مركز الإعاقة .. الأمير سلمان يطلق مشروع الخير في حائل
في المملكة.. إقامة مركز للمعوقين في أي مدينة هو إضافة للوطن، فهذه الفئة كلنا مع قضاياها واحتياجاتها، وهذا ما يجعلنا نفرح لافتتاح المراكز الجديدة التي ترعى هذه الفئة.. وغدا سوف تضاف مؤسسة جديدة هي (مركز الأمير سلمان) للمعوقين في حائل. وهذا المركز بدأ فكرة في مجلس الأمير سلمان ثم مبادرة من الدكتور ناصر الرشيد للتبرع بكامل تكاليف الإنشاء، والآن الأمير سلمان ومعه أهل حائل يجنون ثمار إحدى المبادرات الإنسانية والوطنية التي تنطلق من مجالس الأمير سلمان، وهي مجالس حكم وتربية وطنية، ومنتدى لتداول القضايا الحيوية، وهذا وضع طبيعي، فالرياض رمز لوحدة الوطن الكبير، فيها يلتقي الناس من كل هجرة وقرية ومدينة وخيرها للوطن كله.
المركز الجديد في حائل هو تنفيذ للخطة الطموحة التي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين، فهذه الجمعية بدأت بمشروع واحد في الرياض والآن لديها أكثر من ثمانية مشاريع رئيسة في عدد من مناطق المملكة بالإضافة إلى مشاريع الأوقاف في أربع مناطق.. وهناك العديد من المشاريع القادمة، والأهم من هذا أن الأمير سلطان بن سلمان ومعه مجلس إدارة الجمعية لم يكتفوا بإنشاء دور الإيواء والرعاية للمعوقين، بل تبنوا مشاريع حيوية ضرورية للرعاية المتكاملة للمعوقين وقاموا بالدور الحيوي الفاعل الإيجابي لمؤسسات المجتمع المدني.
لقد تبنوا مشروعات مهمة لتغيير (الصورة النمطية) عن المعوقين في المجتمع حتى أصبحنا نفخر بمنجزات المعوقين على مستوى العالم، وأيضا تم إنشاء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وقاموا بإعداد الدراسات الضرورية للأنظمة التي ترعى أوضاع المعوقين، وتقود الجمعية جهودا مكثفة لإعداد نقلة حضارية وإنسانية كبيرة للمعوقين في مجتمعنا عبر تبني مشروع تسهيل حركة المعوقين في الأماكن العامة والخاصة عبر إيجاد المسارات على الأرصفة ومداخل البنايات وما يتبع ذلك من إيجاد مصاعد وأبواب خاصة، وغيرها من مستلزمات تسهيل تحركات المعوقين في مجتمعنا، والأمر المفرح أن وزارة الشؤون البلدية والقروية لديها قناعة وحماس كبيران لإطلاق هذا المشروع عبر الأنظمة واللوائح.
وهنا يجب أن يُنسب الفضل لأهله، فالأمير سلطان بن سلمان ومنذ أكثر من 20 عاما جعل قضايا المعوقين همه الأول، وكان يقف بنفسه على كل فكرة أو اقتراح ويفرح بكل كلمة إيجابية تقال في حق المعوقين، فكان يبادر بالاتصال شخصيا بكل الذين يتفاعلون مع قضايا الإعاقة سلبا أو إيجابا، يتصل ليشكر ويقدر، أو ليشرح ويوضح ويستوضح، وهذا المنهج ساعد على استقطاب الكثيرين في المجتمع لدعم مشاريع الإعاقة، دعمها ماديا أو معنويا، وتجربة الأمير سلطان كمواطن وكرجل دولة مع الإعاقة، وتجربة جمعية الأطفال المعوقين كمؤسسة في التجربتين نموذج لأهمية العمل الواعي المنظم لمؤسسات المجتمع المدني، ولعل التجربة منذ بداياتها الأولى (تدون وتوثق) حتى نستفيد منها الآن ونحن ننطلق بقوة في إنشاء مؤسسات المجتمع المدني.
غدا في حائل نجني ثمار مبادرات أهل الخير من رجال الأعمال، والحق يقال إن رجال الأعمال لا يتأخرون في دعم المشاريع الخيرية إذا كانت تحت مظلة مؤسسات حيوية لديها المشاريع المدروسة والموجهة لاحتياجات الناس كما تفعل جمعية الأطفال المعوقين، وفي حائل الأمير سلمان بن عبد العزيز سينقل للمنطقة فرحتين: فرحة بإطلاق هذا المشروع الإنساني، وأيضا فرصة الناس بلقاء سموه هناك. والأمير سلمان يحمل الحب والتقدير الكبيرين لحائل وأهل حائل، ودائما يصرح بهذا الوفاء النبيل، وهذا ليس غريبا من الأمير سلمان الذي يذكرنا دائما بأقواله وأفعاله بأهمية التقائنا على الخير والإنجاز سواء في الرياض أو في أرجاء الوطن الكبير، وسموه دائما يحث سكان الرياض على خدمة أهاليهم وقراهم ومدنهم.
يقول سموه: "الذي ليس فيه خير لأهله ومدينته ليس فيه خير لوطنه". فعلا هكذا تبدأ منابع الخير في النفوس الأصيلة.