رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.. ليس مجرد مركز أبحاث

[email protected]

فليسمح لي الإخوة في مكتبة جرير في استخدام شعارهم اللفظي "مكتبة جرير ليست مجرد مكتبة" لأسقط هذا الشعار على مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بعد أن تعرفت على المهام الإنسانية الكبيرة التي يقوم بها والتي تتجاوز مهمته الأساسية كمركز لأبحاث الإعاقة أخذ على عاتقه مهمة التعرف على أسباب الإعاقات على مستوى السعودية، ومن ثم التعاون مع أفضل المراكز المتخصصة والجهات المعنية في إيجاد الوسائل والطرق الكفيلة للحد من الإعاقة وتخفيف آثارها على المعاقين وذويهم.
نعم أيها القارئ الكريم فقد قرر القائمون على مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أن يعملوا في مساحات متعددة للتعامل مع الإعاقة، مساحات يجب أن تقوم بها جهات متخصصة تستطيع أن توظف نتائج الأبحاث والدراسات المقترحة من المركز على شكل تشريعات أو أنظمة أو إجراءات أو برامج وقائية وأخرى علاجية أو تأهيلية، بل إن الأمر تعدى كل ذلك ليقوم المركز بأعمال يجب أن تكون من صلب أعمال جمعيات رعاية المعاقين أيا كانت إعاقتهم.
ولا يمكن لي أن أنتقد المركز على هذا التوسع بالمهام في هذه الظروف والمعطيات بقدر ما أثني عليه لما يقوم به من جهود إنسانية جبارة, أسأل الله أن يكتب لها النجاح حتى تتكامل التشريعات والمؤسسات العاملة في مجال الوقاية من الإعاقة والتخفيف من آثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
والثناء هنا لا يأتي تشجيعا للمركز للاستمرارية في العمل بجميع المساحات، بقدر ما يأتي لتحفيز الجهات ذات الصلة بقضية الإعاقة والمتبرعين الكرام للمزيد من الدعم والعطاء لتمكين المركز من تحقيق أهدافه المتشعبة بأسرع وقت ممكن، ليتفرغ لمهمته الرئيسية كمركز للأبحاث ليكون متميزاً (كما نرغب ويرغب القائمون عليه) في مجال أبحاث الإعاقة على مستوى عالمي ليلعب دورا مهما في ضمان تولي السعودية دوراً قيادياً في إشراك المعوقين وأُسرهم مع المجتمع من خلال القيام بأفضل التطبيقات العملية القائمة على أساس بحثي جيد وقوي.
وللعلم فإن هذه المهمة لوحدها ليست بالمهمة السهلة خاصة إذا علمنا أننا دولة نامية مازالت بمجملها تنظر للصرف على اللاملموس نظرة لا ترتقي كما الحال في الدول المتقدمة، إذ يرى الكثيرون وللأسف الشديد أن توجيه الأموال للعلاج أكثر أهمية من توجيه الأموال للدراسات والبحوث التي في محصلتها ستوجه وتضبط الصرف العلاجي بما يرفع كفاءة الأموال المرصودة، نعم أيها الإخوة إنها مهمة ليست بالسهلة في مجتمع ما زال يعتقد أن دعم الدراسات والبحوث المولدة للعلم النافع ليست مهمة إنسانية على الرغم من أن ديننا الحنيف حثنا على القيام بها (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم ينتفع به".
ولكي نعيش معا أهمية ونبل المهمة الرئيسية للمركز دعونا نأخذ قضية واحدة بحث بها المركز وهي قضية الإعاقة الناتجة عن مرض التمثيل الغذائي، حيث تبين له من خلال البحث في عينة تتكون من 120 ألف مولود من أصل 500 ألف مولود في المملكة أن واحدا من كل 700 طفل يولد مصابا بمرض التمثيل الغذائي الذي إذا لم يكتشف ويتم التعامل معه خلال 72 ساعة فسيؤدي إلى وفاة الطفل أو إعاقته مدى الحياة، ولقد أثبت البحث أن هذه النسبة تعادل خمسة أضعافها في أمريكا وعشرة أضعافها في اليابان، وهذا ما حث المركز لإطلاق برنامج الفحص المبكر للتعرف على أمراض التمثيل الغذائي، حيث استطاع المركز بالتعاون مع عدد من المستشفيات الحكومية إنقاذ عدد كبير من الأطفال من الإصابة بالإعاقة أو الوفاة، وكلنا يعلم ماذا يعني ذلك "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.. الآية".
من هنا يتبين لنا أن قيام المركز بالأبحاث ودعمها خصوصاً تلك التي تسهم في خلق وإثراء المعرفة عن التطور البشري والإعاقات، وتحسين مستوى المعيشة للمعوقين بطريقة تمكنهم من الاستفادة القصوى من قدراتهم الذاتية الكامنة من خلال تنظيم واستقطاب الكفاءات العلمية المتخصصة للبحث والتوعية عن الوقاية من أمراض الإعاقة وعلاجها مهمة نبيلة وشاقة, علينا أن نشجع المركز للتفرغ للقيام بها، خاصة أن المركز كما علمت يتطلع إلى توحيد الجهود والتطور العلمي والنمو المطرد لتحقيق مجموعة من الأهداف كزيادة الأبحاث العلمية الخاصة بالوقاية من الإعاقة ورعاية المعاقين، ووضع أولويات المشاريع الوطنية التي يتوجب تنفيذها، وتنمية القوى البشرية المؤهلة في مجال الإعاقة، وتوثيق التعاون مع الجهات المعنية في السعودية وذلك لإنشاء قاعدة معلومات وسجل وطني للإعاقة، ولزيادة تمويل الأبحاث الأساسية والتطبيقية العلمية ذات الجودة العالية.
ختاما: كلي ثقة بقيادتنا الرشيدة، وبالقائمين على الجهات المنظمة والعاملة في مجال الإعاقة والميسورين من أبناء الوطن بقيامهم بدعم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة والتفاعل معه إيجابا ليتمكن من تحقيق الأهداف الإنسانية النبيلة التي يصبو لتحقيقها، ليصبح المركز جزءاً من المجتمع العالمي العلمي المتخصص في أبحاث الإعاقة ليسهم مساهمة كبيرة في رفع مستوى الوعي الصحي والعلمي في مجال الإعاقة في بلادنا العزيزة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي