نخيل " معهد العاصمة"

معهد العاصمة النموذجي في الرياض إحدى المنشآت التعليمية التي أسهمت ولا تزال على مدى فترة زمنية زادت على الـ 70 عاما لتأهيل كوادر بشرية في التعليم العام، وإلى جانب أدواره التعليمية له نشاطات متعددة تجاه المجتمع للتعريف بالأنشطة الاقتصادية المختلفة والتثقيف الغذائي ورفع الوعي لدى الناشئة, وفي هذه المساحة نتطرق إلى نشاط المعهد المقدر في القطاع الزراعي كون هذا القطاع عاملا رئيسا لتوفير الغذاء الآمن إلى جانب أدواره الأخرى سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، وما يميز المنتجات الزراعية التي تتميز المملكة بإنتاجها سواء نباتية أو حيوانية أو أسماكا تأتي في مقدمة الأغذية التي لها فوائد صحية مباشرة على الجسم إلا أن النمط الغذائي للمجتمع له دور أساسي في تحديد كيفية الاستفادة صحيا من تلك المنتجات، ومن هنا يأتي دور القيادات على اختلاف مستوياتها في مجتمعنا الكبير وعلى وجه الخصوص التي لها ارتباط مباشر بالأطفال سواء الآباء أو المعلمين والمعلمات، ومن الملاحظ أن هناك مبادرات تتم في بعض المدارس سواء الحكومية أو الأهلية في مناطق المملكة المختلفة يقودها المعلمون والمعلمات بصفة شخصية البعض يخدمها الحظ وترى النور عبر وسائل الإعلام فيما الأخرى تبقى في المحيط الخاص بها وهذا لا يقلل من تلك الجهود المميزة، ومشاركة المعهد هي عبارة عن معرض للتعريف بالنخلة تحت اسم " النخلة شموخ وعطاء" ، ويميز هذه المشاركة عدة جوانب من أهمها اختيار شجرة مباركة لها ارتباط وثيق بأبناء الجزيرة العربية من قدم التاريخ وتعد رفيقة طريق في الرخاء والشدة وتتميز هذه الشجرة بعظيم بركتها وتمام فائدتها. ومكانتها في بلادنا تأخذ جوانب عديدة لإسهامها في الغذاء والدواء والكساء والإيواء ومصدر قوة اجتماعية, والنخلة تُعد الأولى بين أشجار الفاكهة في المملكة العربية السعودية من حيث انتشارها وأهميتها الاقتصادية والتصاقها الوثيق بالمواطن في هذه البلاد. ويكفي أن أحد أهم مخرجاتها التمور وهو من أهم المنتجات الغذائية التي حققت المملكة فيها ميزا نسبية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الخارجي، وكذلك فائدته المباشرة للجسم, فالتمر يلقب بسيد الأغذية ومنجم المعادن والفيتامينات فهو غذاء كامل لاحتوائه على سكريات سريعة الامتصاص تذهب رأساً للدم وللخلايا الجسمية لتمنحها الطاقة والحرارة والنشاط ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، وهو مصدر وقود للجسم ويساعد على غسل الكلى وتنظيف الكبد ويحتوي على الفسفور بنسبة عالية ولهذا يُعد منشطاً للقوى الفكرية، ولو لم يكن في التمر من فائدة سوى احتوائه على المغنسيوم لكفاه سبباً يضعه في مقدمة الأغذية. وقيام المعهد بهذا الدور يتطلب من الشركات المتخصصة في مجال إنتاج التمور تبني مثل هذه الأنشطة ودعم الجهات التعليمية للتعريف بفوائد هذا المنتج بطريقة شائقة بخاصة للأطفال والتعاون مع المدارس النشطة مما سينعكس إيجابيا على تسويق منتجات تلك الشركات وهي المستفيدة في نهاية المطاف. ولعلي هنا أسجل احترامي وتقديري للمسؤولين في المعهد وعلى وجه الخصوص مدير النشاط الطلابي في المعهد الأستاذ عبد الله السياري وصاحب فكرة المعرض المعلم الأستاذ فهد العواد لتبني مثل هذه البرامج. وما أجمل أن يجمع الشموخ والعطاء بين النخلة ومعهد العاصمة النموذجي والله ولي التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي