الإطارات.. قنابل الصيف الموقوتة

الإطارات.. قنابل الصيف الموقوتة

باتت السيارة الوسيلة الأكثر تعاملا في وقتنا الحاضر، وأصبح استخدامها حاجة ملحة في ظل التوسع والتمدد الذي تشهده مدننا، خلاف المساحة الجغرافية التي تمتلكها المملكة. ورغم كل التعديلات التي طرأت عليها خلال السنوات الماضية، ودعمها المتواصل بوسائل السلامة والأمان إلا أنها ما زالت تفتقد الأمان والسبب طبيعة مكوناتها والتي من أهمها الإطارات.
وهنا يرى متعاملون في سوق ووكالات الإطارات أن الإطار من أهم مكونات المركبة، بل من الضروريات، بمعنى أنه لا يمكن التهاون في مواصفاتها بأي حال من الأحوال، وعليه فيجب أن تخضع هذه الإطارات للفحص المستمر، ففي الصيف من المستحسن التأكد من سلامة الإطار أسبوعيا على الأقل، ومن أبرز الملاحظات انخفاض مستوى ضغط الإطار عن وضعه الطبيعي، ووجوب معرفة سبب ذلك.
وعن الإطارات وفصل الصيف، يؤكد مختصون في وكالات الإطارات وجود نظرة لكثير من سائقي السيارات أن قيادة المركبة داخل المدينة لا يضرها عندما يكون الإطار منتهي الصلاحية، مثل أن يكون قد أمضى فترة طويلة تجاوزت سنتين، وتم السير عليه لأكثر من 100 ألف كيلو متر، ومعالمه "الدعسة" قد بدأت في التآكل، وهذه النظرة خاطئة، بل وخطرة، فالمدن ليست قرية صغيرة، بل طرقا سريعة تصل فيها السرعة إلى 120 كيلو متر في الساعة، وأحيانا بعض السيارات تقطع رحلات يومية تتجاوز 90 كيلو مترا، في ظل التوسع الكبير الذي تعيشه المدن، وهنا مصدر الخطورة عندما تشتد درجة الحرارة، ولن يتحمل الإطار القديم الضغط الناجم من السير عليه والحرارة العالية، والنتيجة معروفة سلفا، هو انفجار الإطار.
ويضيفون أن هذا الأمر ينطبق هو الآخر على الإطار الاحتياطي وخاصة للسيارات التي يكون فيها موقع الإطار على الباب الخلفي للسيارة، فهو يتعرض لحرارة الشمس وعليه يجب الانتباه لهذا الأمر، فهو ينطبق عليه مثل الإطارات الأربعة في المركبة، وهنا يشير المتعاملون إلى أن العمر الافتراضي للإطار ما بين 70 ألف إلى 80 ألف كيلو متر، أو ثلاثة أعوام، وهنا يعود التقدير إلى طريقة استخدام المركبة، من حيث إنها مهيأة للركوب أم لتحميل البضائع، إضافة إلى مواقع السير فيها، طرق طويلة، أم داخل المدن، محذرة في الوقت نفسه من التهاون في مستوى ضغط الهواء داخل الإطار، الذي يعد من المسببات المباشرة لإنفجار الإطار، وخاصة عندما تزيد مسافة السير فيه، أو ارتفاع درجة الحرارة، لافتة النظر إلى وجوب زيادة مستوى الهواء عند تحميل بضائع، وهذا الأمر موجه لهواة السفر بالسيارة، ولا بد من معادلة الهواء مع الكميات المحملة في السيارة، وعدم التهاون في ذلك، حيث يؤثر في دعسة الإطار، ومن ثم تسارعه في العطب.
وعن المحافظة على الإطار، يرى المختصون في الإطارات أن هناك طريقة وهي تبديل الإطارات الأمامية بالخلفية، كل ستة أشهر، حيث إن الإطارات الأمامية عادة ما تشهد ضغطا جراء ماكينة المركبة، وبالتالي فهذا الإجراء يسهم في توزيع الثقل على جميع الإطارات، وتساوي الدعسة لها.
وعن أفضل الإطارات ومناسبتها للسيارة، فيوضحون أن الإطار الأساسي الموجود عند شراء السيارة الجديدة من الوكالة فهو الأنسب غالبا من حيث المقاس ونوعية الدعسة، ولهذا فنحن نرى عندما يقوم شخص بوضع إطارات مختلفة المقاس أو الدعسة أن تتأثر السيارة من حيث ثقل في الحركة أو زيادة في صرف البنزين، أو انحراف وارتجاج عند القيادة، مع التأكيد على أهمية التاريخ، محذرة في الوقت نفسه من خطورة الإطارات الجديدة ولكنها تحمل تواريخ قديمة لأكثر من عامين، فهنا يجب الابتعاد معها، حتى لو كانت أسعارها رخيصة، ولهذا فبعض الإطارات لو كانت مستعملة، ولكن تاريخ صنعها حديث فلن تكون ذات خطورة مثل غير المستعملة، وعليه فتاريخ صنع الإطار يحمل أهمية بالغة جدا، وهنا يمكن معرفة ذلك من خلال طريقة تخزين الإطارات داخل المستودعات أو المحلات بحيث تكون بعيدة عن أشعة الشمس، والمستودع مكيف، وأن لا تكون الإطارات متراصة فوق بعض لفترة طويلة.
وعن وقوف السيارات لفترة طويلة، يشير المتعاملون إلى تأثير ذلك على صلاحية الإطار، مطالبين في الوقت نفسه، بأن رفع الإطارات عن الأرض عند التوقف لفترة طويلة يسهم في سلامة الإطار وعدم تأثر موقع محدد فيه جراء الوقوف لفترة طويلة وتحت ضغط كبير، وهنا في حال إمكانية رفع السيارة عن الأرض يعد ميزة، وكذلك تغطية الإطار الخلفي عن التعرض للشمس قدر الإمكان.
وفي الجانب نفسه، أوضح سائقون وضعهم في ملف لسيارتهم، يوضح فترات الصيانة والكشف على المركبة، وتواريخ شراء الإطارات والبطارية وغيرها من المكونات التي يتم تغييرها بشكل دوري، لافتين النظر إلى أن كثيرا من السائقين لا يتذكر تاريخ شراء السيارة، فما بالك بشراء إطارات، إلا أن هذا الأمر يعد ضروريا وحضاريا، بل ويميز السيارة عند بيعها.

