توقعات بارتفاع سهم "فورد" 16 % خلال العام الحالي ونتائجها الفصلية الأخيرة أعلى من تقديرات المُحللين

توقعات بارتفاع سهم "فورد" 16 % خلال العام الحالي ونتائجها الفصلية الأخيرة أعلى من تقديرات المُحللين

[email protected]

شركة فورد ثالث شركة رائدة على مستوى العالم في صناعة السيارات، وحسب التقديرات فإن حصتها من سوق السيارات هي 17 في المائة في الولايات المُتحدة الأمريكية، وهي من الشركات الرائدة في مجال التمويل المالي من خلال شركة تتفرع منها هي شركة Ford Motor Credit، ومن منتجاتها التي تُصنعها سيارات باسم فورد، فولفو، ميركوري، جاكوار، لينكولن، ولاند روفر، كما تُعد شركة فورد أحد اللاعبين الأساسيين في سوق أمريكا الشمالية والجنوبية وأوروبا وآسيا أو لنقل أنه لاعب رئيس في العالم كله كما تُعتبر من الشركات العتيدة في السوق الأمريكية التي تأسست عام 1903م في ولاية ميتشجان الأمريكية وسهمها مُدرج في بورصة نيويورك ويُمكن الحصول على أسعار سهم شركة فورد باستخدام الرمز (F).
قد تستغرب عندما تعرف أن 62 في المائة من مبيعات شركة فورد تأتي من بيع الشاحنات بينما 38 في المائة هي من مبيعات السيارات ويُمكن تقسيم مناطق المبيعات بين سيارات يتم بيعها في السوق الأمريكية وأخرى في السوق العالمية وتبيع شركة فورد السيارات التي تُنتجها باسمها ونعرفها نحن في منطقتنا تمام المعرفة، إضافة إلى مبيعات قطع الغيار ثم تأتي مبيعات السيارات من أسماء أخرى مثل سيارات: فولفو وجاكوار وغيرهما من الأسماء التي ذكرتها أعلاه، ومبيعات السيارات والشاحنات التي باسم شركة فورد، إضافة إلى مبيعات سيارات من أسماء شركات أخرى وتُشكل كلها 82 في المائة من مبيعات شركة فورد الإجمالية.
أما الـ 13 في المائة من مبيعات شركة فورد فتأتي من شركتها الفرعية Ford Motor Credit والتي تُقدم خدمات مالية وتهتم بتمويل الأفراد والمؤسسات لشراء السيارات بطرق ميسرة وتعد من الشركات الرائدة في هذا المجال داخل الولايات المتحدة الأمريكية وتشمل خدماتها التأجير والتأمين أيضاً.

نظرة مستقبلية

عانت صناعة السيارات في السنوات القريبة من بعض الصعوبات وعدم القدرة على النمو وقامت بإجراءات عديدة منها تسريح الكثير من الموظفين وإعادة هيكلة وعمليات اندماج على مستوى العالم، كل هذا بغرض استجماع القوى وترتيب الأوراق من جديد وشركة فورد إحدى هذه الشركات التي أخذت إجراءات مختلفة، وهاهي الآن تنتظر أن تقطف ثمار محاولاتها هذه، وهنا سنُلقي الضوء على المُستقبل الذي ينتظر هذه الشركة العملاقة:
وضعت شركة فورد خطة تُعول عليها كثيرا سمتها Way Forward أي الطريق إلى الأمام، والهدف منها أن تستعيد الشركة قدراتها على تحقيق الربحية عند حلول عام 2009 وستقوم الشركة بتوسيع قاعدة منتجاتها من سياراتها فورد وميركوري ولينكولن بموديلات جديدة خلال الأعوام من 2008م و2010م حيث تتوقع الشركة أن تُنتج 250 ألف سيارة عام 2010م وستُدير مُشترياتها من عدة دول بطريقة تسمح لها بتخفيض التكلفة وتزيد من جودة منتجاتها، ووضعت خططاً تجعل عملية التصنيع أكثر مرونة وفاعلية بأقل عدد ممكن من الموظفين وسيقوم مديرو الشركة بتقليص التكاليف التشغيلية لتصل إلى خمسة مليارات دولار عند نهاية عام 2008 حتى تعود الشركة إلى الربحية في عام 2009، وللشركة منتجات جديدة وصل بعضها إلى منطقتنا العربية مثل سيارة Edge وFusion وFord GT وFord 500 Ford FreeStyle وFreeStar يبدو أننا سنتعرف على أسماء سيارات جديدة ولدينا فرصة حتى عام 2008 والمهم أن هذه المنتجات الجديدة ستُعزز من قوة مبيعات الشركة.
ومن نجاحات الشركة أنها تمكنت من زيادة ربحيتها في دول أمريكا الجنوبية بفضل الأسلوب السابق نفسه، حيث خفضت التكاليف وزادت الإنتاج وقدمت أسعاراً جيدة. أما في آسيا فقد كانت المبيعات أكبر في الصين وتايوان وزادت الشركة من حصتها في أستراليا وتمتعت الشركة بمرتبة متقدمة في مبيعات الشاحنات الكاملة.

صعوبات على الطريق

خطة شركة فورد والمُسماة "الطريق إلى الأمام" ستعترضها بعض الصعوبات أولاها أن التوقعات تتحدث عن احتمال انخفاض مبيعات السيارات في الولايات المُتحدة الأمريكية في عام 2008 بشكل عام، كما أن الشركة تُعاني انخفاض حصتها في سوق أمريكا من 21 في المائة عام 2002 حتى وصلت إلى 17.1 في عام 2006 والأرقام مُرشحة بالهبوط في حالة ارتفعت أسعار وقود السيارات أكثر. كما أن قيام الشركة بتسريح أعداد من الموظفين أدخلها في خلاف مع اتحاد عمال السيارات الذين يُطالبون شركة فورد بتعويضات للعمال في مجال الصحة، وعلى الشركة أن تجد طريقة لكسب القضية أو تسوية الوضع، وهذا سيُكلف الشركة تكاليف هي في غنى عنها، ولكن شركة فورد لم تأخذ هذه الخطوة إلا وهي مستعدة لها، وقد تلجأ إلى إعادة بعض الموظفين إلى المصانع، كما أن المنتجات الجديدة ستدفع الشركة إلى اعتماد نظم تصنيع أكثر تطوراً مما سيُحملها المزيد من التكاليف.

مؤشرات مالية

سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006 التي صدرت أخيرا، حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 162.3 مليار دولار مُسجلة ارتفاعاً بمقدار 5.5 في المائة عن مبيعات عام 2005، كما سجلت الشركة خسارة مقدارها 11.5 مليار دولار. وبالنسبة لربحية الشركة نجد أن نسبة صافي خسائر الشركة منخفضة بـ 6.9 في المائة وهي أقل بكثير من نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه حيث إن نسبة ربحيتها 3.7 في المائة.
توجد ديون على الشركة تصل إلى 114 ملياراً حتى نهاية عام 2006 ومع هذا فإن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 3.4 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد. أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهو منخفض بشكل كبير يصل إلى 267.9 في المائة أي أقل بكثير من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع بينما العائد على الملكية الذي يمنحه القطاع الذي تنتمي له الشركة يُقدر بـ 2.5 في المائة أما قُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover فهي بمقدار 0.6 في المائة.

التحليل الفني

أحتاج من القارئ المُهتم بالتحليل الفني أن يعود إلى الرسم البياني حتى يتضح كيف ارتفع سهم "فورد" بقوة خلال الأيام الثلاثة الماضية وحتى الجمعة أصبح السهم يقف وجهاً لوجه مع مقاومة عنيفة عند مستوى تسعة دولارات، وأول تجربة حاول فيها أن يقتحم هذه المقاومة كانت في شباط (فبراير) الماضي ثم في منتصف أيار (مايو)، ويوم الجمعة الماضي اقترب أكثر من مستوى المقاومة هذا، فهل ينجح هذه المرة في تجاوزه ويبدو أنه اقترب من تحققه، وفي حالة نجاحه وثباته لمدة يومين فوق هذا المستوى فسيكون قريباً من تحقق الهدف الفني وهو 10.5 دولار خلال أشهر أي ستجني ربحاً يصل إلى 16.7 في المائة مع ضرورة مراقبة السهم خلال الأسبوع المقبل.

أحدث الأخبار

أعلنت الشركة في نهاية شهر نيسان (أبريل) الماضي عن نتائجها المالية للربع الأول من عام 2007 وحققت ربحاً مقداره ستة سنتات لكل سهم مقارنة بربح 12 سنتا في الفترة نفسها من العام الماضي بينما كانت مبيعاتها 43 مليار دولار مقارنة بـ 40 مليار دولار للفترة نفسها من العام الماضي وخسرت الشركة 225 مليون دولار في قطاع السيارات بينما انخفضت أرباحها في النشاط المالي بمقدار 81 مليون دولار بسبب ارتفاع سعر الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية.

الخلاصة

شركة فورد تسعى إلى تخفيض التكلفة وزيادة الإنتاج من خلال طرح منتجات جديدة خلال العامين المقبلين ووضعت خطة هذه أركانها وسمتها "الطريق إلى الأمام" حتى تُحقق الربحية في عام 2009م، كما أن الشركة على موعد مع مدير جديد سيستفيد من الموجة الجديدة في استعادة "فورد" مكانتها في السوق الأمريكية قبل استرجاع مكانتها العالمية من حيث الربحية وحصتها في السوق، وقد لوحظ في الآونة الأخيرة أن معظم النتائج المالية الفصلية التي صدرت هي أفضل من توقعات المُحللين.
عدد المُحللين المراقبين لأداء الشركة وأعمالها هم 13 محللا اثنان منهم ينصحان بشراء سهم شركة فورد بينما يرى سبعة منهم أن الاحتفاظ بالسهم لمن يملكه هو قرار سليم، ثم أربعة آخرون ينصحون ببيع سهم شركة فورد ويتوقعون أن سعر السهم سيصل خلال العام الحالي بين 5 و11 دولارا ولكن مع الخطة الجديدة للشركة والمنتجات الجديدة التي سيتعرف عليها ستزيد وتُحسن من وضع الشركة، إضافة إلى مديرها الجديد، كما أن الوضع الفني لسهم الشركة يُوحي بأن تجاوز السهم سعر تسعة دولارات وثباته فوقها سيقفزان بسهم شركة فورد حتى سعر 10.5 دولار أي سيُحقق ربحاً يصل إلى 16.7 في المائة مع ضرورة مراقبة السهم خلال الأسبوع المقبل.

الأكثر قراءة