منظمة التجارة العالمية تتهم الدول الكبرى بتعطيل تحرير التجارة

منظمة التجارة العالمية تتهم الدول الكبرى بتعطيل تحرير التجارة

وجه باسكال لامي مدير عام منظمة التجارة العالمية خطابا شديدا إلى مجموعة الثماني التي تجتمع حاليا في ألمانيا, متهما فيه الدول الكبرى بتعطيل تحرير التجارة العالمية, بخاصة مع إبقاء بعض الدول الدعم لمزارعيها في حين ترفض دخول المنتجات المدعومة إلى أسواقها. والمعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض وقف دعم مزارعيها, لكنها في المقابل لا تسمح للمنتجات الزراعية المدعومة بدخول السوق الأمريكية. وكان رئيس منظمة التجارة العالمية قد عقد أمس الأول اجتماعا مع ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة التي يبلغ عددها 150 دولة، في جنيف في إطار جهوده لإحياء جولة الدوحة التي دخلت مرحلة الجمود في تموز (يوليو) الماضي بسبب الخلافات بين الدول النامية والدول الصناعية بشأن تحرير تجارة المنتجات الزراعية.
إلى ذلك, اعتبر زعماء مجموعة الثماني أن الاقتصاد العالمي في وضع جيد, لكن الاقتصادات الناشئة ذات الفوائض الكبيرة في موازين المعاملات الجارية تحتاج إلى ضمان مرونة أسعار صرف عملاتها ما سيساعد على تخفيف الاختلالات. وقال زعماء مجموعة الثماني الصناعية الكبرى في بيان أصدرته قمتهم إن نمو قطاع صناديق التحوط يتطلب الحذر.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