.. والفحص الدوري يحذر من الحمولة الزائدة للمركبة

حذرت محطات الفحص الدوري للسيارات المسافرين من الحمولة الزائدة على المركبة أثناء السفر، وشددت على ضرورة إجراء فحص المركبات، حيث أكدت فحصها ل 73جزءاً في المركبة. وأنهت محطات الفحص الفني الدوري للسيارات كافة استعداداتها لاستقبال المركبات التي يرغب مالكوها بالسفر من خلالها في الإجازة الصيفية.
وفي هذا الخصوص، أكد عبد الكريم بن يوسف الحميد مدير العلاقات العامة في الفحص الفني الدوري للسيارات في المملكة إلى أن جميع محطات الفحص المنتشرة في 23 مدينة ومحافظة وتغطي 98 في المائة من كثافة المركبات في المملكة ، مشيرا إلى أنه قبل الإجازة الصيفية من كل عام تكثر عمليات بيع وشراء المركبات حيث دائماً ما يحرص المواطنون والمقيمون على مراجعة محطات الفحص الدوري للتأكد من سلامة المركبات المراد شراؤها كما يكثر في هذه الأيام المراجعون الذين يرغبون في السفر عبر مركباتهم.
وأبان الحميد أن هذا الإقبال من الذين يرغبون فحص مركباتهم من أجل السفر يدل على ثقتهم ببرنامج الفحص وبمحطاته الذي حقق جميع النتائج المرجوة منه حيث يتم فحص أكثر من 73 جزءاً في المركبة الواحدة وتتميز مراحل الفحص بالدقة والشمولية والموضوعية كما يحقق هذا الفحص الشامل الطمأنينة للمسافر، مؤكدا ضرورة فحص إطارات المركبات لأنها من أكثر مسببات الحوادث وخصوصاً على الطرق السريعة والتنبه إلى سلامة وصلاحية الإطار الاحتياطي.
وحذر الفحص الدوري من الحمولة الزائدة على المركبة من ركاب وأمتعة مؤكداً أهمية الاطلاع على الكتيب الإرشادي للمركبة الذي يهمله كثير من مستخدمي المركبات، كما شدد الفحص على أهمية ربط حزام الأمان والتركيز أثناء القيادة وعدم الانشغال باستخدام الهاتف الجوال وأخذ الراحة الكافية قبل السفر.

الأكثر قراءة