجة, لذا فإن دراسة وضع الشباب في هذا الجانب والبعد عن البهرجة وكل ما يكون مساهما في تعطيل الزواج وذلك بالنظر إلى ظروف الآخرين.
وتقول فاطمة محمد إنني سمعت عن إحدى الأخوات ممن فاتهن قطار الزواج بسبب حرصها على مواصفات معينة للزوج وكان أهلها يؤيدونها في تصرفاتها طمعا في عدم زواجها واستمرار الاستيلاء على راتبها, أصبحت في عداد العوانس, وسمعت من إحدى الصديقات التي التقتها حيث تقول هذه الصديقة إنها نادمة أشد الندم على ما كانت مصرة عليه.
ومن جهته, قال سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ دون شك أن هذه العقبات التي تتعلق بحرص الشباب والشابات على شروط معينة من العوائق التي تقف وتحول بين شبابنا وبين فتياتنا من الزّواج، فلو أنهم لم يركزوا عليها وتعاون المجتمع المسلمَ في إقناعهم وحلّها وتذليلها لصار هناك خير كثير لمجتمعنا المسلم, ويبين أن هناك عقبات أخرى تضاف إلى هذه العقبات وهي أقوى من هذه العقبات وتتعلق بنظرة بعض الآباء والأمّهات إلى مَن يتقدّم لخطبة الفتاة وهي لا تقل خطرا من سابقتها وهي حرص الشباب بالذات على مواصفات معينة، فنرى أحيانًا خطأ من أمّهات الفتيات، يتمثّل هذا الخطأ الذي تقع فيه الأمُّ أحيانًا من أنّها تنظر إلى خطيبِ ابنها بنظرٍة خاصة، وتريد مواصفاتٍ معيّنةً، والأمر في ذلك أيضًا مادّي، فهي لا تريد لفتاتِها إلا من يكون ذا كذا وذا كذا، ذا مال أو ذا جاه أو ذا عملٍ كبير أو إلى غير ذلك، فهناك مِن الأمّ خطأٌ في أنّها لا ترغَب في زواج فتاتِها إلا بأمور معيّنة, لو فكّرت حقًّا لرأت أنَّ كثيرًا ممّا تريد ليس من مصلحةِ الفتاة في مستقبلها، فالأمرُ بيد الله، والفقر والغنى بيد الله، ويقول الله جلّ وعلا: إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ ?للَّهُ مِن فَضْلِهِ [النور:32]. لا شكّ أنّه مطلوبٌ من الزوج القيامُ بالنفقة، لكن لا يُجعل الغنى وحدَه أو كثرة المال وحده هي الوسيلة، وإنّما يُسلَك الأمر الوسَط في ذلك.
قد يخطئ الأب أحيانًا إذا خُطِبت منه فتاته، فإمّا أن يطلبَ مهرًا زائدًا وتكلفات هائلة قد تثقل كاهلَ ذلك الشابّ الخاطب، وتحمّله ما لا يطيق.
ويوضح سماحته أنّ الآباءَ والأمهاتِ مسؤولون جميعًا عن هذه المهمّة الكبرى، والمطلوب منهم التعاون على البرّ والتقوى وألا يكلفوا الخاطب ما لا يطيق، لا تطلب ما لا يُستطاع، فما أوتيت من مهرٍ فسيجعل الله فيه بركة، فأنفقه قدرَ استطاعتك، والله سييسّر الأمور، وسيجعل الله بعدَ عسرٍ يُسرًا.
 ويؤكد وسيط الزواج الشيخ خالد الهميش: "إن حرص الشباب على مواصفات معينة في شريكة حياته يعانيه المجتمع كثيرا ومن واقع تجربتي فإن ذلك يؤثر كثيرا في نفسية الفتيات ويسهم في بقائهن عوانس, وأتمنى من الشباب ألا يركزوا على هذا الأمر كثيرا فقد تكون هناك مواصفات أخرى هو يحتاج إليها غير التركيز على الجمال ويكون لها فائدة عظيمة عليه بعد الزواج، ومن كان يبحث منهم عن الزوجة الصالحة فهي نعم المطلب, ومن كان تركيزه فقط على الجمال فربما لا يجد ضالته التي يبحث عنها ويبقى يبحث حتى يفوته القطار وأتمنى لجميع الشباب التوفيق".

الأكثر قراءة