اعتبر زعماء مجموعة الثماني أن الاقتصاد العالمي في وضع جيد, لكن الاقتصادات الناشئة ذات الفوائض الكبيرة في موازين المعاملات الجارية تحتاج إلى ضمان مرونة أسعار صرف عملاتها مما سيساعد على تخفيف الاختلالات. وقال زعماء مجموعة الثماني الصناعية الكبرى في بيان أصدرته قمتهم إن نمو قطاع صناديق التحوط يتطلب الحذر.
وأفادت مصادر في قمة الثماني أن الرئيس الأمريكي بوش اقترح على زعماء دول القمة المنعقدة في منتجع الألماني زيادة المساعدات المقدمة لقارة إفريقيا بحيث يصل إجماليها إلى نحو 60 مليار دولار.
وصرح أحد أعضاء الوفود المشاركة في القمة بأن الولايات المتحدة تريد تقديم 30 مليار دولار كمساعدات لإفريقيا على أن تقوم باقي دول مجموعة الثماني بتخصيص 30 مليار دولار أخرى مع التركيز على محاربة الإيدز والملاريا في القارة. وأكد عضو الوفد الذي لم يذكر اسمه أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سعدت كثيرا بهذا الاقتراح ولكن روسيا متشائمة نتيجة لقلة الموارد في ميزانيتها مشيرا إلى أن موقف باقي دول القمة غير معروف.
وكان قد أعلن قبل أيام رغبة بلاده في زيادة المساعدات خلال الأعوام الخمسة المقبلة إلى 30 مليار دولار وأعرب في الوقت نفسه عن أمله أن تحذو بقية الدول حذو بلاده في هذا الاتجاه. يذكر أن بعض ممثلي منظمات الإغاثة اتهموا كندا بمحاولة عرقلة الجهود الألمانية لتأكيد وعود مساعدات التنمية ومكافحة الإيدز التي قدمتها الدول الغنية لإفريقيا أثناء القمة.
وافتتحت قمة الثماني الكبار أعمالها رسميا في منتجع هايليجندام المطل على بحر البلطيق في ألمانيا.
وفي أجواء صحوة ومشمسة استقبلت المستشارة الألمانية ورئيسة مجموعة الثماني صباح أمس ضيوفها أمام الفندق الذي يستضيف مباحثات القمة. ورحبت ميركل برؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو.
وبدأت مباحثات القمة مباشرة بعد مراسم الترحيب بالضيوف حيث ستحاول جميع الأطراف المشاركة في المحادثات العمل على تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا محل الخلاف مثل مسألة حماية المناخ.
وذكرت مصادر الوفد الألماني أن ثمة تقاربا فيما يتعلق بقضية حماية المناخ التي تعارضها الولايات المتحدة. وكان منتجع هايليجين دام قد شهد ليلة هادئة مساء أمس حيث تظاهر نحو ألف شخص سلميا في موقعين بالقرب من السياج الأمني المحيط بالمنتجع بطول 12 كيلومترا.
ويعتزم باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية الضغط على قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى من إنهاء خلافاتهم والتوصل إلى اتفاق لإنهاء الجمود الذي يحاصر جولة الدوحة لمحادثات تحرير التجارة العالمية.
وقال مسؤول في منظمة التجارة العالمية أمس إن لامي "سوف يبعث برسالة قوية إلى قادة مجموعة الثماني بألا يسمحوا لاتفاق التجارة أن يتسرب من بين أصابعنا". ومن المقرر أن يلتقي لامي بقادة مجموعة الدول الثماني الكبرى في وقت لاحق.
وكان رئيس منظمة التجارة العالمية قد عقد أمس الأول اجتماعا مع ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة وعددها 150 دولة في جنيف في إطار جهوده لإحياء جولة الدوحة التي دخلت مرحلة الجمود في تموز (يوليو) الماضي بسبب الخلافات بين الدول النامية والدول الصناعية بشأن تحرير تجارة المنتجات الزراعية.
انطلقت جولة الدوحة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2001 على أساس التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة العالمية بنهاية العام الماضي ولكن تم تعليق الجولة منتصف العام الماضي بسبب صعوبة التوصل إلى اتفاق بين أطراف المحادثات. تطالب الدول الزراعية الكبرى مثل البرازيل والهند الدول الصناعية وبخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلغاء الدعم المقدم للمزارعين ورفع القيود على وارداتها من المنتجات الزراعية قبل قيام الدول النامية الكبرى بإلغاء الرسوم الجمركية على وارداتها من المنتجات الصناعية.
وكان لامي قد قال في بروكسل الأسبوع الماضي إن رسالته لقادة الدول الثماني هي ضرورة تحرير التجارة العالمية وإن التوصل إلى اتفاق دولي في هذا الخصوص أمر ممكن تماما إذا ما قرر قادة الدول الغنية توفير فرص النجاح للمحادثات. وفي تعليق غير مباشر على تصريحات الرئيس الفرنسي الجديد نيكولاي ساركوزي بشأن ضرورة توفير المزيد من الحماية للمزارعين في الاتحاد الأوروبي قال لامي إن فرض المزيد من القيود الجمركية لن يفيد الاقتصاد العالمي. وتضم مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وكندا وإيطاليا وروسيا.
في الوقت ذاته, صرح المستشار الألماني الأسبق هيلموت شميت بأن قمة مجموعة الثماني بشكلها الحالي "لم يعد لها معنى". وقال شميت في تصريحات لمحطة "فونيكس" التليفزيونية إن من الضروري الآن توسيع نطاق أعضاء القمة لتضم أيضا الهند والصين. وأوضح أنه دون توسيع نطاق المجموعة فإنه سيكون من غير الممكن "التأثير على الاقتصاد في هذا الاتجاه أو تلك لأن ذراع هذه المجموعة سيكون قصيرا للغاية". وقال شميت الذي كان أحد المشاركين في أول قمة اقتصادية عالمية عام 1975 إنه لا يتوقع الكثير من قمة الثماني المنعقدة حاليا. وأضاف أن مثل هذا "الحدث الإعلامي" لا يخرج سوى بالقليل من النتائج.

الأكثر قراءة