رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الدواجن السعودية والثقة المكتسبة

تطرق الزميل على القحيص المدير الإقليمي لجريدة الرياض في دبي ضمن تعليقه على رفع دولة الإمارات العربية المتحدة الحظر المفروض على استيراد الدجاج ومنتجاتها من السعودية إلى ارتياح مستهلكي الدواجن في الإمارات بهذا الإجراء نظرا لما يحظى به هذا المنتج من ثقة لديهم وسرعة التجاوب من المنتجين في المملكة لهذا الإجراء.
وهذا يؤكد عدة حقائق لعل من أهمها متانة وقوة أواصر التقارب بين البلدين الشقيقين على مختلف المستويات، والثقة المتبادلة بينهم وأن النمط الاستهلاكي لهذه المنتجات في البلدان الخليجية قد يكون متطابقا، وكذلك العادات الاستهلاكية مما يعني أن عامل ذوق المستهلك في هذه البلدان قد يكون متشابها، وهذا بدوره يعزز إمكانية إيجاد استراتيجية تسويقية موحدة. ومن ضمن الحقائق أن المنتجات الزراعية السعودية تحظى بالقبول والتقدير في الأسواق المحلية أو في بعض الدول الخليجية والعربية المجاورة بل إن بعض تلك المنتجات رسمت لها هوية سعودية وأصبحت مطلوبة بالاسم مثل الدواجن بمدخلاتها ومخرجاتها مما يتطلب أهمية المحافظة على ما تحقق من جودة في نوعية المنتج، و الثقة التي اكتسبتها الدواجن السعودية جاءت بعد تراكم خبرة سخرها العاملون في هذا المجال لتحقيق هذه الثقة، وصناعة الدواجن بدأت في المملكة بطرق بدائية وشبه اكتفاء ذاتي لكل أسرة من بيض ولحوم الدواجن التي تربى في المزارع أو بالقرب أو داخل المنازل واتسمت هذه المرحلة بالبساطة مرتبطةً ببساطة المستوى المعيشي في تلك الفترة وعدم التعقيد حيث كان الهدف هو تأمين مخرجات مباشرة للمائدة دون حساب معايير الربحية، فيما انتشرت مشاريع الدواجن في السبعينيات بعد تبني الحكومة سياسة دعم القطاع الزراعي وخلال هذه الفترة تغير نمط الاستهلاك تمشيا مع التغيرات الاقتصادية التي حدثت للمجتمع السعودي اعتبارا من فترة ما يسمى فترة الطفرة (منتصف السبعينيات الميلادية) نتيجة لتحسن مستوى المعيشة للمواطنين وارتفاع مستويات دخولهم. وتطورت هذه الصناعة في وقتنا الحاضر وأصبحت مفخرة لارتفاع مستوى نوعية إنتاجها واستخدامها التقني في جميع مراحل الإنتاج والتسويق، وتحقق مع ذلك فائض في إنتاج بيض المائدة، إلا أنه على الرغم مما تولد من خبرة لدى أصحاب مشروعات إنتاج دجاج اللحم خلال العقدين الماضيين، وتوافر التقنية العالية سواء لمدخلات أو مخرجات هذه الصناعة وفي ظل تزايد عدد المستهلكين داخل المملكة وخارجها كسوق إستهلاكي إلا أن نسبة تحقيق اكتفاء ذاتي من لحوم الدجاج تفي فقط بـ 55 في المائة، وقد يعزى ذلك إلى أن بعض المشروعات من هذا النوع خاصةً الصغيرة منها وجدت نفسها تواجه صعوبات متزايدة متمثلة في عددٍ من المشكلات الإنتاجية والإدارية والتسويقية انعكس ذلك على وضع تلك المشروعات أدى معه إلى توقف بعضها عن الإنتاج وإغلاقها أو تشغيلها بطاقة إنتاجية أقل من طاقتها التخطيطية، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية تشجع على الاستثمار في صناعة دجاج اللحم لزيادة المعروض من هذا المنتج المحلي. وفي مقدمتها دعم الجهات الحكومية ذات العلاقة ابتداء من سهولة إجراءات تأجير الأراضي لمن تنطبق عليهم الشروط بسعر رمزي (ريال واحد لكل ألف متر مربع)، وتقديم القروض الميسرة لقيام مثل هذه المشروعات وكذلك قرار هيكلة الإعانات الذي اشتمل على دعم وسائط التسويق مثل مخازن التبريد وسيارات النقل المبرد، و ولتميز هذه الصناعة بانخفاض استهلاكها للمياه في حال توافر عنصر الأعلاف وتوافر المعطيات المشجعة على الاستثمار في هذه الصناعة في ظل ثقة المستهلك. كل تلك المؤشرات مجتمعة أو منفردة تعطي دلالة على توافر البيئة الاستثمارية المشجعة على نجاح الاستثمار في هذا المجال.
الله ولي التوفيق

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي