"سلمان"
كشف سمو أمين منطقة الرياض الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف في مقابلة لسموه في جريدة "الحياة" قبل قرابة الستة أشهر النقاب عن عمل احتفائي تنوي إطلاقه أمانة منطقة الرياض في المستقبل القريب، بعون الله، بالتنسيق مع مجموعة من رجال الأعمال ووجهاء منطقة الرياض.
يهدف العمل إلى تجسيد بعض مشاعر الحب والتقدير التي يكنها أهالي منطقة الرياض ويشاركهم فيها جميع أفراد الشعب السعودي تجاه شخصية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، يحفظه الله، بمناسبة مرور 50 عاما على توليه إمارة منطقة الرياض.
جسد نصف عقد من الزمن دور سموه التاريخي الرائد في مسيرة نمو منطقة الرياض وتطورها بكل مقوماتها التعليمية، والصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية. كما جسد نصف العقد ما أملته مسيرة نمو منطقة الرياض وتطورها من آليات تخطيط، وتنفيذ، وتواصل، ودعم، ومساندة مختلفة على المستوى الفردي، والجماعي، والمؤسسي، وضمن النطاق المحلي، والإقليمي، والدولي.
من غير الممكن تجسيد إنجازات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز تجاه منطقة الرياض في طيات الإعلام المقروء، أو المسموع، أو المرئي، ناهيك عن مقال. ولكن قد يكون من الممكن تسليط الضوء على أحد إنجازات سموه الكريم تجاه إحدى مقومات منطقة الرياض المتمثلة في نمو مدينة الرياض العمراني.
يكمن سببان خلف اختيار نمو مدينة الرياض العمراني عوض عن غيره من مقومات منطقة الرياض كمحور نقاش هذا المقال. الأول اقتصادي يكمن في أهمية النمو العمراني في تمهيد الطريق نحو انطلاق النمو الاقتصادي واستدامته. والثاني اجتماعي يكمن في أهمية تسجيل حضور جيل شباب منطقة الرياض في العمل الاحتفائي كونه نشاْ وترعرع في كنف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، يحفظه الله.
أمامي أربعة شواهد تشكل ركائز هذا المقال في قراءته المختصرة لنمو مدينة الرياض العمراني. الشاهد الأول حوار صحافي نشرته جريدة "الجزيرة" قبل قرابة 35 عاما مع سمو أمين مدينة الرياض خلال الفترة (1966- 1976م) الأمير عبد العزيز بن سلمان بن ثنيان، يرحمه الله (عدد 656 –21/5/1393هـ). تميز الحوار بمنظور استراتيجي بعيد المدى لمخطط مدينة الرياض بحلول عام 2000م. لعلي أقتبس من حديث سموه، يرحمه الله، حول الهدف من مخطط مدينة الرياض لعام 2000م:
"الهدف الذي من أجله وضع المخطط هو أن يقوم العمران والنمو في المدينة على أساس سليم وضمن خطة معينة تهدف إلى أن تكون الرياض مدينة حديثة جميلة وتنمو نمواَ ضمن أحدث الأسس العلمية في الحسبان بأن تنمو المدينة إلى عام 2000م". انتهى هنا الاقتباس من حديث سموه، يرحمه الله.
كما تطرق الحوار إلى العديد من تحديات وآفاق مشاريع مدينة الرياض التنموية إبان تلك الحقبة الزمنية كدرء مخاطر السيول، وتطوير منطقة قصر الحكم، وإنشاء شبكة الطرق، وإضاءة الشوارع بالأتاريك، وتجميل الميادين بالنوافير الملونة، وتنظيف الأحياء بعربات الكارو، وتنظيم تجارة الدكات الشراعية.
والشاهد الثاني عبارة عن حقائق الإحصاءات الديموغرافية والخرائط العمرانية لمدينة الرياض من واقع موقع أمانة منطقة الرياض على الإنترنت. كثيرة هي الدروس التاريخية لنمو مدينة الرياض العمراني عندما ندمج خلاصة الشاهدين الأول والثاني.
تشير هذه الحقائق إلى أن نسبة النمو السنوي لسكان مدينة الرياض بلغ قرابة 80 في المائة (من 106 آلاف نسمة عام 1954م إلى 4,5 مليون نسمة عام 2006م). قابل نسبة النمو المهولة هذه نمو سريع في النطاق العمراني بلغ اليوم قرابة 2500 كيلومتر مربع.
والشاهد الثالث عبارة عن حاضرة حدثت بالأمس القريب عندما دشن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يحفظه الله، احتفائية اقتصادية لمنطقة الرياض شملت 1800 مشروعا تنمويا متنوعة بقيمة قاربت 120 مليار ريال.
والشاهد الرابع حدث منتصف الأسبوع الحالي عندما أقر مجلس الوزراء الموقر قواعد تحديد النطاق العمراني حتى عام 1450هـ، وما تضمنته القواعد من رؤى استراتيجية حول النمو العمراني الذي ستشهده مناطق مملكتنا الحبيبة في المستقبل، بعون الله.
حدث الشاهدان الأول والثاني في الماضي، ورسما ملامح الحاضر. وحدث الشاهدان الثالث والرابع في الحاضر، وسيرسمان ملامح المستقبل، بعون الله. تساعد هذه الخلاصة على معرفة ما خطط لمدينة الرياض أن تكون، وما أصبحت عليه اليوم، وما ستصبح عليه في المستقبل، بعون الله. خلاصة شمولية مفادها أن منطقة الرياض شهدت نمواَ عمرانياَ سريعاَ لدرجة أن مواكبته، واستثمار آفاقه، وتفادي تحدياته قد يكون ضربا من الخيال.
ولكن، بفضل من الله عز وجل وتوفيقه، ثم برعاية حكومتنا الرشيدة، وجهود سموه، تحولت تحديات الأمس إلى آفاق اليوم. وستواصل المسيرة في تحويل تحديات اليوم إلى آفاق الغد، بعون الله.
هذا الإنجاز العمراني لمدينة الرياض خلال الـ 50 عاما يجب التأكيد على أهمية تدوينه في عمل احتفائي مقترح يطلق عليه اسم "سلمان". الاقتراح موجه إلى أمانة منطقة الرياض لأخذ زمام المبادرة بالتنسيق مع الباحثين والمختصين لتطوير العمل من مقترح محسوس إلى واقع ملموس.
"سلمان" موسوعة تاريخية تحكي حكاية شخصية نقلت مدينة محلية في وسط الصحراء إلى عاصمة عالمية في وسط العالم. يجسد "سلمان" منهجية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في مواجه التحديات وبلوغ الآفاق.
يكتب "سلمان" بأسلوب فريد يحاور مختلف فئات المجتمع لنقل تجاربه ودروسه، يحفظه الله، للأجيال المقبلة. ينتظر أن يحقق "سلمان" عوائد اقتصادية كبيرة يقترح أن يعود نفعها على منطقة الرياض وسكانها حسبما اقترح سموه الكريم تجاه العمل الاحتفائي.