الصين والهند تمهدان طريق الحرير مع إفريقيا

الصين والهند تمهدان طريق الحرير مع إفريقيا

تولي الهند والصين حاليا اهتماما كبيرا بالتجارة والاستثمار مع إفريقيا، تلك القارة السمراء التي تمثل الموطن الأصلي لـ 300 مليون نسمة من أفقر شعوب العالم، والتي تمثل أيضا واحدا من أخطر تحديات التنمية في القرن الحادي والعشرين.
لسنوات طويلة كانت التجارة العالمية تكاد تكون مقتصرة على دول الشمال المتقدمة بعضها البعض والتجارة بين دول الشمال والدول النامية في الجنوب.
وتأتي العلاقات التجارية الجديدة بين الهند والصين في آسيا وبين قارة إفريقيا لتمثل نافذة لإفريقيا على العالم الأرحب من مجرد الدول الاستعمارية السابقة، حيث تضاعفت صادرات إفريقيا إلى آسيا ثلاث مرات في السنوات الخمس الأخيرة بما يجعل آسيا هي ثالث أكبر شريك تجاري مع إفريقيا بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث تبلغ نسبة التعاملات التجارية بينهما 27 في المائة من إجمالي التعاملات التجارية التي تشارك فيها إفريقيا.
يعد هذا الاهتمام الآسيوي بالقارة الإفريقية، خاصة عندما يأتي من دولتين قطعتا شوطا كبيرا في التنمية الاقتصادية، فرصة مهمة لنمو واندماج إفريقيا في الاقتصاد العالمي. يعتمد الكتاب على دراسة شملت 450 شركة، منها شركات هندية وصينية تعمل في أربع دول إفريقية هي جنوب إفريقيا، تنزانيا، غانا، والسنغال.
يستعرض الكتاب النشاط الاقتصادي والتجاري المتبادل بين الهند والصين من ناحية، وإفريقيا من ناحية أخرى، موضحا أنه لا يقتصر فقط على الموارد الطبيعية وإنما يفتح الطريق أمام إفريقيا لتتولى تصنيع السلع وتصير موردا منافسا للبضائع والخدمات لهاتين الدولتين بما يمثل تحولا كبيرا في علاقاتها طويلة الأمد مع الدول الغربية.
تعمل الكثير من الشركات الهندية والصينية التي تمارس نشاطها في إفريقيا على النطاق العالمي مستخدمة تكنولوجيا متقدمة، وتنتج منتجات وخدمات وفقا لأفضل المعايير، وتعزز من فرص اندماج الشركات الإفريقية في الأسواق العالمية.
ولكن هناك العديد من المشكلات الناجمة عن عدم التوازن في هذه العلاقات التجارية الناشئة والتي يمكن معالجتها عن طريق سلسلة من الإصلاحات في جميع البلاد. من هذه الإصلاحات:
* إصلاحات تتم على الحدود: مثل إلغاء الصين والهند التعرفات الجمركية المتزايدة التي تفرضها على الصادرات الرئيسية الإفريقية، وإلغاء التعرفات الجمركية الإفريقية على بعض الواردات المستخدمة في التصنيع بما يؤدي في النهاية إلى زيادة قدرة الصادرات الإفريقية على المنافسة.
* إصلاحات تتم فيما وراء الحدود: إصلاحات في الدول الإفريقية نفسها لإطلاق قوى المنافسة في السوق وتقوية مؤسساتها التجارية الأساسية.
* إصلاحات تتم بين الحدود: إدخال تحسينات على آليات تسهيل التجارة لتقليل تكاليف التعاملات التجارية.
* إصلاحات تدعم الروابط بين الاستثمار والتجارة: بما يتيح الفرصة أمام الشركات الإفريقية للمشاركة في شبكات الإنتاج العالمي التي يمكن لاستثمارات الشركات الصينية والهندية أن تأتي بها.

Title: Africa's Silk Road: China and India's New Economic Frontier
Author: Harry G. Broadman
Publisher: World Bank Publications
ISBN-10: 0821368354
February 2007
Pages: 391

الأكثر قراءة