الرياض: مختبر الخضار والفواكه.. هل يكون بداية إلزامية الفحص؟

الرياض: مختبر الخضار والفواكه.. هل يكون بداية إلزامية الفحص؟

يسود أمل أن يشجع تدشين العمل في المختبر الخاص بفحص الخضار والفواكه المسوقة في سوق الخضار المركزي في الرياض، القائمين على الأسواق في المناطق الأخرى للحذو حذوه خاصة في ظل تزايد المخاوف من تأثيرات متبقيات المبيدات على الصحة العامة.
والمختبر هو مختبر كيميائي القصد منه فحص عينات السلع الواردة إلى سوق الجملة في الرياض للخضار والفاكهة، وذلك لتقليل أي مخاطر قد يتعرض لها المستهلك من المخلفات الكيميائية، كما أن من ضمن طموحات المختبر القيام برصد الآثار الضارة لهذه المخلفات، والسعي لاستنباط علاقات – حال وجودها – بين بعض الأمراض التي ظهرت حديثاً وبقايا الأسمدة والمقويات الكيميائية والمبيدات الحشرية المستخدمة حالياً. ويعد المختبر أحد مشاريع شركة الرياض للتعمير، حيث ترى فيه الشركة خطة ضمن خطوات النمو المدروس لهذا المشروع ، حيث كان ضمن المخطط المعتمد للسوق وبرزت الحاجة إليه مع تصاعد الوعي الصحي ووجود مخاطر ومهددات لصحة الإنسان بسبب المواد الكيميائية التي قد يتم الإفراط في استخدامها سواء في المخصبات أو المبيدات.
ومن أهم أهداف المشروع التقدير الكمي والنوعي لمخلفات الأسمدة والمقويات الكيميائية والمبيدات في الخضار والفاكهة، ودراسة مدى التزام المزارعين بالتطبيقات السليمة لاستخدام الأسمدة والمبيدات واتباع الإرشادات الخاصة بالاستخدام الكمي الأمثل للمبيدات ومطابقة الكميات المتبقية بمستويات الحدود القصوى المسموح بها، والإلمام بمصير متبقيات الأسمدة والمقويات الكيميائية والمبيدات في العناصر البيئية المختلفة وتقدير حجم التلوث البيئي الناتج، ودراسة سلوك التدهور والهدم لمتبقيات الأسمدة في المنتجات الزراعية.
وتؤكد الشركة مرارا أنه استناداً إلى ما سبق يمكن القول إن هناك حاجة قوية لإيجاد مختبرات، وخصوصاً في مراكز التسويق للأغذية، لتعمل مع الجهات الرسمية ذات العلاقة على إيجاد منتجات خالية من الملوثات الكيميائية بشكل عام والمبيدات الزراعية بشكل خاص. ولذلك كان مختبر سوق الجملة في الرياض للخضار والفاكهة مستصحباً معه، منذ فكرته الأولى، هذه الضرورة من خلال القيام بالمشاركة في توعية المزارعين وإرشادهم بكيفية التعامل مع المبيدات، والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بدراسة المشكلات التي تبرز وذلك بإلزام المزارعين باتباع فترات التحريم للمبيدات واتباع الجرعات الموصى بها الخاصة بالمنتجات الزراعية، وبث الوعي بأهمية ترشيد استخدام المبيدات والسعي وإرشاد المزارع إلى وجود بدائل أخرى تضمن – في أقل التقديرات – غذاءً آمناً، والمساهمة مع الجهات ذات الاهتمام في عمليات الإحصاء الدوري وخاصة عن السكان الأكثر عرضة للمبيدات تمهيدا لإقامة قاعدة بيانات حول هذه الجوانب.
ومن بين آليات عمل المختبر أخذ عينات عشوائية من الشاحنات الموردة للخضار، حيث يقوم مندوب المختبر بأخذ هذه العينات العشوائية فجر كل صباح، ثم يتولى المختبر فحص هذه العينات للتأكد من صلاحيتها وعدم وجود سميات تهدد صحة المتعاملين مع السوق.
وفي حال وجود أي مؤشرات على أخطار صحية يقوم المختبر ببعض الخطوات المتمثلة في عدم فسح الشحنة للبيع، وتقديم إنذار للجهة الموردة للشحنة بعدم تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً، وإذا أثبت المختبر تكرار الحالة يتم فرض غرامات، وقد يصل الأمر إلى الحرمان من تسويق المنتجات في السوق.
معلوم أن كثرة ظهور المشاكل الصحية للإنسان والأحياء الأخرى وحياة النباتات وترجع إلى نتيجة التعرض المستمر للمبيدات سواء كان ذلك نتيجة التعرض المباشر داخل الحقل أو عن طريق تناول الخضروات والفاكهة الملوثة ببقايا المبيدات مما ترتب على ذلك ظهور العديد من الأمراض ومن أمثلة ذلك كثرة ظهور أمراض السرطان خاصة سرطان الثدي عند النساء حيث أظهرت دراسة في عام 1994م وجود ارتباط بين مخلفات مبيد DDT ونواتج تمثيله وبين حدوث الإصابة كما أظهرت دراسة أجريت أخيرا في مستشفى الملك فيصل على 115 من الأمهات المرضعات حيث وجد في حليب الأمهات أثر لمتبقيات المبيدات بنسبة 93 في المائة من العينات.
ويقول خبراء إن العديد من الإحصاءات أظهرت تزايد أعداد كبيرة من الناس الذين يشكون من مشاكل صحية حادة أو مزمنة مثل زيادة معدلات الإجهاض بين الحوامل وزيادة ضغط الدم وزيادة معدلات الإصابة بسرطان المريء والقولون وغيرهما. وهذه حالات يمكن أن يكون السبب المباشر لها هو تعرض الكثير من الناس لجرعات متفاوتة من المبيدات وتراكمها على المدى الطويل في جسم الإنسان وهو ما يعرف بالسمية المزمنة مما يسبب ظهور الإصابة بهذه الأمراض أو قد تظهر الأعراض مباشرة مثل حدوث حالات التسمم الغذائي أو الإجهاد المفاجئ والقيء وتصبب العرق نتيجة التعرض لجرعات عالية وهو ما يعرف بالسمية الحادة.
على الجانب الآخر خلاف تضرر الإنسان من جراء التعامل مع المبيدات، نجد أيضاً كلاً من الطيور والثديات الأخرى قد أصبحت عرضة للضرر وبشكل مباشر من جراء الإسراف في التعامل مع المبيدات في الحقل بشكل مبالغ فيه.

الأكثر قراءة