العالم ينتظر وعود "مجموعة الثماني".. وإفريقيا محبطة
ستتابع إفريقيا والمنظمات غير الحكومية بدقة دول مجموعة البلدان الصناعية الثماني الكبرى التي تتهمها بعدم الوفاء بوعودها حيال الدول الأكثر فقرا بينما تمد الصين القارة السوداء بالأموال دون حساب.
وكان رئيس وزراء النيجر حما أحمدو حسم الموقف مطلع أيار (مايو) في لقاء تمهيدي للقمة التي ستضم رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني وستعقد من السادس إلى الثامن من حزيران (يونيو) في هايليغندام (شمال ألمانيا).
وقد عبر عن أسفه لأنه "لم يتم احترام الوعود التي قطعت في غلين إيغلز".
وقبل عامين، التزمت الدول الصناعية الثماني الكبرى المصممة على مكافحة الفقر بشكل أفضل أثناء القمة التي عقدت في مدينة غلين إيغلز الاسكتلندية، بأمرين هما إلغاء الديون المتعددة الأطراف للدول الـ 18 الأكثر مديونية، ومضاعفة المبلغ السنوي المخصص لمساعدة هذه الدول حتى 2010 مقارنة بـ 2004، أي زيادتها 50 مليار دولار. وتحقق الهدف الأول كما قالت المنظمات غير الحكومية لكن الهدف الثاني ما زال بعيد المنال.
وقالت منظمة "أوكسفام" إن مجموعة الثماني تتردد في تجديد وعود غلين ايغلز في هايليغندام تحت ضغط كندا وإيطاليا خصوصا. وندد سيباستيان فورمي من منظمة "أوكسفام" فرنسا في بيان نشر الجمعة بموقف مجموعة الثماني. وقال إن "التذرع بأن دول مجموعة الثماني عاجزة عن تجديد تعهداتها التي أطلقتها في 2005 خدعة. إنها تتبرأ من وعودها وتتهرب من مسؤولياتها".
ووفقا لحسابات "أوكسفام"، فان دول مجموعة الثماني تأخرت في دفع ثلاثين مليار دولار من الوعود التي قطعتها في مجال زيادة المساعدات، وذلك على الرغم من ازدهار اقتصادي منذ خمسة أعوام لم يشهده العالم منذ ثلاثة عقود.
وفي تقرير نشر في مطلع نيسان (أبريل)، لاحظت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم أبرز الاقتصادات المتطورة في العالم، تراجعا بنسبة 5.1 في المائة، في المساعدات المقررة للدول الفقيرة وتوقعت تراجعا جديدا فيها هذا العام.
واعتبر أوليفر باستون المسؤول الأوروبي في منظمة "داتا" (لمساعدة ديون وتجارة إفريقيا) غير الحكومية التي تناضل لمصلحة القارة السوداء أن "مجموعة الثماني تواجه أزمة مصداقية فيما يتعلق بإفريقيا".
وكانت الدول الغنية وعدت قبل عامين بإعادة إطلاق المفاوضات الجارية في منظمة التجارة العالمية حول تحرير التجارة العالمية التي ترمي بالتحديد إلى مساعدة الدول النامية.
وهذه المفاوضات مجمدة اليوم أكثر من أي وقت مضى بسبب رغبة الولايات المتحدة وأوروبا خصوصا في حماية قطاعهما الزراعي.
وفي محاولة لإنقاذ ماء الوجه، يتوقع أن تعلن برلين في هايليغندام وقد تتبعها
عواصم أخرى من دول مجموعة الثماني، زيادة مساعدتها السنوية للدول الفقيرة من ملياري يورو إلى ثلاثة مليارات يورو بحسب الصحافة الألمانية.
وسيطلق البيان الختامي للمؤتمر وعودا جديدة بتقديم أموال إضافية للصندوق
العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، المخصص لإفريقيا بحسب تسريبات وصلت إلى الصحافة.
وقد يعزز أيضا الضغوط على المختبرات الصيدلانية بهدف تسهيل الوصول إلى الأدوية. لكن الدول الغنية تعتزم أيضا أن تطالب الحكومات الإفريقية في هذه المناسبة بمزيد من الشفافية في إدارة أموالها العامة.
كما يمكن أن تطالبها بالوقوف في وجه الصين التي تمنحها الأموال بفضل الإغراءات التي تقدمها الموارد الطبيعية الهائلة للقارة السوداء لبكين، من دون أن تعير هذه الأخيرة الكثير من الاهتمام للأنظمة السائدة في الدول المدينة أو قدرتها على التسديد. وهو وضع يثير تخوف الدول الغنية التي تنافسها بكين على أراضيها الغفريقية التقليدية وحلقة جديدة تضاف إلى حلقات ارتفاع الديون.