الهند تؤكد: الولايات المتحدة تريد الازدهار على حساب الفقراء

الهند تؤكد: الولايات المتحدة تريد الازدهار على حساب الفقراء

أكدت سوزان شواب الممثلة التجارية الأمريكية، أن الولايات المتحدة ستتطلع إلى إبرام مزيد من الاتفاقات التجارية الثنائية والإقليمية بما في ذلك منطقة تجارية تشمل دول آسيا والمحيط الهادي إذا فشلت محادثات التجارة العالمية.
وأضافت شواب في تصريحاتها لصحيفة "ذي أستراليان" أن نجاح جولة الدوحة من
مباحثات تحرير التجارة العالمية يمثل الأولوية القصوى لكن الولايات المتحدة تتطلع لمنطقة آسيا والمحيط الهادي وسبل إبرام عدد من اتفاقات التجارة الإقليمية والثنائية كبديل لها.
ونقلت الصحيفة عن شواب أمس، قولها "أعتقد أنكم ستشهدون تسارعا حقيقيا في الصفقات الثنائية والإقليمية بما في ذلك...اتفاق للتجارة الحرة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي إذا اختفت جولة الدوحة فعلا من المشهد".
وأثارت تعليقاتها التي جاءت بعد أسبوع من فشل محادثات بين الولايات المتحدة
والهند والبرازيل والاتحاد الأوروبي في ألمانيا احتمال انضمام دول آسيا والمحيط الهادي لاتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، الذي يضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك وشيلي.
وستزور شواب أستراليا الأسبوع المقبل، للاجتماع مع وزراء التجارة من منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبك) الذي يضم 21 دولة.
وتوقفت جولة الدوحة التي بدأت قبل ست سنوات تقريبا لتحرير التجارة العالمية وانتشال الملايين من براثن الفقر بسبب خلافات حول دعم الحاصلات الزراعية والرسوم الجمركية على تجارتها في أوروبا والولايات المتحدة.
قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان دوك سو إن بلاده قبلت طلبا أمريكيا بإضافة بنود جديدة تتعلق بالعمل والبيئة إلى اتفاق تجارة توصلت البلدان إليه في نيسان (أبريل) الماضي وسيوقع الاتفاق بحلول اليوم.
وعقد مفاوضون من البلدين جولتين من المحادثات في الأسبوع الماضي بشأن إضافة البنود إلى ما قد يصبح أكبر اتفاق تجاري أمريكي في 15 عاما لضمان موافقة الكونجرس عليه. وقال هان "اقتراح الولايات المتحدة يعكس سياستها التجارية الجديدة ولا يضيف الكثير من الأعباء علينا".
ونقل مسؤول في مكتب رئيس الوزراء عنه قوله إنه يعتقد أن قبول سيئول للمطالب سيحسن فرص قبول الكونجرس الاتفاق. ويقول محللون إن البرلمان الكوري من المتوقع أن يوافق على الاتفاق الذي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد.
وتنضم كوريا الجنوبية إلى بيرو وكولومبيا وبنما التي أبرمت كلها اتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة في مجالات مختلفة في قبول مطالب واشنطن التي تشمل إضافة بنود للاتفاقات تتعلق بحماية البيئة ومعايير العمل.
وقعت الولايات المتحدة وبنما اتفاقا للتجارة الحرة الخميس بعد نحو 18 عاما من الغزو الأمريكي للبلاد ونحو ثماني سنوات من تخلي واشنطن عن السيطرة على قناة بنما.
وقالت ممثلة التجارة الأمريكية سوزان شواب "توقيع اليوم يمثل بداية عهد جديد في العلاقات التجارية الممتدة منذ فترة طويلة، التي مازالت تتطور بين الولايات المتحدة وبنما".
