من بريطانيا إلى برمودا.. 156 جنسية تتداول في سوق دبي

من بريطانيا إلى برمودا.. 156 جنسية تتداول في سوق دبي

ما إن بدأت الأسهم الإماراتية تتعافى من حمى الهبوط التي لازمتها على مدى عام ونصف العام حتى بدأت تعود إليها جنسيات المستثمرين كافة الذين هجروها فترات طويلة بسبب حدة الخسائر التي لحقت بهم .. ما إن تطأ قدماك قاعة تداولات سوق دبي حتى تطالعك وجوه عديدة مختلفة الملامح, متنوعة التعابير, متعددة اللهجات واللغات، منها العربية, الإنجليزية, الفرنسية, الأوردو, الفارسي, السواحيلي, والروسي.. باختصار كل جنسيات العالم ولغاتها المختلفة تجدها تضمها قاعة التداول .. رجال ونساء هدفهم واحد تحقيق الربح لكن جنسياتهم لا حصر لها يقارب عددها عدد الجنسيات التي تضمها الأمم المتحدة.
وفقا لإحصائيات سوق دبي المالية يصل عدد الجنسيات التي يستثمر أصحابها في أسهم السوق نحو 156 جنسية منها جنسيات تنتمي إلى دول وجزر تابعة أو محتلة ربما لا يسمع عنها الكثيرون مثل " أندورا "، " برمودا "، "جزر كايمان "، "جزيرة فيرجن البريطانية"، "أروبا"، " بيليز"، "كومروس"، "الدومينكان"، و"جرينادا". ويقدر عدد المستثمرين في السوق حسب آخر إحصاء بنحو 550 ألف مستثمر؛ أي قرابة نصف عدد سكان إمارة دبي الذي يتجاوز المليون نسمة بقليل.
جمال الخضر مدير إدارة التطوير في سوق دبي يرجع ذلك إلى أن الإمارات، وتحديدا إمارة دبي، تستقطب جنسيات العالم كافة للعمل فيها, ولهذا من الطبيعي أن يلجأ العديد من المقيمين من مختلف الجنسيات للاستثمار في السوق، لذلك تعكس السوق بالفعل حالة المجتمع ولهذا ليس من الغريب أن تتجاوز جنسيات المستثمرين أكثر من 150 جنسية.
ولا يختلف الوضع كثيرا في الركن المخصص للسيدات، حيث اضطرت إدارة السوق أيام الطفرة التي شهدتها عامي 2004 و2005 والتي جذبت الآلاف من النساء المستثمرات إلى قاعة التداول إلى تخصيص ركن للنساء بعيدا عن زحام الرجال. هناك تجلس المستثمرة الإماراتية إلى جانب اللبنانية، والسورية، والفلسطينية، وعلى مقربة منهن تجد سيدات يتحدثن الأوردو من الهنديات اللواتي يكثر عددهن في قاعة التداول، وكذلك الروسيات، وما أكثرهن، كما يمكن أن تلاحظ وجوها إفريقية من الأريتريات، والسودانيات، ومن جزر القمر .
تقول إحصائية سوق دبي عن تداولات الربع الأول من العام الجاري إن هناك 200 مستثمر يحملون جنسية برمودا يمتلكون نحو 7.8 مليون سهم بلغ صافي استثماراتهم 3.2 مليون درهم، ونفذوا نحو 81 صفقة شراء، و65 صفقة بيع، كما يمتلك 110 مستثمرين يحملون جنسية جزر كايمان 103.4 مليون سهم ومن جزيرة فيرجن البريطانية 2300 مستثمر يمتلكون 81.9 مليون سهم، علاوة على تعاملات نشطة لمستثمرين من موناكو، البوسنة، الهرسك، جامايكا، جرينادا، وأستونيا.
الوسطاء في الأسواق يرجعون كثرة الجنسيات المستثمرة في السوق إلى قرار السماح للأجانب بالتعامل في الأسهم الإماراتية، وهو ما أسهم في جذب الجنسيات كافة المقيمة في الإمارات، إلى جانب دخول مستثمرين أجانب وجدوا فرصة مواتية للربح في أسواق الإمارات, ويتوقعون أن تشهد الفترة المقبلة عودة قوية لجميع الجنسيات بعد الانتعاش القوي الذي تشهده الأسواق حاليا.
وهذا ما يرصده شهاب قرقاش المدير التنفيذي لشركة ضمان للاستثمار الذي ابتكر في ورقته المالية التي يعنون بها عموده اليومي في صحيفة "الاتحاد" الظبيانية شخصية "حنظل" موظف حكومي متواضع ولع بأسواق الأسهم أيام الطفرة فتابع تحركات السوق عبر شاشة الإنترنت في وسط دوامه (وزوغ) أحيانا للخروج إلى السوق ومتعة البيع والشراء الحي دون الحاجة إلى وسيط يرد على الهاتف.
يضيف قائلا "جاءت نكسة الأسهم, ومن حسن حظ حنظل أنه استطاع أن يتمسك بوظيفته بينما تم فصل غيره بسبب متابعتهم الدؤوبة للأسواق. "حنظل" لم يكن مجنونا ليترك وظيفته ويركز على السوق وقد ساعدته هذه العقلانية على البقاء في وظيفته حتى عندما تدحرجت الأسعار إلى الأسفل تاب حنظل وقطع على نفسه عهدا بألا يشغل باله عن وظيفته في ساعات الدوام واطمأن حنظل لحاله وركز على عمله وارتاح له رئيسه. بقي أن نعرف الآن وقد عادت الحيوية إلى الأسواق من جديد هل تاب حنظل عن سوق الأسهم بالفعل؟ والسؤال هنا: هل تعود بقية الجنسيات مثل " حنظل " إلى السوق؟

الأكثر قراءة