أمن الطاقة .. شعار تحب الشركات النفطية سماعه دائما
يمكن القول ببساطة إن شركات النفط تحب حملات آل جور التي تبدو في ظاهرها مدافعة عن البيئة وضد الصناعة النفطية، وكذلك الحديث المتكرر عن ذروة النفط وبدائل الطاقة، مثل الشمس والرياح والوقود الإحيائي، فكل هذه تبدو في التحليل النهائي وكأنها قصص وموضوعات للنقاش لا تنعكس على أرض الواقع، ولهذا فمن مصلحة الشركات استمرار الحديث في هذه الموضوعات واستمرار ذلك لفترة أطول، لأنها تنتهي بالنسبة لها بالمزيد من الأرباح.
ويقول موقع "إنيرجي تربيون" إنه رغم الحديث المستمر منذ سنوات عديدة عن التغير المناخي وأن إنكار هذه الحقيقة يكاد يصبح جريمة، إلا أن واقع الحال يشير إلى وضع مختلف. فبعد بحث مضن وأدبيات غطت فترة أربعة أعوام متصلة ونحو 30 عالما ومهندسا شاركوا في الأبحاث لا يزال الانتظار لورقة قاطعة مانعة تحل اليقين محل الشك وتوضح بجلاء وبصورة مهنية العلاقة السببية بين زيادة الكربون ديوكسايد وتصاعد درجات الحرارة، لكن الحديث لا يزال مستمرا في هذا الجانب.
ومن القضايا التي تثير الكثير من النقاش ودون الوصول إلى قناعات قاطعة رغم الدلائل التي تنبئ بالعكس فكرة ذروة النفط. واقع الحال يشير إلى أن ذروة النفط هذه التي يكثر الحديث عنها لن تتم قبل 30 إلى 50 عاما، وحتى في تلك الفترة لن ينضب النفط نهائيا من العالم، بل سيكون هناك ما يكفي للإنتاج وبصورة تجارية، كما أن التحول إلى مصادر أخرى للطاقة مثل النووية والغاز الطبيعي سيمنع من الوصول إلى ذروة الإنتاج النفطي.
والحقيقة الواضحة أنه ليست هناك بدائل للنفط والغاز والفحم لفترة العقود المقبلة، وحتى الوقود الإحيائي المنتج من الذرة يحتاج إلى دعم مالي كبير. والخيار الأفضل في البدائل المطروحة يمكن أن يتمثل في طاقة الرياح، لكن توليد الكهرباء منها يظل مكلفا ويصل إلى 20 دولارا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
طاقة الشمس من جانبها تتمتع أنها معفاة من الضرائب، لكن تقنيتها لا تزال في بداياتها وليست منتشرة بصورة كافية، وبالتالي فتكلفتها تصل إلى عشرة أضعاف مصادر الطاقة التقليدية.
وهناك أيضا الحديث عن الاستقلال عن الدول النفطية وتحقيق أمن الطاقة، وهو ما تحب الشركات النفطية سماعه دائما. فعندما ينتقل النقاش إلى الجانب السياسي، يصبح من السهل تمرير الفواتير الخاصة بالدعم تحت ظل هذه الشعارات الكبيرة التي لا تعني شيئا على أرض الواقع. فشراء الطاقة البديلة يكلف نحو 200 دولار لكل برميل طاقة مكافئ، وهو ما يمكن أن تساعد الحملات الإعلامية المستهلكين على تحمله تحت شعور زائف أنهم يسهمون في تحقيق أمن الطاقة واستقلال بلدانهم عن طغيان الدول المنتجة للنفط.