رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


متلازمة الوعي الاستثماري في سوق الأسهم

[email protected]

وصل النقاش في استراتيجيات التعامل في سوق الأسهم السعودية إلى أشده, ففي الوقت الذي ينادي البعض فيه إلى مستوى ثقافي استثماري أعلى، فإن واقع السوق يحث على المضاربة والمضاربة الشرسة فقط. ومع إيماني الشخصي بأن الاستثمار بجميع آجاله هو أفضل طريقة لتحقيق المكاسب في سوق الأسهم السعودية إلا أن واقع حمى المضاربة تجتذب الكثير من المتداولين باختلاف قدراتهم على المضاربة. وهنا يجدر التركيز على أن المضاربة تحقق أرباحا يومية ولكنها في نهاية المطاف تحمل أرباحا بسيطة إن لم تكن خسائر حين مقارنتها بالاستثمار. ويستطيع أي مضارب (والحديث هنا ليس عن المضاربين المحترفين) عمل تقييم لمحفظته الاستثمارية وأن يعود إلى أسعار بعض الأسهم الاستثمارية التي اشتراها قبل عام من الآن ليرى الفرق في التقييم النهائي لاستثماراته مقارنة بما لدية تحت وطأة المضاربة اليومية.
وهذا مدخل لما نشهده من حوار حول دور وتأثير الثقافة الاستثمارية للمتداولين التي يبدوا أن الحملة التي تقودها هيئة سوق المال في سبيل رفع الوعي الاستثماري في سوق الأسهم السعودية قد تواجه بعض التحديات التي لا تدعمها على أرض الواقع، ومع التقدير لهذه الخطوة إلا أن موضوع الوعي الاستثماري يجب أن يتجاوز العمل النظري من خلال الكتيبات التي تقوم الهيئة مشكورة بالعمل على إصدارها ونشرها بل إن مربط الفرس يكمن في تفادي أي تضارب في تحديد التوجهات الأساسية في سوق المال.
إن هيئة السوق المالية تعمل على تحقيق الرسالة التي من أجلها تم إنشاء الهيئة وهدفها الأساسي إرساء البنية الأساسية للسوق المالية بجميع التزاماتها وتنظيم التعاملات داخل الأسواق المالية باعتبار ذلك من ركائز الاستقرار المالي والاقتصادي للمملكة ومن أهم بنودها تعزيز وتنميته الوعي الاستثماري للمستثمرين والمتعاملين في الأوراق المالية بصفة عامة وسوق الأسهم بصفة خاصة.
نعم نحن في حاجة إلى ثقافة استثمارية عالية في أوساط المتداولين ولكن في الوقت نفسه نحن أيضا في حاجة إلى إيجاد منظومة متكاملة تدعم رفع الثقافة الاستثمارية لقطاع الأوراق المالية ومكوناته التنظيمية العامة ومن ذلك طرح الشركات المساهمة وتنظيم عمل شركات الوساطة ونشر العدالة والشفافية في التعاملات اليومية للسوق وقائمة طويلة من الأهداف التي يجب تحقيقها للوصول إلى رفع الثقافة الاستثمارية للمتداولين بحيث يجد المستثمر نفسه أمام نجاحات كثيرة على أرض الواقع تلزمه أن يرفع ثقافته الاستثمارية ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أن تكون الطروحات الجديدة على مستوى الطموح الذي ينشده الجميع فلا نستطيع أن نرفع الثقافة الاستثمارية إذا كان هناك عدد كبير من الطروحات على شكل شركات الصغيرة ذات رؤوس أموال الصغيرة وأسهم قليلة ترسخ ثقافة المضاربة في سوق الأسهم، بينما نحن ننادي أن يكون التوجه في رفع درجة الوعي الاستثماري متزامن مع الطرح الجديد مركز على الشركات الجديدة ذات القيمة الاقتصادية من ناحية حجم رأس المال بشكل ينعكس على عمق السوق إضافة إلى الفوائد الاقتصادية الأخرى.
نعم نحن في حاجة ماسة إلى ثقافة ووعي استثماري عال في أوساط المتداولين وهذه الحاجة تتوازى مع حاجتنا الماسة إلى قرارات وتشريعات تدعم هذا التوجه ومن ذلك نشر العدالة والشفافية في أوساط السوق خصوصا ونحن نؤمن أن المتغيرات المؤقتة في الأسواق المالية لا يمكن أن تلغى في أي حال من الأحوال ثوابت استثمارية مهمة عند الحديث عن سوق أسهم يحمل في طياته شركات استثمارية من الدرجة الأولى تمثل التوجه العام لاقتصاد تبنى خططه على التنوع الاقتصادي والخروج من دوامة الاقتصاد الأحادي المنتج. بغض النظر عما وصلت إلية أسعار الأسهم اليوم، فإن المعطيات الاقتصادية والسياسية للمملكة والتوجهات الاستثمارية الكبيرة التي نشهدها تعطي مؤشرا تحليليا مهما لمستقبل سوق الأسهم بشكل عام و شركاته الاستثمارية بشكل خاص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي