ارتياح أمريكي لانهيار محادثات التجارة
وصفت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش انهيار محادثات التجارة العالمية هذا الأسبوع، بأنها أنباء طيبة لحملتها من أجل تجديد سلطاتها التفاوضية في الكونجرس، ولكن لم يتضح ما إذا كان النواب الأمريكيون سينظرون إلى الأمور بهذه الطريقة. وقالت سوزان شواب الممثلة التجارية الأمريكية الخميس الماضي، بعد تخلي المفاوضين الأمريكيين والأوروبيين والبرازيليين والهنود عن المحادثات في جولة الدوحة للمفاوضات التجارية "بالانسحاب من اتفاقية سيئة نكون قادرين من جديد على أن نثبت للكونجرس أنه يمكن الوثوق بنا".
وقالت شواب إن رفضها قبول اتفاقية غير مقنعة لم يؤد إلا إلى تعزيز موقف الإدارة من أجل تجديد سلطة "المسار السريع" وهي القانون الذي يسمح للرئيس الأمريكي بالتوسط في الاتفاقيات التجارية التي يوافق عليها الكونجرس دون تعديل. وكان بعض أعضاء الكونجرس يريدون إحراز تقدم كبير في مفاوضات الدوحة قبل تجديد سلطة "المسار السريع" للرئيس بوش لدى انتهائها في 30 حزيران (يونيو).
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
وصفت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش انهيار محادثات التجارة العالمية هذا الأسبوع، بأنها أنباء طيبة لحملتها من أجل تجديد سلطاتها التفاوضية في الكونجرس، ولكن لم يتضح إذا ما كان النواب الأمريكيون سينظرون إلى الأمور بهذه الطريقة.
وقالت سوزان شواب الممثلة التجارية الأمريكية الخميس الماضي، بعد تخلي المفاوضين الأمريكيين والأوروبيين والبرازيليين والهنود عن المحادثات في جولة الدوحة للمفاوضات التجارية "بالانسحاب من اتفاقية سيئة نكون قادرين من جديد على أن نثبت للكونجرس أنه يمكن الوثوق بنا".
وقالت شواب إن رفضها قبول اتفاقية غير مقنعة لم يؤد إلا إلى تعزيز موقف الإدارة من أجل تجديد سلطة "المسار السريع" وهي القانون الذي يسمح للرئيس الأمريكي بالتوسط في الاتفاقيات التجارية التي يوافق عليها الكونجرس دون تعديل.
وكان بعض أعضاء الكونجرس يريدون إحراز تقدم كبير في مفاوضات الدوحة قبل تجديد سلطة "المسار السريع" للرئيس بوش لدى انتهائها في 30 حزيران (يونيو).
وقال دافي سالمونسين الذي يتابع التجارة في اتحاد المكاتب الزراعية الأمريكية إن فشل المحادثات هذا الأسبوع "غير مفيد بالتأكيد ولكني لا أعتقد أنه قاتل".
وينتظر سالمونسين كي يرى إذا ما كان شواب ستحرز أي تقدم هذا الصيف. وتتوجه شواب مع مايك جوهانز وزير الزراعة الأمريكي لإجراء مشاورات مع أعضاء منظمة التجارة العالمية البالغ عددهم 150 عضوا.
وأنحت شواب وجوهانز بشكل غاضب باللائمة على البرازيل والهند في فشل المحادثات التي جرت في بوتسدام في ألمانيا وقالا إنهما لم تظهرا مرونة في خفض التعرفات الجمركية على المنتجات الصناعية رغم مطالبتهما بإجراء تخفيضات أكبر في الدعم الزراعي الأمريكي.
وتطالب واشنطن في أي اتفاق ينطوي على تقليص كبير للدعم الزراعي الأمريكي بأن يفتح أسواقا جديدة للتصدير في أنحاء العالم في الزراعة والصناعة والخدمات. ويكمن الخلاف تحديدا في أن الولايات المتحدة تتمسك بموقفها في دعم مزارعيها، في الوقت الذي تفرض على الدول وقف هذا الدعم لتسهيل دخول منتجاتها إلى السوق الأمريكية.
وفي حين لم يتوصل الاجتماع إلى اتفاق فيما وصف بأنه "انهيار", قال وزير التجارة والصناعة الهندي كمال ناث، إن جولة الدوحة الخاصة بمحادثات التجارة الحرة في إطار منظمة التجارة العالمية لم تتم رغم انهيار محادثات تجارية مهمة بين القوى الأربع التجارية. ولدى سؤاله في مؤتمر صحافي عما إذا كان الانهيار يشير إلى وفاة الجولة التي بدأت منذ نحو ست سنوات، رد ناث بالنفي. وقال "العملية متعددة الأطراف مستمرة". وكانت هذه القوى تأمل في صياغة تنظيم جديد للتجارة العالمية يحقق وفاقا بين دول العالم لجهة الدعم وانسياب التجارة, خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية.
وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم إن المحادثات التجارية المهمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل انتهت قبل موعدها المقرر. وأضاف في مؤتمر صحافي مع وزير التجارة الهندي كمال ناث "مرة أخرى.. بوتسدام لم تكن ناجحة جدا". وأضاف أموريم أن الخلافات بشأن التجارة الزراعية ومنها حجم التخفيضات في الدعم الزراعي تسببت في انهيار المحادثات.
وكان باسكال لامي مدير عام منظمة التجارة العالمية قد اعتبر في وقت سابق ضمن خطاب وجهه إلى اجتماع مجموعة الثماني في ألمانيا الشهر الماضي, أن الدول الكبرى مسؤولة عن تعطيل تحرير التجارة العالمية, بخاصة مع إبقاء بعض الدول الدعم لمزارعيها، في حين ترفض دخول المنتجات المدعومة إلى أسواقها.
واعتبرت سوزان شواب ممثلة التجارة الأمريكية في الأسبوع الماضي، أن مجموعة الأربع تستطيع إحراز تقدم كبير باتجاه التوصل إلى اتفاق يحظى بدعم كل أعضاء منظمة التجارة العالمية وعددهم 150 دولة، لكن هذا يستلزم ألا يقتصر التقدم على الملف الزراعي. وفي خطاب إلى شواب والمفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون أمس الأول حذر مصنعون أمريكيون وأوروبيون كبار من أنهم لن يساندوا اتفاقا لا يقدم الكثير لفتح أسواق البلدان النامية أمام مزيد من الصادرات.
وبدأت جولة الدوحة في العاصمة القطرية عام 2001 بهدف التوصل إلى اتفاق للتجارة العالمية يعيد الاستقرار للاقتصاد العالمي بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة، ويعالج الاختلالات التي تصعب على منتجات الدول الفقيرة المنافسة في السوق العالمية. ولكن الجولة واجهت مشكلات من البداية بشأن مسألة الزراعة، وهي مسألة حساسة في كل مكان تقريبا. وطالبت واشنطن وبروكسل أن يشمل أي اتفاق يخفض بدرجة كبيرة الحماية الزراعية فتح أسواق جديدة لصادرات المنتجات الزراعية والصناعية والخدمات في العالم.
وتتطلع الدول النامية لفرص جديدة لتصدير منتجاتها الزراعية والصناعية. وتقول إن الدول الغنية يجب ألا تتوقع حرية دخول كبيرة للأسواق في مقابل خفضها الدعم الزراعي والتعرفات الجمركية المعطلة للتجارة.