الانتخابات النيجيرية تحدد مسار برميل النفط

الانتخابات النيجيرية تحدد مسار برميل النفط

سيلعب عاملا الانتخابات النيجيرية ووضع مخزون البنزين دورا رئيسيا في تحديد مسار سعر برميل النفط هذا الأسبوع، خاصة وهما يتزامنان فترة انتهاء التعاقدات بالنسبة لشهر أيار (مايو) المقبل، كما أن موسم قيادة السيارات على الأبواب ومخزون البنزين في أدنى مستوياته إلى جانب إعلان شركة كونوكو فيليبس أن إحدى مصافيها في تكساس التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 229 ألف برميل يوميا ستشهد تراجعا في حجم إنتاجها.
فيوم الجمعة الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بسبب أعمال العنف التي واكبت الانتخابات الرئاسية في أكبر بلد منتج ومصدر للنفط في القارة الإفريقية وأدت إلى مقتل 49 شخصا خلال الأسبوع الماضي، إضافة إلى 150 أجنبيا من العاملين في الصناعة النفطية النيجيرية اختطفوا العام المنصرم. ورغم أن السلطات النيجيرية أعلنت أنها ستقوم بإعادة تشغيل حقل فوركادو وكان يعمل بطاقة 380 ألف برميل يوميا نهاية الشهر المقبل، ولو أنه سيبدأ بكميات أقل ثم يتدرج، إلا تعطيل قرابة ربع الإنتاج تجعل العودة إلى معدلات الإمدادات العادية من الصعوبة بمكان.
من ناحيتها قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي أن مخزون البنزين تراجع وللأسبوع العاشر على التوالي بنحو 2.7 مليون برميل إلى 197 مليون برميل. وبهذا تصبح مخزونات البنزين أقل من المتوسط وقبل بدء موسم قيادة السيارات وفي معدل يقل عن مستوى خمس سنوات، ورغم زيادة إنتاج البنزين إلى 8.7 مليون برميل. ويلاحظ أن حجم التراجع جاء أعلى وبكثير مما كان يتوقعه السوق الذي كانت تقديراته أن السحب من المخزون سيكون في حدود 1.9 مليون برميل.
لكن من جانب آخر فإن طاقة تشغيل المصافي حققت زيادة بلغت 2 في المائة إلى 90.4 في المائة خلال الأسبوع الماضي، كما زاد إنتاج النفط الخام 372 ألف برميل إلى 15.4 مليون برميل يوميا. وبالنسبة للمخزون التجاري من النفط الخام فقد سجل تراجعا بلغ مليون برميل إلى 332.4 مليون، وكذلك المقطرات التي زادت 800 ألف برميل إلى 117.3 مليون برميل. أما الواردات من الخام فسجلت زيادة 115 ألف برميل إلى 9.9 مليون برميل يوميا.
وشهدت نهاية الأسبوع الماضي يوم الجمعة تحقيق شحنات حزيران (يونيو) زيادة في سعر البرميل بلغت 37 سنتا إلى 66.31 دولار للبرميل من خام برنت وذلك في التداول الإلكتروني في لندن. وفي المقابل فإن خام ويست تكساس الخفيف الحلو حقق زيادة 85 سنتا بالنسبة لشحنات أيار (مايو) إلى 62.68 دولار للبرميل، وذلك مقابل تراجع في الأسعار يوم الخميس وصل إلى أكثر من دولار للبرميل بعد بروز التقارير الخاصة بتحسن أداء المصافي وتراجع الاهتمام إلى حد ما بالمواجهة الإيرانية مع الدول الغربية بسبب مشروعها لتخصيب اليورانيوم، مع الإعلان عن استئناف مباحثات الاتحاد الأوروبي مع طهران.
على أن وضع السوق سيظل قلقا إذ سيتابع من ناحية تطورات وضع الانتخابات الرئاسية النيجيرية، التي ستضع رئيسا جديدا للبلاد وهل سيتمكن من إخماد دورة العنف، أم أنها ستتصاعد للدرجة التي تؤثر على وضع الصناعة النفطية في سادس أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، مع وضع حالة المواجهة الإيرانية الغربية في الاعتبار ثم دخول موسم قيادة السيارات، الذي يتطلب تدفقا للإمدادات خاصة من جانب المشتقات والبنزين تحديدا.

الأكثر قراءة