واتفاق التجارة سيكون من أوائل الاتفاقات التي ترفع إلى الكونجرس منذ أن هيمن عليه الديمقراطيون. وتأمل اتحادات الأعمال في أن تتم الموافقة على الاتفاق لكن لم يحدد موعد بعد للتصويت عليه. ومن المتوقع أن تجتمع الجمعية الوطنية في بنما في أوائل تموز (يوليو) للتصديق على الاتفاق.
ويلغي الاتفاق التعريفات الجمركية وغيرها من العوائق التجارية بين البلدين في مجالات الصناعة والخدمات وغيرها. وستصبح على الفور نسبة 88 في المائة من الصادرات الأمريكية الاستهلاكية والصناعية لبنما معفاة من الجمارك على أن يتم إلغاء التعريفات المتبقية بالتدريج على مدى عشر سنوات.
وقال وزير التجارة والصناعية البنمي اليخاندرو فيرير "هذا الاتفاق يعزز الرؤية المشتركة للبلدين عن أن التجارة قد تصبح أداة رئيسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
وغزت الولايات المتحدة بنما في كانون الأول (ديسمبر) 1989 وخلعت حاكمها العسكري مانويل أورتيجا، الذي أدين فيما بعد في اتهامات أمريكية بتهريب الكوكايين
وغسل الأموال ومازال مسجونا في ميامي.
وفي بنما سيتي احتشد نحو 200 شخص خارج مقر وزارة التجارة والصناعة للاحتجاج على توقيع الاتفاق وأبدى المحتجون قلقهم من فقد فرص عمل إذا لم تتمكن الشركات من منافسة السلع الأمريكية.
من جهته، قال كمال ناث وزير التجارة الهندي أمس الأول، في أول زيارة يقوم بها للولايات المتحدة منذ أن تعرضت محادثات التجارة لأزمة كبيرة إن واشنطن تريد لقطاعها الزراعي أن يزدهر على حساب ملايين المزارعين الفقراء.
وتأتي زيارة ناث لواشنطن بعد أسبوع من تخلي مفاوضين من الولايات المتحدة والهند وأوروبا عن محادثات كان الكثيرون يأملون أن تدفع جولة الدوحة لمحادثات منظمة التجارة العالمية المتعثرة منذ أكثر من خمس سنوات إلى الاقتراب من اتفاق.
وذكر ناث قوله لمفاوضين أمريكيين في محادثات مغلقة الأسبوع الماضي في بوتسدام في ألمانيا "أنتم تستهدفون حماية الازدهار والترويج له وأنا أستهدف حماية الحياة". وأضاف في كلمة ألقاها في مركز دراسات كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن "الأمر لا يتطلب دراسة علم الصواريخ لفهم ما يتعين أن يسود فعلا."
وتفيد بيانات حكومية أمريكية أن متوسط الدخل بين مليوني أسرة من المزارعين في الولايات المتحدة يبلغ نحو 80 ألف دولار أي أعلي بكثير من متوسط
الدخل الأمريكي.
وقال ناث إن في الهند على الأقل نحو 500 مليون مزارع و300 مليون شخص يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم. ودعا ناث الذي اجتمع مع ممثلة التجارة الأمريكية سوزان شواب وكارلوس جوتيريز وزير التجارة إدارة الرئيس جورج بوش لتبني مصالح الدول الفقيرة، ونقل عن مسؤول أمريكي سابق قوله إن الدول الغنية لم تقبل حقيقة مهمة التنمية الخاصة بجولة الدوحة.
وفي حين يريد ناث رؤية المزيد من الاستثناءات للدول الفقيرة تقول إدارة بوش إن زيادة التبادل التجاري ستحسن أوضاع الفقراء. وحذرت من أن استمرار سياسات الحماية الاقتصادية سيحد من النمو.
وهذا التباين في المواقف كان على الأقل جزئيا وراء الجفوة التي حدثت في بوتسدام. فبعد انتهاء المحادثات قبل أيام ألقت شواب وغيرها من المسؤولين الأمريكيين اللوم على الهند والبرازيل لممارستهما ضغوطا من أجل خفض أكبر للدعم الزراعي في حين لم تقدما خفضا كافيا في التعريفات الجمركية على المنتجات الصناعية.

الأكثر قراءة