بكين لواشنطن: تسييس سعر العملة لن يغير من أولويات الصين

بكين لواشنطن: تسييس سعر العملة لن يغير من أولويات الصين

وجهت الصين طلقة تحذيرية للمشرعين الأمريكيين أمس، قائلة إن مشروع قانون مقترح للضغط على الصين لتسريع خطى إصلاح نظام الصرف الأجنبي يهدد بتسييس التجارة ولن يغير من أولوياتها.
ومع استياء أعضاء الكونجرس الأمريكي المتزايد من العجز التجاري الضخم، من المتوقع أن تكشف مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ هذا الأسبوع عن مشروع قانون يسعى لفرض ضغوط على الصين لرفع قيمة عملتها اليوان بسرعة أكبر مما يجعل صادراتها أكثر تكلفة.
لكن وزارة الخارجية الصينية، التي كانت في السابق تتجنب التدخل في الخلافات التجارية، طلبت من المشرعين الأمريكيين الكف عن ذلك. وقال المتحدث باسم الوزارة كين جانج في مؤتمر صحافي, مشيرا إلى اليوان باسمه الرسمي "فيما يتعلق بما إذا كان سعر صرف الرينمينبي مرتفعا أم منخفضا فإن الكونجرس الأمريكي يعتقد أنه منخفض للغاية".
وأضاف "لكن معايير من هي التي تطبق؟ إنها المعايير الأمريكية. في حين أن سعر صرف الرينمبنبي في نهاية الأمر يجب أن يلائم الواقع الصيني وأن يفيد الصين وينمي الاقتصاد العالمي".
ويلقي العديد من المشرعين والمصنعين الأمريكيين اللوم على تحكم بكين في سعر الصرف في إبقاء قيمة اليوان منخفضة وإثارة العجز التجاري الأمريكي الضخم الذي بلغ مستوى قياسيا عند 233 مليار دولار العام الماضي.
ويعد عدد من الساسة الأمريكيين مشروع قانون يفرض عقوبات على الواردات من الصين، لتعويض أثر ما يقولون إنه تقييم ظالم لليوان يقدره بأقل بنحو 40 في المائة من قيمته الحقيقية. وحثت الإدارة الأمريكية بكين كذلك على تسريع إصلاحات سعر الصرف خلال حوار اقتصادي رفيع المستوى العام الماضي. لكن أمس الأول قالت وزارة الخزانة إنه لا حاجة لمزيد من التشريعات لحث الهند على التحرك بخطى أسرع. ولم يوضح الآن هولمر مبعوث وزارة الخزانة الخاص للصين، ما إذا كانت الوزارة ستصف الصين رسميا بأنها تتلاعب بسعر العملة في تقرير نصف سنوي عن ممارسات أسعار الصرف لدى الشركاء الرئيسيين المقرر أن يصدر اليوم.
وتقول بكين إن سياسات واشنطن الاقتصادية المتراخية، هي السبب في اتساع الفجوة التجارية. وقال كين "القضايا الاقتصادية والتجارية لا يتعين تسيسها والمشكلات المتعلقة بها وبخاصة تلك التي تأتي أساسا من داخل الولايات المتحدة، يجب ألا تنصب على العلاقات الاقتصادية والتجارية الأمريكية الصينية." وأضاف أن بكين وواشنطن ستجريان "حوارا استراتيجيا" في واشنطن يومي 20 و21 حزيران (يونيو) الجاري لبحث العلاقات الأمنية.
وحثت الولايات المتحدة بكين أخيراً على السماح بارتفاع قيمة اليوان بسرعة أكبر، إذ يرى كثير من الأمريكيين أنه متداول بأقل من قيمته الواقعية بصورة مصطنعة. وارتفع اليوان بأكثر من 7.5 في المائة منذ تموز (يوليو) 2005, حين أطلقت الحكومة الصينية إصلاح نظام صرف النقد. 
وترى واشنطن أن عدم تحرير سعر صرف اليوان يعطي ميزات تنافسية للبضائع الصينية في السوق العالمية ويضر بنظيرتها الأمريكية. وحققت الصين العام الماضي فائضا تجاريا ضخما بلغ 177 مليار دولار بارتفاع كبير نسبته 74 في المائة عما تحقق في 2005.
وارتفع اليوان بنسبة 5.8 في المائة تقريبا منذ قررت الصين رفع قيمته بنسبة 2.1في المائة في تموز (يوليو) 2005. وقرر البنك المركزي الصيني في أيار (مايو) الماضي، توسيع النطاق اليومي لتداول العملة الصينية (اليوان) مقابل الدولار إلى 0.5 في المائة من 0.3 في المائة.
يُشار إلى أن إجمالي الواردات والصادرات من الصين، بلغ 801.34 مليار  دولار في الأشهر الخمسة الأولى من العام الماضي، بزيادة 23.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من 2006.  وبلغ إجمالي الصادرات الصينية 443.53 مليار دولار في الفترة نفسها بزيادة 27.8 في المائة والواردات 357.81 مليار دولار بزيادة 19.1في المائة.  وارتفع حجم الواردات والصادرات في أيار (مايو) الماضي، ليبلغ 165.65 مليار دولار، بزيادة 24.4 في المائة ومنه 94.05  مليار دولار من الصادرات بزيادة 28.7 في المائة و71.6 مليار دولار من الواردات بزيادة 19.1في المائة. 
وبلغ حجم تجارة الواردات والصادرات العامة 357.02 مليار دولار في الأشهر الخمسة الأولى من 2007 بزيادة 29.1 في المائة، بينما بلغ حجم تجارة المعالجة 363.07 مليار دولار بزيادة 18.1 في المائة. 

الأكثر قراءة