الاسترليني يرتفع لأعلى مستوياته أمام الدولار في ربع قرن

ارتفع الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته في أكثر من ربع قرن مقابل الدولار المعتل بصفة عامة بينما سجل اليورو أعلى مستوى مقابل الين الياباني أمس، فيما سعى مستثمرون لشراء عملات ذات العوائد المغرية.
وحام الدولار حول مستويات قياسية منخفضة مقابل اليورو مع تردد مستثمرين في
شراء العملة الأمريكية قبل عطلة عيد الاستقلال إلى جانب مخاوف بشأن القطاع المالي الأمريكي مما حدا بالمستثمرين لتجاهل العملة.
وعدّ الخبير الاقتصادي عبد الوهاب أبو داهش، أن توقعات المتعاملين في السوق بتوجه بنك إنجلترا المركزي، إلى رفع سعر الفائدة على الجنيه الاسترليني (غدا) إضافة إلى "قوة قطاع المساكن في بريطانيا"، يدعمان العملة البريطانية أمام نظيرتها الأمريكية.
ويتوقع أن يشهد اجتماع بنك انجلترا المركزي غدا رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس إلى 5.75 في المائة بزيادة نصف نقطة مئوية عن أسعار الفائدة الأمريكية.
وقال ميتول كوتيتشا من بنك كاليون "لا تزال الولايات المتحدة وأوروبا على طريق
رفع أسعار الفائدة مما يدعم العملات بينما تشير بيانات من اليابان إلى أن الظروف
الاقتصادية تلمح إلى أن رفع أسعار الفائدة في آب (أغسطس) سيكون سابقا لأوانه نظرا لاستمرار ضعف معدل التضخم".
وهنا توقع أبو داهش صدور بيانات غير مشجعة من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، لافتا إلى "مشكلات الائتمان والإقراض للمساكن" في الولايات المتحدة.
ويستبعد مراقبون، أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي، أسعار الفائدة قريبا بالنظر إلي سلسلة بيانات صدرت أخيرا تظهر تضخما معتدلا في الولايات المتحدة.
وأقبل المتعاملون على بيع الدولار قبل عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة التي توافق اليوم، بفعل مخاوف من أن البلاد ربما تكون هدفا في أعقاب هجوم على مطار جلاسجو في اسكتلندا ومحاولات فاشلة لتفجير سيارات ملغمة في لندن أواخر الأسبوع الماضي.
وعززت مثل هذه المخاوف التي أذكاها تفجير انتحاري في اليمن أمس الأول، يشتبه بأن له صلة بتنظيم القاعدة، سوق سندات الخزانة الأمريكية دافعة عائد السندات القياسية إلي أدنى مستوياته في نحو شهر.
وقال أحد المتعاملين "أسعار الفائدة هي المحرك الرئيسي للسوق هذا الأسبوع.. لهذا فإن العملات التي من المتوقع أن ترتفع عوائدها تستفيد". وأضاف أن مثل هذا الاعتقاد سيستمر في التأثير سلبا في الين المنخفض العائد الذي يستخدمه كثيرون من المستثمرين لتمويل مشتريات من الأصول المقومة بعملات ذات عوائد أعلى.
وفي الآونة الأخيرة اكتسب الاتجاه الصعودي للإسترليني زخما نظرا للتحول الحاد
في توقعات الفائدة عقب صدور محضر آخر اجتماع للجنة السياسة النقدية التابعة لبنك إنجلترا المركزي الذي لمح إلى أن أسعار الفائدة سترتفع هذا الأسبوع وليس في آب (أغسطس) كما كان متوقعا من قبل.
وبلغ الاسترليني أثناء التعاملات 2.0151 دولار دون تغيير عن أمس الأول، بعدما سجل في وقت سابق أعلى مستوى في 26 عاما عند 2.0197 دولار. وجرى تداول اليورو حول 166.66 ين بعدما سجل مستوى قياسيا عند 167.19 ين حسب بيانات رويترز. واستقر الدولار عند 122.50 ين ولكنه ظل قرب أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع عند 122.09 ين الذي سجله أمس الأول.
وارتفع سعر صرف اليورو الأوروبي إلى مستوى قياسي مقابل الين الياباني أمس، مع تضرر العملة اليابانية ذات العائد المنخفض من بيانات اقتصادية متباينة في الأسبوع الأخير عززت التوقعات بأن بنك إنجلترا المركزي سيرفع أسعار الفائدة تدريجيا.
وارتفعت العملة الأوروبية الموحدة إلى 167.07 ين في المعاملات الإلكترونية على شبكة إي بي إس لتسجل أعلى مستوى منذ طرحها للتداول في 1999 بزيادة 0.2 في المائة عن اليوم السابق. وبلغت مكاسب اليورو منذ بداية العام نحو 6.5 في المائة مقابل الين.