إفريقيا والنفط: سباق للبحث عن موارد اقتصادية غير مستغلة

إفريقيا والنفط: سباق للبحث عن موارد اقتصادية غير مستغلة

على الرغم من أن إفريقيا معروفة بثرواتها الطبيعية من النفط، إلا أن استخراجه لم يكن يستحق بذل الجهد حتى وقت قريب. ولكن مع القفزات العالية التي حققتها أسعار النفط الخام في العالم، ومع تقدم تكنولوجيات استخراج النفط وتكريره، توجهت الأنظار إلى إفريقيا بصفتها منطقة منتجة للنفط، وأصبحت إفريقيا مسرحا للمنافسة بين القوى العظمى بما يدعو إلى الذهن حمى التسابق على استعمار الدول الإفريقية في القرن التاسع عشر.
مع عدم الاستقرار في العلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط، اتجهت حكومة الولايات المتحدة وقطاع صناعة النفط فيها إلى إفريقيا كمصدر جديد للنفط، حيث يستثمر أكثر من مليار دولار في العام في قارة إفريقيا منذ 1990.
تستورد الولايات المتحدة حاليا من إفريقيا معظم احتياجاتها من النفط. كذلك تتطلع الصين والهند أيضا إلى النفط الإفريقي الذي يتطلب تكلفة أقل في التكرير والتصنيع لتوافر الوقود اللازم لازدهارهما الاقتصادي المتزايد.
كانت هذه هي الأسباب التي دفعت مؤلف الكتاب جون جازفنيان، وهو كاتب حاصل على الدكتوراة من جامعة أكسفورد، إلى شد الرحال إلى الدول الإفريقية المنتجة للنفط ليرى مدى تأثرها بازدهار تجارة النفط وزيادة الطلب عليه.
سافر مؤلف الكتاب عبر 12 دولة إفريقية منتجة للنفط، من السودان إلى الكونغو إلى أنجولا، ووجد إفريقيا ترزح تحت وطأة الصراعات الداخلية، ففي نيجيريا كان الشيء الوحيد الذي منع إحدى المجموعات التي أقام معها مقابلات شخصية من مهاجمته هو أنه لا يعمل لصالح أي من شركات النفط.
حتى الدول الإفريقية الأكثر استقرارا كانت تعاني من مشكلاتها الخاصة، ففي الجابون مثلا نجد أن النفط حول الاقتصاد القومي إلى الاعتماد على عائدات النفط بدرجة مبالغ فيها، حيث تهمل التنمية الاقتصادية المستدامة لدرجة أن الحكومة تستورد الطعام والمواد الغذائية من الدول المجاورة.
يتناول الكتاب معنى هذا الازدهار المستعر للطلب على النفط الإفريقي وتداعياته بالنسبة إلى الولايات المتحدة والعالم أجمع وللدول الإفريقية نفسها.
أجرى المؤلف جون جازفنيان حوارات مع قادة التجمعات المتحاربة هناك ومديري الشركات الصناعية والخارجين عن القانون والناشطين السياسيين والمبشرين وعمال استخراج النفط والعلماء، وحتى الناس العاديين الذين تغيرت حياتهم بأكملها (ليس إلى الأفضل في كل الأحيان) بسبب تلك الثروات الطبيعية التي حبا الله بلادهم بها.
ويأتي هذا الكتاب ثمرة لمجهودات مؤلفه ليكشف التحديات والعوائق والأسباب التي تدعو إلى اليأس وتلك التي تبعث الأمل حول هذه القارة التي يبدو أنها لن تتمتع بالاستقرار السياسي أو الاقتصادي عما قريب.

الأكثر قراءة