"ناسداك" يستعد لاستكمال موجة صعود تتجاوز مستويات المقاومة

"ناسداك" يستعد لاستكمال موجة صعود تتجاوز مستويات المقاومة

[email protected]

تمكنت الأسهم الأمريكية من العودة إلى الارتفاع بعد إخفاقها في الأسبوع قبل الماضي بعد تعرضها لموجات من البيع نتيجة القلق من احتمال ارتفاع سعر الفائدة من جديد أو ثباتها على أقل تقدير ولكن في الأسبوع الماضي كان للبيانات والمؤشرات الاقتصادية كلمتها في دفع السوق للصعود وخاصة مؤشر أسعار المُستهلكين CPI الذي صدر يوم الجمعة ليبعث التفاؤل بخصوص التضخم ويبعث الأمل لدى المُستثمرين في أن يتم خفض سعر الفائدة.
في الأسبوع قبل الماضي كان لدينا تخوف من أن تهبط المؤشرات الرئيسية ولكن المؤشرات خالفت التوقعات وارتفعت مُحققة مستويات مرتفعة جديدة حيث وصل مؤشر داو جونز إلى مستوى 13639.48 نقطة مرتفعاً بنسبة 1.6 في المائة ومؤشر S&P 500 بنسبة 1.5 في المائة بينما "ناسداك" تمكن من تحقيق أفضل ارتفاع بنسبة 2.1 ليصل إلى مستوى 2626.71 نقطة والدافع وراء هذه الارتفاعات كما قلت سابقاً هو البيانات والمؤشرات الاقتصادية إضافة إلى أخبار الاندماج والاستحواذ بين الشركات وكبار المُستثمرين.
من البيانات الاقتصادية التي صدرت بيانات عن مبيعات التجزئة لشهر أيار (مايو) صادرة من وزارة التجارة الأمريكية وكانت أفضل من التوقعات، وهذا أمر جيد حيث يزيد الإنفاق وسط انخفاض أسعار المساكن، كما صدر يوم الخميس مؤشر أسعار المُنتجين PPI لشهر أيار (مايو) مرتفعاً بنسبة 0.9 في المائة مقارنة بشهر نيسان (أبريل) الذي ارتفع فيه بنسبة 0.7 في المائة والمؤشر الأساسي لأسعار المُنتجين Core PPI ارتفع بنسبة 0.2 في المائة حسب التوقعات، أما يوم الجمعة الماضي فصدرت نتائج مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لشهر أيار (مايو) الذي أراح نفوس المُستثمرين وأزال الخوف من احتمال ارتفاع أو بقاء الفائدة عند مستواها الحالي فكانت نتيجة المؤشر هي ارتفاعه بنسبة 0.1 في المائة فقط وهو أقل من المتوقع الذي كان 0.2 في المائة.
هل سيقوم البنك المركزي بخفض الفائدة في أقرب اجتماع له؟ الجواب هو أن البنك المركزي لن يندفع بهذه السهولة إلى خفض الفائدة وقد ذهب بعض الاقتصاديين إلى أنه إذا قرر "المركزي الأمريكي" خفض الفائدة فلن يكون قبل تسعة أشهر في أقل تقدير وبعضهم ذهب إلى بعد سنة كاملة، إذن ما حدث من ارتفاع ليس إلا فرحة مُستثمرين واستغلال واضح ومشروع لهذه الأجواء في خلق شعور بوجود فرصة للشراء وكل مُستثمر يشتري أسهما يحفز الآخرين نحو الشراء ومن ثم تتكون موجة الصعود ويتسابق الجميع إلى استغلال الفرصة مما يعني أنها حركة مضاربة صرفة ومن هنا وجب الحذر ومراقبة حركة السوق، ويرى بعض المُحللين وشركات الوساطة أن الفرصة الحقيقية الآن هي في الشراء بالآجل Short في ظل بقاء الفائدة مرتفعة واستمرار ارتفاع النفط الذي لامس في الأسبوع الماضي سعر 68 دولارا وهذا لا يعني صحة توقعهم.
على صعيد أخبار الشركات أصدر كل من بنك "جولدن ساش" و"ليمان بروذر" نتائجها المالية الفصلية وكانت أفضل من التوقعات كما حصلت شركة "إنتل" Intel على ترقية لجدوى الاستثمار فيها من بنك "جولدمان" فارتفعت في أسبوع 11 في المائة، وكما قلت فإن أخبار الاندماج ساهمت في صعود السوق ومنها إعلان شركة Home Depot عن وصول عرضين من جهتين مختلفتين لشراء وحدة الإمداد الخاصة بها بقيمة عشرة مليارات دولار من صندوق استثماري خاص.

الأسبوع الحالي

أول خبر يجب أن تعرفه أن البيانات والمؤشرات الاقتصادية التي ستصدر ستكون قليلة وهذا يُخفف من الضغوط قليلا ولكن أخبار اندماج واستحواذ الشركات على بعضها بعضا سيكون لها تأثير إذا استكملت إعلاناتها هذه حيث صدر من صحيفة "وول ستريت" خبر عن أن شركة Pearson تضع عينها على الشركة "داو جونز" وأن تجد شريكا لتُقدم عرض استحواذ على News Corp ومثل هذه الأخبار وغيرها سيُعلن عنها ستُساعد السوق على الارتفاع أو الصمود على أقل تقدير.
من البيانات الاقتصادية التي ستصدر ما يتعلق بمبيعات بناء المساكن الجديدة وكذلك المساكن المُستخدمة وفي ظل بقاء الفائدة عند مستوى مرتفع فإن تأثيرها سيبقى سلبياً على قطاع المساكن، والتوقعات تتحدث عن احتمال انخفاض مبيعات المساكن الجديدة لشهر أيار (مايو) إلى 1485 ألف مسكن بعد أن كانت 1528 ألف مسكن في نيسان (أبريل) وتراخيص البناء قد ترتفع إلى 1475 ألف ترخيص في أيار (مايو) أكثر مما كانت عليه في نيسان (أبريل) وهو 1457 ألف ترخيص، وستُعلن أيضاً هذا الأسبوع بعض الشركات عن نتائجها المالية الفصلية مثل Best Buy وFedEx و"مورجان ستانلي" وCircuit City.

التحليل الفني

أشرت في التقرير السابق إلى أن السوق سيمر بحركة تذبذب حيث يعد هذا جزءا من حركته الجانبية لجنيّ الأرباح التي يقوم بها بدلاً من الهبوط وبالنسبة لناسداك قلت إنه سيسير بين مستوييّ 2525 نقطة و2600 نقطة وقد خرج المؤشر خارج مستوى 2600 نقطة يوم الجمعة حتى وقف وجهاً لوجه مع مستوى 2626.40 نقطة وقد يتمكن من تخطي مستوى المقاومة هذا إذا نظرنا إلى مؤشر الماكد، حيث تقاطع المؤشر السريع مع المؤشر البطيء كما أن مؤشر RSI لم يصل بعد إلى مستويات التشبع بالشراء Overbought وأيضاً رافق الصعود حدوث فجوة Gap صغيرة وحجم التداول كان مرتفعاً، كما أن مؤشر SAR يدعم احتمال الصعود وتجاوز مستوى المقاومة والحد العلوي من مؤشر "البولينجر باند" بدأ عليه قليل من الانفراج لأعلى، ومستويات الدعم الحالية هي عند 2586 و2582 نقطة حيث يوجد متوسط عشرة و20 يوما سوياً بعدهما متوسط 50 يوماً عند مستوى 2550.16 نقطة.

الأكثر قراءة