الأسهم الأمريكية تمر بفترة تذبذب.. والهبوط قد يأتي على يد نتائج الربع الثاني

الأسهم الأمريكية تمر بفترة تذبذب.. والهبوط قد يأتي على يد نتائج الربع الثاني

[email protected]

يبدو أن الأحداث الاقتصادية العالمية برزت على السطح من جديد لتُثبت أنها ذات مفعول قوي في التأثير في الأسواق العالمية، وأولها جاء من البورصة الصينية التي عادت لتعبث ببقية بورصات العالم، حيث هبطت يوم الإثنين الماضي بنسبة 7.8 في المائة وهو الهبوط الثاني القوي بعد الذي حدث في شباط (فبراير) الماضي، حيث هبط مؤشر أسهم الصين بنسبة 8.8 في المائة وتأثرت أسواق الأسهم الأمريكية بها مثل بقية بورصات العالم، لكن على الجانب الآخر من القصة كانت هناك أخبار إيجابية حملتها لنا المؤشرات والتقارير الاقتصادية، وتحديداً صدور أرقام تُظهر قوة في قطاع الخدمات بشكل يفوق المُتوقع، كما أن تعليقات محافظ البنك المركزي حول قطاع المساكن أثرت سلباً على القطاع.
لنبدأ بالبيانات والمؤشرات الاقتصادية التي صدرت وأكثرها مفاجأة كان نتيجة مؤشر ISM للخدمات الذي وصل في أيار (مايو) إلى 59.7 بعد أن حقق 56 في نيسان (أبريل) الماضي وهذه نتيجة أعلى من المُتوقع وفاقت بيانات نشاط القطاع الصناعي التي صدرت في الأسبوع قبل الماضي، ومن ثم جاءت تصريحات محافظ البنك المركزي يوم الثلاثاء الماضي لتضرب أسهم شركات قطاع المساكن في الصميم عندما قال إن السياسات النقدية الحذرة والمتحفظة التي يتخذها البنك المركزي ستؤثر على قوة الطلب على المساكن وبين أن التضخم ما زال يُسيطر على اهتمام "المركزي الأمريكي" ولم يُبد أي ملاحظات جديدة حول التضخم وامتد الخوف من التضخم ومن ارتفاع أسعار الفائدة واستمر ليوم الأربعاء، مما جعلهم يقومون ببيع أسهمهم والحصول على سيولة.
لم يتأثر سوق الأسهم الأمريكي بسوق الأسهم الصينية فقط، بل إن قيام البنك المركزي للاتحاد الأوروبي برفع سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة ليصل إلى 4 في المائة أثر في سوق الأسهم الأمريكي وزاد من عمليات البيع أكثر، كما ظهر تقرير يُراجع معدل الناتج المحلي GDP للربع الأول ويهبط به تحت 1 في المائة بعد أن كان 1.7 في المائة في القراءة السابقة، وبشكل عام أنهت أسواق الأسهم الأمريكية أداءها على انخفاض وأقلها انخفاضاً كان مؤشر "ناسداك" بنسبة 1.5 في المائة وأكثرهما انخفاضاً هو مؤشر S&P 500 بنسبة 1.9 في المائة بينما هبط مؤشر داو جونز بنسبة 1.8 في المائة.

الأسبوع الحالي
ستستمر سخونة السوق هذا الأسبوع وقد نشهد مزيدا من التقلبات في حركة الأسهم، حيث إن عمليات البيع التي تمت في الأسبوع الماضي لجمع السيولة النقدية وتخزينها في المحافظ لا بد أن تخرج من هذه المحافظ وتدخل السوق وتخرج حتى لو من باب المُشاغبة التي يفعلها المُضاربون المحترف منهم والمبتدئ، ولعل الارتفاع الذي حدث يوم الجمعة الماضي يُؤكد ما قلته، حيث دخلت قوى شراء جديدة فارتفعت مؤشرات السوق حينها، ويعود التوقع بقوة التذبذب هذا الأسبوع إلى تزايد القلق بخصوص أسعار الفائدة والتضخم الذي اقضّ مضاجع اقتصادات العالم.
من البيانات الاقتصادية التي ستصدر هذا الأسبوع تقرير عن مؤشر أسعار المُنتجين PPI لأيار (مايو) حيث يُتوقع أن يرتفع بنسبة 0.5 في المائة بعد أن كان ارتفاعه بنسبة 0.7 في المائة في نيسان (أبريل)، وإذا استثنينا أسعار الوقود والأطعمة فإن المؤشر الأساسي Core PPI يتوقع ألا يطرأ عليه أي تغيير، وسيعقبه الإعلان عن مؤشر أسعار المُستهلكين CPI الذي قد يرتفع بنسبة 0.6 في المائة في أيار (مايو) بعد أن ارتفع 0.4 في المائة في نيسان (أبريل)، بينما قد يبقى المؤشر الأساسي Core CPI دون تغير ويرتفع بنسبة 0.2 في المائة، وستظهر بيانات عن مبيعات التجزئة حيث يُتوقع أن تُحقق مزيدا من الارتفاع بعد الانخفاض الذي تحقق في نيسان (أبريل).
انتهى موسم إعلان نتائج الشركات للربع الأول بشكل إيجابي والآن عيون المُستثمرين على نتائج الربع الثاني التي قد تبدأ بعد ثلاثة أسابيع وبدأت التوقعات تتحدث عن نمو بنسبة 3.8 في المائة فقط، وإذا حدث فإن موجات الهبوط ستُصيب سوق الأسهم الأمريكي وتُحرق محصول المحافظ الذي جنته مع ارتفاع السوق منذ آذار (مارس) الماضي. جدير بالذكر أن هذا التخوف كان موجود قبل صدور نتائج الربع الأول، ومع هذا رأينا أرباح الشركات تنمو بنسبة 8.3 في المائة في الربع الأول، وكان هذا سببا وجيها ليرتفع السوق طوال الفترة الماضية ولكن مع تخوف المُستثمرين من نتائج الربع الثاني إلا أنه لم يمنعهم من التوقف ومراقبة الوضع عن قرب.

التحليل الفني
أثبت متوسط 50 يوما الموجود عند 2534 نقطة أنه مستوى دعم جيد يُمكن الاعتماد عليه، فهل يستمر في الدعم خلال الفترة المقبلة، حيث تحدثت من قبل في عدة تقارير عن أن مؤشر "ناسداك" خرج بهبوطه في منتصف أيار (مايو) عن المسار الصاعد الذي بدأه منذ آذار (مارس) الماضي وأصبح جني الأرباح أمرا حتميا، وقلت إن أمام "ناسداك" اختيارين إما أن يجني أرباحه بهبوط قويّ أو يتحرك بشكل جانبي على شكل تقلبات في حركته ورجحت هذا الرأي بسبب قوة حركة مؤشري داو جونز وS&P 500 آنذاك وها نحن نرى "ناسداك" يسير بشكل جانبي ويتقلب في حركته بين مستوى 2540 و2625 نقطة ذهاباً وإياباً، كما أن الرسم البياني على المدى الأسبوعي لا يُظهر إشارات سلبية ويؤكد أن مستوى 2531 نقطة هو مستوى دعم واضح يجب مراقبته لأن الوضع الفني لمؤشري داو جونز وS&P 500 مقلق، حيث يبدو أن مؤشر S&P 500 سيدخل في موجة هبوط، كما يتضح من مؤشر الماكد لمؤشر S&P 500 على الرسم الأسبوعي.

الأكثر قراءة