تزايد احتمالات بدء جنيّ الأرباح وهبوط الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الجاري.. فنياً

تزايد احتمالات بدء جنيّ الأرباح وهبوط الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الجاري.. فنياً

[email protected]

بعد الارتفاع المُتواصل للأسهم الأمريكية لمدة تصل إلى خمسة أسابيع جاء الأسبوع الماضي وهو الأول من أيار (مايو) ليُوقف تقدمه ويزيد من حالة الشك والقلق لدى المُتعاملين حول إمكانية استمرار الصعود أو بقاء المؤشرات العامة عند مستوياتها الحالية، تمكن مؤشر داو جونز من الارتفاع بنسبة 0.5 في المائة ومؤشر S&P 500 ارتفع بشكل طفيف للأسبوع السادس على التوالي بينما أخفق ناسداك بنسبة 0.4 في المائة وهو الهبوط الأول منذ آذار (مارس) الماضي، هذا الأداء يُظهر بشكل جليّ حالة التردد التي حلت بالمتعاملين بين عازم على البيع وجنيّ الأرباح وبين آخرين يشترون آملين أن يُدركوا ما فاتهم من قبل علماً بأنني ذكرت في تقرير الأسبوع الماضي أن أيار (مايو) يشتهر بهبوط سوق الأسهم فيه، وأن السوق وصلت إلى حالة التشبع والاكتفاء بالشراء Overbought.
بعد أن عاش المُستثمرون فترة ابتهاج بنتائج أرباح الشركات التي حققت أرباحاً تشغيلية في الربع الأول وصلت نسبتها 8.5 في المائة ظهر محافظ البنك المركزي بعد الاجتماع الذي عقده أعضاؤه يوم الأربعاء الماضي ليتحدث عن الاقتصاد ويوقظ مشاعر الخوف لدى المُستثمرين من جديد بعد أن نامت خمسة أسابيع مضت، محافظ البنك المركزي أكد أن التضخم هو الخطر الأول الذي يكافحه بسياسته المعهودة دون الإضرار بالاقتصاد الأمريكي، وسلمّ بأن الاقتصاد يُعاني من بطء في الربع الأول من العام الحالي وأبقى سعر الفائدة عند معدلها الحالي دون تغيير وهو 5.25 في المائة وبعد هذه التصريحات تأرجح فهم المُستثمرين بين مقتنع بأن سياسية البنك المركزي تحتمل أن يتم رفع الفائدة في الفترة المقبلة وبين مُستثمرين آخرين اقتنعوا بأنه سيتم تثبيتها عند مستواها الحالي لفترة.
التصريحات التي ألقى بها محافظ البنك المركزي يوم الأربعاء الماضي أدت إلى انتقال اهتمام المُستثمرين من نتائج أرباح الشركات إلى الاهتمام بالمؤشرات والبيانات الاقتصادية التي صدرت يوم الخميس لذا كانت التقارير الصادرة بخصوص مبيعات التجزئة ذات أثر سلبي بالغ في السوق حيث أعلن عدد من كبريات شركات التجزئة مثل "وول مارت" و"فيدريتد" عن انخفاض مبيعاتهم في نيسان (أبريل) كما أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن تأكيد هذا الانخفاض في مبيعات التجزئة بنسبة 0.2 في المائة مع أن التوقعات مطلع الأسبوع الماضي كانت تتحدث عن ارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 0.4 في المائة .
على صعيد المؤشرات الاقتصادية الأخرى صدر تقرير يُبين أن نتيجة معدل الناتج المحلي GDP للربع الأول والتي تخضع للمراجعة الأولية الروتينية بعد كل ربع قد تؤدي إلى انخفاضه أقل من 1 في المائة بعد أن كان 1.3 نتيجة أن الميزان التجاري زاد عجزه بنسبة 10 في المائة حتى آذار (مارس) الماضي، ووصل إلى 63.9 مليار دولار، ولم يكف ما صدر من بيانات ومؤشرات اقتصادية حتى ظهر محافظ البنك المركزي السابق جرينسبان في مؤتمر، وصرح فقال "إن احتمالات سقوط الاقتصاد في مستنقع الركود الاقتصادي هي واحد إلى ثلاثة"، وهذه عبارة تشاؤمية فلو تمت صياغتها بأسلوب آخر هو "أن احتمال نجاح الاقتصاد في الإفلات من حالة الركود هي اثنان إلى ثلاثة" لكان أفضل وتبقى كلتا العبارتين إيجابيتان.
على صعيد الشركات الأمريكية نجد أن خبر تقديم شركة Alcoa عرض شراء لشركة أخرى بقيمة 27 مليار دولار أدى إلى ارتفاعها ودعم مؤشر داو جونز بينما تضرر مؤشر ناسداك بنتائج أرباح شركة سيسكو. وعانت شركة جونسون آند جونسون من أثر قرار هيئة الدواء والغذاء الأمريكية بعد التصويت بفرض قيود على إجراءات اختبار دواء الشركة الخاص بعلاج الأنيميا. من جهة أخرى ارتفع مؤشر فيلادلفيا الخاص بشركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وعلى رأسها شركة تكساس إنستريمنت، فوصل المؤشر إلى مستوى مرتفع جديد لم يُحققه منذ 52 أسبوعاً.

