المضاربون يتحالفون وينتقون الأسهم ويشعلون سوقي دبي وأبو ظبي
انتقلت "عدوى المضاربات" التي تعيشها منذ فترة سوق دبي إلى سوق العاصمة مع بداية التعاملات الأسبوعية أمس، والتي شهدت لأول مرة منذ مطلع العام الجاري قفزات سعرية قياسية وصلت بأسعار خمسة أسهم في السوقين معا إلى الحد الأعلى "ليمت آب" بنسبة 15 في المائة في دبي و10 في المائة في أبو ظبي، وتقفز مكاسب الأسهم في يوم واحد إلى 14 مليار درهم.
وقال لـ "الاقتصادية" محللون ماليون إن مجموعتين من المضاربين شكلوا فيما يبدو تحالفات لإشعال أسعار أسهم معينة ومنتقاة في السوقين معا بعد أن كانت المضاربات مقتصرة على سوق دبي بمفردها، إضافة إلى عودة شركات الوساطة الصغيرة مجددا إلى إدارة محافظ عدد من المتعاملين، والسماح لهم بالتعامل بأحجام تفوق قدراتهم المالية.
ولأول مرة أيضا منذ بداية العام يسجل مؤشر سوق دبي ارتفاعا يتجاوز 3 في المائة إلى 3.5 في المائة ومؤشر سوق أبو ظبي 2.3 في المائة وقفزت التداولات إلى 2.5 مليار درهم موزعة بواقع 1.8 مليار لدبي و770 مليونا لأبو ظبي، وربحت الأسهم 14 مليار درهم من ارتفاع قيمتها السوقية إلى 536.5 مليار درهم من 522.4 مليار نهاية الأسبوع الماضي.
وقاد سهما "دبي الإسلامي" و"دبي المالي" في سوق دبي و"الواحة" و"الدار العقارية" و"صروح" حركة النشاط غير المسبوقة في السوقين، على الرغم من أن سوق دبي افتتحت التعاملات على انخفاض وسارت على الوتيرة نفسها حتى مرور أكثر من ساعة على بدء التداولات بعدها دخلت سيولة بفعل المضاربات المحمومة، على حد وصف المحلل المالي محمد على ياسين المدير العام لشركة الإمارات التجارية لـ "الاقتصادية"، حيث تركزت المضاربات على سهمي "دبي الإسلامي" و"دبي المالي" وانضم إليهما سهم "تمويل"، وتسببت في ارتفاع أحجام التداولات بشكل كبير وقفزت أسعار الأسهم الثلاثة بمستويات غير متوقعة بالمرة دون وجود مبرر لذلك.
واستحوذ سهما دبي الإسلامي ودبي المالي من بين 21 سهما جرى تداولها في السوق على 61 في المائة من إجمالي التداولات، حيث بلغت قيمة تعاملاتهما معا 1.1 مليار درهم، وتصدر الأول قائمة الأسهم الأكثر صعودا بنسبة 14.6 في المائة قريبا من الحد الأعلى عند سعر 8.67 درهم مقارنة بـ 7.50 درهم سعر الافتتاح بتداولات قيمتها 440.5 مليون درهم في حين تصدر الثاني قائمة الأسهم الأكثر تداولا من حيث القيمة والحجم بقيمة 739.1 مليون درهم وبحجم 258.4 مليون سهم تعادل أكثر من نصف إجمالي عدد الأسهم المتداولة في السوق والبالغة 511.8 مليون سهم، وارتفع سعره بنسبة 12.4 في المائة عند سعر 2.98 درهم بعد أن وصل إلى ثلاثة دراهم.
وأشاعت المضاربات أجواء من التفاؤل في السوق، خصوصا بعد القفزات السعرية المتلاحقة للعديد من الأسهم حيث سجلت أسعار 18 شركة ارتفاعا مقابل انخفاض سهمين فقط جاء أعلى انخفاض بالحد الأعلى في سعر سهم "السلام العالمية" بنسبة 14.9 في المائة.