موجة جني أرباح على 5 أسهم في نصف ساعة تبدد مكاسب سوق دبي
تعرضت أسهم دبي في نصف الساعة الأخير من جلسة تعاملات الأمس، لموجة جني أرباح عنيفة بددت كامل المكاسب التي كانت قد حصدتها بداية الجلسة بارتفاع قياسي في المؤشر ارتد إلى انخفاض تجاوز النصف في المائة في الوقت الذي استعادت فيه سوق العاصمة أبو ظبي قوتها مجددا وسجلت ارتفاعا طفيفا نسبته 0.77 في المائة وقفزت أحجام التداولات في السوقين فوق المليارات الأربعة إلى 4.5 مليار منها 3.2 مليار لدبي و1.2 مليار لأبو ظبي.
وحتى قرب النهاية وفي الوقت الذي كانت جموع المتعاملين تتهيأ لإغلاق يوم آخر من المكاسب تغيرت شاشات التداولات في سوق دبي بشكل متسارع خصوصا على الأسهم القيادية التي لها ثقل كبير في المؤشر، حيث واجهت أوامر بيع مكثفة أجبرت المؤشر على التراجع دون نقطة المقاومة العنيدة 4500 التي كان قد اخترقها أول أمس, وبقي فوقها عند 4505 نقاط مواصلا الصعود طيلة جلسة الأمس بدفع من خمسة أسهم "دبي للاستثمار" و"تمويل" و"إعمار" و"دبي المالي" و"دبي الإسلامي" غير أن تعرض "إعمار" و"دبي الإسلامي" بالتحديد لعمليات بيع تسبب في الضغط على المؤشر للتراجع من 4552.5 نقطة إلى ما دون نقطة المقاومة مجددا عند 4.479 نقطة.
واعتبر حمود عبد الله مدير شركة الإمارات الدولي للوساطة لـ"الاقتصادية"، أن عمليات جني الأرباح طبيعية للمكاسب القياسية التي تحققت بعد أن كسر المؤشر حاجز 4500 نقطة، وبعد أن وصلت أسعار أسهم عديدة إلى مستويات كبيرة وجهت اتهامات إلى مكاتب الوساطة التي عادت مجددا للسماح لكبار عملائها وللمضاربين بالتداول على المكشوف وهو ما أسهم في تسارع عمليات جني الأرباح.
وأبان أن العديد من مكاتب الوساطة سمحت لشريحة كبيرة من المتداولين اليوميين بالشراء والبيع في الجلسة ذاتها دون سداد قيمة الصفقة قبل تنفيذها كما يقضي القانون ولهذا السبب يعمد هؤلاء المضاربون إلى الشراء بداية الجلسة والبيع قبل النهاية محققين أرباحا طائلة وهى الظاهرة التي عانت منها الأسواق وكانت سببا في موجات التصحيح الحادة التي مرت بها السوق على مدي عام ونصف العام.
وقال عبد الله إن بعض مكاتب الوساطة بدأت في إقناع عدد من زبائنها بتولي إدارة محافظهم الاستثمارية نيابة عنهم بالمخالفة للقانون وهو ما يسهم في ارتفاع أحجام التداولات بشكل كبير وينشط عمليات جني الأرباح في الوقت ذاته.
وتسببت عمليات جني الأرباح في فشل سهم "إعمار" في كسر نقطة المقاومة 12.55 درهم التي وصلها بدفع من طلبات الشراء القوية وما إن استقر عندها عاجزا عن اختراقها حتى ووجه بأوامر بيع مكثفة أعادته للانخفاض سريعا إلى 12.15 درهم وأغلق منخفضا بنسبة 2.4 في المائة وحل في المرتبة الثانية بعد دبي للاستثمار في صدارة الأسهم الأكثر تداولا.
الأمر ذاته تكرر مع سهم "دبي الإسلامي" الذي حاول مواصلة الصعود بعد أن كسر أول أمس نقطة المقاومة عشرة دراهم وبالفعل ارتفع إلى 10.25 درهم قبل أن يتعرض هو الآخر لموجة بيع أعادته دون الدراهم العشرة عند 9.95 درهم منخفضا بنسبة 1.4 في المائة, وهبط سهم دبي المالي بنسبة طفيفة نصف في المائة.
ومنذ البداية وحتى النهاية استقطب سهم "دبي للاستثمار" أنظار المتعاملين وقاد مع سهم تمويل حركة الصعود القوية قبل هبوب موجة جني الأرباح، وسجل السهم ارتفاعات تجاوزت 4 في المائة ووصل إلى 4.90 درهم قبل أن يتأثر بحالة البيع التي طالت السوق ككل فخسر بعضا من مكاسبه وأغلق مرتفعا بنسبة 2.3 في المائة عند سعر 4.77 درهم متصدرا قائمة الأسهم الأكثر تداولا ونشاطا من حيث القيمة والحجم حيث بلغت قيمة تداولاته 643.2 مليون درهم تشكل نحو 20 في المائة من السوق، وجرى تداول نحو 134.3 مليون سهم تشكل 18 في المائة من عدد الأسهم المتداولة البالغة 744.8 مليون سهم واستحوذت خمسة أسهم هي "دبي للاستثمار", "إعمار", "تمويل", "دبي المالي", و"الاتحاد العقارية" على 65.6 في المائة من إجمالي تعاملات السوق، حيث بلغ إجمالي تداولاتها مجتمعة 1.2 مليار درهم من 3.2 مليار للسوق ككل.
وتمكنت سوق أبو ظبي من تحقيق صعود طفيف بعد يومين من الانخفاض، وبقيت أحجام التداولات عند زخمها 1.2 مليار درهم، حيث سجلت أسعار 25 شركة ارتفاعا مقابل انخفاض أسعار 19 شركة أخرى, وجاء الدفع من قبل ثلاثة أسهم هي "الواحة"، "أبو ظبي الإسلامي"، و"أركان" حيث استحوذت على 30.3 في المائة من إجمالي تداولات السوق.