الهند تجري محاولة أخيرة مع أمريكا لتحرير التجارة العالمية
حثت كل من الهند والولايات المتحدة الأخرى على أن تأخذ في الاعتبار مصالح الدول الفقيرة في محادثات التجارة العالمية لكنهما أبدتا ميلا للمصالحة بعد مرور أقل من أسبوع على ظهور جفوة بينهما بسبب جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية. وقال وزير التجارة الهندي كمال ناث في كلمة أمام مجلس الأعمال الأمريكي ـ الهندي "يتعين حدوث تقارب فيما يتعلق باحترام كل طرف حساسيات الطرف الآخر". وأضاف "وأريد أن أطمئنكم من هنا إلى أن سوزان وأنا سنحقق هذا التقارب" مشيرا إلى سوزان شواب الممثلة التجارية الأمريكية التي كانت تقف بجواره على المنصة.
وهذا هو أول اجتماع بين المسؤولين منذ انهيار محادثات التجارة الأسبوع الماضي بين مسؤولين من الهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبرازيل في بوتسدام في ألمانيا. وأحبط الخلاف في محادثات بوتسدام من كانوا يأملون في أن تعطي القوى الأربع دفعة للجولة التي تتعثر منذ بدئها عام 2001 باتجاه التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية هذا العام. وقالت شواب التي اجتمعت مع ناث في وقت سابق من اليوم إن الهند تلعب دورا خاصا كزعيم لدول العالم الثالث يمكنها التحدث باسمها في جولة الدوحة. لكن نبرة الحديث العام في واشنطن كانت مختلفة تماما عن رد الفعل الغاضب العنيف بعد انهيار المحادثات في بوتسدام عندما أشارت شواب وغيرها من المسؤولين بأصابع الاتهام للهند والبرازيل لما اعتبرته مطالب مستحيلة بشأن خفض الدعم الزراعي الأمريكي في حين لم تقدم الدولتان خفضا كبيرا في التعرفات الجمركية على المنتجات الصناعية. وقالت الهند في ذلك الوقت إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لعرض خفض حقيقي للدعم الزراعي السخي. وألقى كل من ناث وشواب الضوء على العلاقات التجارية الثنائية غير أن ناث حذر من أن الاتحاد الأوروبي والصين يقتربان من مكانة الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري للهند.
ويتركز الخلاف في محادثات تحرير التجارة العالمية في إصرار واشنطن على الإبقاء على مستويات الدعم لمزارعيها, مما يحول دون منافسة المنتجات الزراعية القادمة للولايات المتحدة خاصة من دول العالم الثالث.
وعلى صعيد الاتفاقات التجارية, قالت حكومة كوريا الجنوبية أمس إنها ستنفق أكثر من 130 تريليون وون (140.3 مليار دولار) حتى عام 2013 لتعويض الخسائر التي ستتكبدها المزارع والمصايد السمكية من جراء اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة. وينتظر أن يوقع مسؤولون تجاريون من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يوم السبت اتفاقا للتجارة الحرة توصل إليه الجانبان في نيسان (أبريل) وتقول دراسات إنه سيضيف 20 مليار دولار إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين البالغ حاليا 70 مليارا سنويا وذلك رغم تغييرات تطالب بها واشنطن في اللحظة الأخيرة. وسيستخدم جزء من المساعدات في تعويض 85 في المائة من الخسائر التي سيتكبدها المزارعون عند فتح الأسواق أمام البضائع الأمريكية وتشجيعهم على ترك العمل في مجال الزراعة من خلال تزويدهم بما يوازي دخل ثلاث سنوات. كما ستدعم الحكومة العمل على تحسين الإنتاجية الزراعية وتشجيع التحول إلى زراعة محاصيل ذات عائد أعلى. وقالت كوريا الجنوبية إنها ستنفق تريليون وون أخرى خلال السنوات العشر المقبلة لتشجيع قطاع الصناعات الدوائية، إضافة إلى مليارات الدولارات لمساعدة الصناعات التي ينتظر أن تتضرر من جراء الصادرات الأمريكية.