مزارعون: بقاء محصول القمح 60 يوما قبل تسليمه إلى الصوامع يهدد بجفافه

 مزارعون: بقاء محصول القمح 60 يوما قبل تسليمه إلى الصوامع يهدد بجفافه

عقب مزارعون على التصريح الذي نشرته "الاقتصادية" على لسان صالح بن محمد السليمان مدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق الأسبوع الماضي الذي أكد فيه أنه لا يوجد أي تأخير أو تعطيل في تسلم محاصيل القمح من المزارعين في جميع المناطق، وأن المؤسسة تعمل وفق تسلسل كمي معروف ومعلن.
وقال مزارعون من مناطق مختلفة إن هناك تأخيرا ملحوظا في استقبال المحصول من قبل المؤسسة يعبر عنه تأخر المواعيد الممنوحة، وألمحوا إلى أن التأخير ناتج عن تأخر نقل المخزونات الحالية من الصوامع في المناطق إلى المناطق الرئيسية التي توجد فيها مطاحن للدقيق. معلوم أن المطاحن الحالية في مناطق مثل الجوف وحائل والمدينة المنورة لا يزال العمل فيها جاريا.
وقال مزارع من حائل في اتصال هاتفي (وهو من بين الاتصالات التي تلقتها الجريدة): لدي بطاقة توريد 80 طنا، ولن يفتح المجال لأكثر من 50 كيلو جراما قبل الأول من رجب مما يعني أن علي الانتظار 45 يوما حاليا قبل التقدم للحصول على موعد ربما يحتاج لشهر آخر, وهو ما يعني أنني لن أغلق الحساب قبل شهرين أو ثلاثة من الآن. وشدد المزارع على أن فترة شهرين إلى ثلاثة تعد فترة كبيرة بالمقاييس الحالية على اعتبار أن فترة زراعة المحصول لا تتجاوز خمسة أشهر, وبالتالي فإن مضي ثلاثة أرباع الفترة الأصلية أو نصفها يعتبر مكلفا عليه اقتصاديا وربما أثر في رطوبة المحصول وبالتالي تعرضه للجفاف الذي يخفف من وزنه.
وبين المزارع الذي كان يتحدث عن تصريح مدير عام الصوامع أن المزارعين يواجهون حاليا مشكلات أخرى بعضها يتعلق بالنقل سواء في عدم وجود شاحنات كافية أو الإجراءات التي تتم من قبل وزارة النقل في قضية الأوزان, وقال إن هذا الإجراء ضاعف الأسعار بشكل يقارب 25 في المائة. وقال: لا نطالب بعدم المحافظة على الطرق فهي ممتلكات عامة. لكن الوزارة بدأت في تطبيق الإجراء على طرق أصلا هي طرق زراعية وليست سريعة وهي (أي الطرق) قديمة وليست من الطرق الجديدة.
وكان صالح قد أكد الأسبوع الماضي أن المؤسسة بدأت في تسلم المحاصيل من المناطق تواليا منذ الخامس من أيار (مايو) الماضي بدءا من وادي الدواسر، الخرج، الرياض، القصيم، ثم حائل والجوف. وقال السليمان: إن ذلك يأتي تبعا لدخول موسم الحصاد الذي يتدرج في المناطق التي تتمايز جويا، وإن الصوامع تفتح باب القبول لتسلم الكميات وفق آلية واضحة تأخذ في الاعتبار ظروف المزارع الصغير ثم التدرج في الكمية لمراعاة الطاقة الاستيعابية اليومية في فروع المؤسسة.
وجاءت تعليقات السليمان تجاوبا مع تذمر بعض المزارعين الذين يؤكدون عدم صدور مواعيد لتسلم كمياتهم ويتخوفون من تأثير ذلك في رطوبة وجودة الكميات. وقال مزارعون في حائل إن تسلم محاصيل القمح يقتصر حاليا على الكميات القليلة جدا ولا تتجاوز 50 طنا, في حين أن الكميات الأعلى من هذا الرقم التي تراوح بين 100 و300 طن سيتم تأخير تسليمها لعدم وجود سعة كافية بسبب أزمة النقل.
وهنا قال السليمان: إن فروع المؤسسة تفتح أبوابها للجميع وفق الآلية المتبعة "لا نستطيع قبول مليون طن في يوم واحد، الآلية تحتاج إلى وقت لإنجازها ونحن نحرص على العمل بشكل متواصل". ودلل السليمان على ذلك بالإشارة إلى أن فروع المؤسسة في المناطق تعطي مواعيد بالمئات ولا يحضر إلا قلة. ولم يستعبد المسؤول أن يكون وراء ذلك ظروف النقل، مبينا "ربما تكون ظروف النقل، هذه أمور لا تخصنا ونتمنى أن يتجاوزها المزارعون الذين نحرص على خدمتهم".
يشار إلى أن قطاع نقل القمح شهد في أغلب المناطق الزراعية ارتفاعا في الأسعار مع بداية حصاد موسم القمح لهذا العام، حيث بلغت نسبة ارتفاع النقل أكثر من 25 في المائة مقارنة بأجور العام الماضي. وتأتي هذه التطورات مع بداية موسم الحصاد في القصيم وحائل والجوف حيث تتشكل أنشطة تجارية كثيرة من بينها النقل.
وقال عاملون في القطاع: إن الارتفاع الكبير جاء تزامنا مع تسلم المؤسسة العامة لصوامع الغلال محصول القمح خاصة فروعها في جدة, الرياض, القصيم, المنطقة الشرقية, وتبوك حيث تصرف صوامع الغلال مستحقات المزارعين حال الانتهاء من التوريد.
وبين عدد من المزارعين في منطقة القصيم أن ارتفاع النقل يقلص أرباحهم حيث بلغ سعر نقل القمح إلى صوامع الغلال في الرياض أكثر من 45 ريالا في الطن. وعادة يورد صغار المزارعين كمياتهم وفق جداول محددة للصوامع الموجودة في المنطقة نفسها, فيما تعاني الشركات الزراعية المصرح لها بكميات زراعة القمح من أجور النقل إلى صوامع الغلال في جدة والرياض فقط.

الأكثر قراءة