رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الخطوط السعودية.. الصيف ضيّعت السفر

[email protected]

بدأ موسم الإجازات وبدأت معه رحلة المطارات وتأخير الرحلات، ولعل موسم هذا العام يبدو استثنائيا من ناحية عدد المسافرين على الرغم من امتصاص سوق الأسهم لأحلام الكثيرين بقضاء إجازة سعيدة حتى وإن أصبحت الوجهات السياحية الداخلية أعلى تكلفة ماديا وصحيا لأسباب كثيرة.

والمفارقة الوحيدة هذا العام في الرحلات الداخلية هو زيادة عدد الناقلين بوجود شركات الخيالة وسما وناس مع الاحتفاظ بالنصيب الأكبر من الرحلات للخطوط السعودية وهذا ثمن طبيعي لسنوات الاحتكار الطويلة وقصر عمر الشركات المنافسة لاقتناص نصيب من كعكة أضخم سوق للسفر الجوي في المنطقة حيث يبلغ عدد المسافرين 15 مليون مسافر سنويا ناهيك عن التطورات الاقتصادية المستقبلية التي تحملها الخريطة السعودية ولا شك أن المدن الاقتصادية على سبيل المثال ستكون حافزا أكبر لارتفاع نسبة المسافرين وزيادة عدد الرحلات وبالتالي اتساع سوق السفر إلى لاعبين أكثر من الموجودين حالياً.

ومن خلال مشاهدات التغيرات في سوق السفر المحلي إلا أن هناك عاملا واحدا لم يواكب تلك المتغيرات، فالمسافر على الرحلات الداخلية خلال موسم الصيف ومنهم كاتب هذا المقال يدرك أن هناك الخلل الذي عرفناه عن الخطوط السعودية يزداد سوءا مع حجم الطلب الكبير على سوق السفر عموما والمحلي خصوصا. ومن خلال مشاهدة شخصية خلال الأسابيع الأولى للإجازة الصيفية فإن حجم التذمر من خدمات الطيران للخطوط السعودية يكاد يمثل حديثا يوميا لكثير من الناس ويندر أن تجد مواطنا لم يمر بتجربة مثيرة مع الخطوط ولعل القصص الطريفة والمثيرة التي تطلعنا بها الصحافة عن مغامرات الخطوط تمثل هاجسا كبيرا للكثيرين.
وخلال أربع ساعات من الانتظار قضيتها بين أروقة مطار الملك خالد الدولي قبل أن أقرر إلغاء رحلة عمل مهمة إلى جدة بسبب غياب الشفافية في الاعتراف بذلك الخلل، خلال فترة الانتظار قررت أن أقضي فترة الانتظار المملة في استكشاف بعض التجارب من زملاء الانتظار الذين يرحبون بأي حديث لقتل الوقت في ظل غياب عوامل الجذب في المطار. وعندها وجدت أني أفضل حالا من الكثيرين الذي لا يستطيعون إلغاء سفرهم وهم يقضون الساعات الطوال داخل أروقة المطار على أمل عودة رحلتهم الملغاة بسبب أعطال الطائرة أو بسبب عدم وصول الطائرة أصلا هذا خلاف من انتقل بين الصالات وركب (الباص) إلى الطائرة ومن ثم عاد أدراجه إلى صالة المطار واقفا في ظل صعوبة وجود مقاعد انتظار شاغر ليرتاح عليه بعض الوقت. إنها دعوه للزملاء الصحافيين إلى إجراء تحقيق مثير عن تلك المعاناة التي لا تخص الخطوط السعودية وحدها بل تخص صناعة الطيران بأكملها وتمس جميع عناصرها وعلى رأسها هيئة الطيران المدني.

وخلال تجولي بين المئات في المطار والتي لم أر لها مثيلا في مطارات المملكة، تذكرت تجارب السفر في مطارات كينيدي في نيويورك وهيثرو في لندن من ناحية حجم المسافرين وكم الرحلات المغادرة والواصلة، وأحسست في قرارة نفسي أننا أصبحنا سوقا رائعا للمسافرين ولكننا نحتاج إلى الكثير والكثير من الكفاءة في إدارة هذا الكم الكبير من العمليات الجوية وأكثر من ذلك في توفير الحد الأدنى من أسباب الراحة في المطار.

إن وطنا مثل المملكة العربية السعودية من ناحية المساحة وعدد السكان وهو ينعم بأقوى اقتصاد في المنطقة بأسرها ويتفوق اقتصاديا على كثير من الدول التي تملك مطارات وإدارة عمليات جوية يفوق ما نحن عليه، جميع هذه الأسباب تجعل من تطوير صناعة الطيران في المملكة أمرا ملحا وحاجةً لا يختلف عليها اثنان إذا ما أردنا الوصول إلى رؤية متكاملة لبلد يحمل مميزات كثيرة لتجعل منه أنموذجا في فن التطور الاقتصادي المتكامل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي