البرازيل تتطلع للاهتمام بالإيثانول كوقود بديل

البرازيل تتطلع للاهتمام بالإيثانول كوقود بديل

بدا واضحا أن البرازيل التي تعد واحدا من أكبر الاقتصادات الناشئة ولاعبا رئيسيا في عالم الوقود الحيوي والطاقة البديلة لن تكتفي بمجرد "دور ثانوي" بوصفها ضيفا مدعوا في اجتماعات قمة مجموعة الدول الثمانية الكبرى.
ورغم أن مجموعة الثمانية تضم ألمانيا، بريطانيا، فرنسا، كندا، إيطاليا، اليابان، الولايات المتحدة، وروسيا فقد شهدت السنوات القليلة الماضية دعوة زعماء مجموعة من الدول النامية والدول الكبرى من خارج المجموعة للمشاركة في القمة السنوية التي تناقش العديد من قضايا العالم وليست قضايا الدول الأعضاء فحسب.
وذكرت صحيفة "أو جلوبو" اليومية البرازيلية أخيرا نقلا عن مصادر مقربة من الحكومة في برازيليا "البرازيل سوف تلعب دورا رائدا في هايليجندام"، حيث مقر القمة المقبلة على ساحل بحر البلطيق في ألمانيا وتعتزم البرازيل ممارسة ضغوط واضحة على المشاركين في القمة من أجل تقديم المزيد من الدعم لمشاريع إنتاج واستخدام الإيثانول كوقود بديل انطلاقا من حقيقة أن البرازيل أكبر منتج ومستهلك في العالم لهذا الوقود الحيوي، كما أنها تمتلك أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وتحتل المرتبة 11 في قائمة أكبر اقتصادات العالم.
وقال لولا دا سيلفا الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو خلال الأيام الماضية "سأذهب لآخذ معي عبوة الوقود الحيوي الصغيرة الخاص بي إلى قمة مجموعة الثمانية".
وتبدو السلطات في البرازيل مقتنعة بأن الإيثانول لن يكون فقط مصدر لموارد ضخمة من العملات الأجنبية ولكن أيضا يساهم في الجهود الرامية إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري حيث إن استخدام الإيثانول كوقود يحد كثيرا من العوادم الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن استخدام الوقود التقليدي.
ويقول الرئيس البرازيلي اليساري الذي يشارك في قمة مجموعة الثمانية خلال الفترة من 6 إلى 8 حزيران (يونيو) المقبل إنه لا يتوقع التوقف عن استخدام النفط ولكن ما يريده هو التوسع في استخدام الوقود الحيوي للحد من التداعيات الخطيرة للوقود الكربوني على مناخ كوكب الأرض.
وأضاف الزعيم السابق للحركة العمالية في البرازيل ضاحكا إنه يريد أن يلعب دور "طفل الإعلان" للسياسة البرازيلية في مجال الطاقة، مشيرا إلى أنه عندما تبدي الدول المتقدمة اهتماما باستخدام الإيثانول وغيره من أنواع الوقود الحيوي فإن الدول النامية سوف ترحب بتقديم الأرض والمياه والشمس والعمالة المدربة من أجل التوسع في إنتاج واستخدام هذه الأنواع الجديدة والمتجددة من الوقود.
ويعتزم لولا وأعضاء الوفد البرازيلي المرافق له استغلال فترة القمة والحضور الدولي الكثيف فيها من أجل الترويج لما تمتلكه بلادهم من إمكانات هائلة في مجال الطاقة البديلة وبخاصة الإيثانول.
في الوقت نفسه فإن البرازيل تواجه اتهامات دولية حادة بمسؤوليتها الكبيرة فيما يتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري بسبب عمليات الإزالة والحرق لمساحات واسعة من غابات الأمازون المطيرة في البرازيل.

الأكثر قراءة