الأسبوع الحالي

أخبار مبيعات التجزئة ستُلقي بظلالها أكثر على سوق الأسهم هذا الأسبوع بعد الخوف على قوة الاستهلاك الذي يُعد عماد أي اقتصاد، لذا سيكون المتعاملون مع موعد مع عدد من البيانات والمؤشرات الاقتصادية هذا الأسبوع حيث سيُعلن اليوم عن نتيجة مؤشر أسعار المُستهلكين CPI لنيسان (أبريل) ويتوقع ارتفاعه بنسبة 0.5 في المائة، بينما مؤشر أسعار المُستهلكين الأساسي Core CPI سيزيد 0.2 في المائة ، ومؤشر الإنتاج الصناعي سيُعلن عنه يوم الأربعاء الماضي وسط توقعات بارتفاعه 0.3 في المائة بعد أن كان مُنخفضاً بنسبة 0.2 في المائة في آذار (مارس) الماضي هذا الارتفاع في الإنتاج الصناعي مع تدني نسب الاستهلاك المحلي وهبوط مبيعات التجزئة يعود إلى زيادة الطلب الخارجي على السلع الأمريكية التي تُعد الأرخص ثمناً نظراً لانخفاض قيمة الدولار ولعلنا نلمس هذا الأمر في سوقنا المحلي.
الإعلان عن نتائج أداء الشركات للربع الأول ما زال مستمرا وبقي في قائمة الانتظار أسماء شركات كبيرة تتوزع بين شركات مبيعات التجزئة مثل Home Depot و"وول مارت" سيُعلنان يوم الثلاثاء بينما شركة J.C. Penney ستُعلن الخميس بينما في شركات قطاع التكنولوجيا ستُعلن "هيولت باكارد" نتائجها يوم الأربعاء، ومما لاشك فيه أن الاهتمام بنتائج شركات التجزئة سيزداد بعد تقارير مبيعات التجزئة والاستهلاك التي صدرت في الأسبوع الماضي.

التحليل الفني

تحدثت في تقارير الأسبوعين الماضيين أن مؤشر ناسداك وصل فنيا إلى حالة التشبع والاكتفاء بالشراء، وأن وقت جنيّ الأرباح اقترب أكثر من أي وقت مضى. وبنظرة سريعة إلى مؤشر MACD نجد أنه أعطى إشارة فنية تنصح بالبيع وهي واضحة والهبوط أمر لا بد منه بعد أن انتهت المُحفزات وجاء وقت المؤشرات الاقتصادية التي تركز الأمر على التضخم والركود. من هنا يجب أن نتحدث عن مستويات الدعم ونجد أقربها هو مستوى 2531.42 نقطة، ولكن هل سيتم جنيّ الأرباح بهبوط المؤشر بقوة أم أنه بعد إغلاق يوم الجمعة الماضي سيتجه المؤشر إلى التحرك حركة الجانبية ويُحافظ على مكاسبه السابقة. لذا وجب أن نراقب السوق هذا فإن هبط ناسداك تحت مستوى 2530 نقطة، فإن هذا يعني تحقق مزيد من الهبوط ونؤكد على أن مستوى 2588 هو مستوى مقاومة بسبب وجود الحد العلوي لمؤشر "بولينجر باند" أما على الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart فلا يوجد ما يدعو للقلق حيث ما زلنا في بداية موجة صاعدة على المدى الطويل.

الأكثر قراءة