ماراثون الأسهم الإماراتية يحطم أرقاما قياسية لم تسجل منذ 18 شهرا
دفعت السيولة المتدفقة من داخل الإمارات وخارجها "ماراثون" الأسهم المشتعل في أسواق المال منذ فترة مؤشرات الأسواق إلى تسجيل أرقام قياسية جديدة لم تحققها قبل 18 شهرا تقريبا حيث شهدت الأسواق في تعاملات أمس نشاطا محموما قفزت بأحجام التداولات لأول مرة هذا العام فوق خمسة مليارات درهم عند 5.3 مليار وهو المستوى الذي تحقق في آب (أغسطس) من عام 2005، الذي شهد ما عرف بالصفقات الوهمية على سهم دبي الإسلامي، والمنظورة أمام القضاء الإماراتي حاليا.
وشجعت قوى الشراء المحمومة مؤشر سوق دبي لكسر نقطة المقاومة العنيدة 4400 نقطة وبقي عند 4480 نقطة بارتفاع غير مسبوق بلغت نسبته 3.3 في المائة وبتداولات قيمتها 3.7 مليار درهم كما سجلت السوق لأول مرة حجم تداولات قياسية يومية تجاوزت مليار سهم وعدد صفقات اقترب من 23 ألف صفقة , فيما جاء الصعود في سوق العاصمة أبو ظبي أقوى بكثير من دبي حيث صعد المؤشر العام بنسبة 4.3 في المائة وقفزت التداولات إلى 1.6 مليار درهم وسجلت أسعار خمسة أسهم ارتفاعات قريبة من الحد الأعلى المسموح به 10 في المائة في الجلسة الواحدة.
وحصدت الأسهم الإماراتية بذلك أعلى مكاسب في تاريخها من جلسة واحدة بلغت قيمتها 21.6 مليون درهم مقارنة بـ 28.5 مليار الأسبوع الماضي بكامله حيث ارتفعت القيمة السوقية إلى 609.6 مليار درهم من 588 مليارا الخميس الماضي .
وباستثناء هبوط سهمين فقط في سوق دبي سجلت أسعار 20 شركة ارتفاعات كبيرة, وتمكن سهم إعمار الذي تصدر قائمة الأسهم الأكثر تداولا بتعاملات قيمتها 808.8 مليون درهم مستحوذا مع سهم دبي المالي على أكثر من ثلث إجمالي تعاملات السوق من كسر الحاجز السعري 12 درهما مواصلا الصعود وسط عاصفة من التصفيق من قبل المستثمرين داخل قاعة التداول إلى 12.35 درهم وأغلق مرتفعا بنسبة 4.2 في المائة , كما تمكن سهم دبي الإسلامي الذي استقطب تعاملات كبيرة بلغت قيمتها 394.2 مليون درهم من الوصول إلى الحاجز السعري عشرة دراهم قبل أن يغلق مرتفعا بنسبة 6.4 في المائة عند 7.97 درهم.
وفي اتصال مع "الاقتصادية" قال وسطاء في سوق دبي إن البداية كانت تشير إلى أن "الماراثون" الذي يقترب من إكمال شهره الثاني من دون توقف في طريقه لتسجيل أرقام قياسية جديدة في جلسة أمس بقيادة أسهم عديدة تصدرها سهم إعمار الذي افتتح الجلسة على ارتفاع غير متوقع كاسرا نقطة الدعم 12 درهما عند 12.05 درهم وهو ما أعطى رسالة لصغار المستثمرين بالتحديد إلى أن السهم سيسجل ارتفاعات قوية وهو ما تحقق بالفعل مع بداية افتتاح الجلسة.
وخلال نصف ساعة الأول من بداية التعاملات تعدت أحجام التداولات مليار درهم بدفع من طلبات شراء متلاحقة بأحجام كبيرة طالت كل الأسهم وتركزت على إعمار ودبي الإسلامي ودبي المالي وسط أجواء من الارتياح دفعت صغار المستثمرين بالتحديد إلى زيادة حجم طلبات الشراء على كل الأسهم التي أخذت هي الأخرى في منافسة إعمار في الصعود وبالتحديد أسهم سلامة للتأمين الذي تصدر قائمة الأسهم الأكثر صعودا بنسبة 9.1 في المائة وأرامكس 9.4 في المائة ودبي الإسلامي 6.4 في المائة.
وقال لـ"الاقتصادية" المحلل المالي محمد علي ياسين إن السوق شهدت "فورة" نشاط في طلبات الشراء شملت كل الأسهم المدرجة وجاء الدعم من قبل الاستثمار المؤسساتي المحلي والأجنبي على السواء، مضيفا أن عمليات التجميع التي جرت على أسهم منتقاة طيلة الفترة الماضية بدأت تظهر نتائجها من خلال الطلب المتزايد مع قلة المعروض وهو ما ساهم في تحريك الأسعار بنسب قياسية.
وأوضح أن الأساس في حركات الصعود الجماعية في السوقين معا في دبي وأبو ظبي يعود إلى السيولة المؤسساتية ومع ذلك لم تخل الارتفاعات من مضاربات خصوصا على الأسهم الصغيرة التي سجلت ارتفاعات غير مبررة حيث وجد المضاربون أن أسعارها ذات جاذبية للمضاربة عليها.
وطبقا لياسين فإن الاستثمار المؤسساتي الذي دخل أسواق الإمارات بداية العام أخذ في ضخ المزيد من الاستثمارات في الآونة الأخيرة من خلال محافظ وصناديق الاستثمار ذات الأهداف الاستثمارية المختلفة بين القصيرة والمتوسطة.
وجاء الصعود في سوق أبوظبي أعلى من دبي حيث ارتفع المؤشر العام بنسبة 4.3 في المائة وقفزت التداولات إلى 1.6 في المائة من ارتفاع 38 شركة مقابل انخفاض سبع شركات فقط. وجاء الدعم من خمس شركات استقطبت تعاملات نشطة استحوذت على 57 في المائة من إجمالي السوق وهي صروح وأبو ظبي الإسلامي والدار وأركان والواحة كما سجلت أسعار خمس شركات ارتفاعات قوية قريبة من الحد الأعلى المسموح به في الجلسة الواحدة (10 في المائة ) وهي العربي المتحد 9.9 في المائة والفجيرة الوطني 9.7 في المائة والإمارات للقيادة 9.5 في المائة وأبو ظبي الوطني 9.2 في المائة وآبار 9.1 في المائة.