"الزراعة": أصناف القمح السعودية مقاومة لمرض صدأ الساق الأسود

"الزراعة": أصناف القمح السعودية مقاومة لمرض صدأ الساق الأسود

أكدت وزارة الزراعة السعودية أمس، أن أصناف القمح المزروعة في المملكة مقاومة لمرض صدأ الساق الأسود الذي انتشر في اليمن، وأنه لا مخاوف من انتقاله بالتالي إلى المحاصيل السعودية.
وقالت الوزارة إن مرض صدأ الساق الأسود من أهم أمراض القمح الفطرية التي تنتشر في دول زراعة القمح ويصيب أغلب النيجيليات. وينتمي الفطر المسبب وهو Puccinia gramins إلى مجموعة الفطريات البازيدية إجبارية التطفل ومن الأمراض ثنائية العائل، بحيث يحتاج المسبب إلى نبات الباربري، إضافة إلى نبات القمح لإكمال دورة حياته الجنسية وإعطائه الجراثيم المتنوعة.
وبينت أنه في وضع السعودية لا يتوافر نبات الباربري وبالتالي لا يعيد دورة حياته بالجراثيم اللاجنسية، وتبدأ الإصابة للنبات بالجراثيم اللاجنسية الغازية له، وتعد الأصناف المقاومة لهذا المرض هي الطريقة الناجحة للحد من خطورته. وبينت أن أصناف القمح المزروعة في المملكة (يوكوروراجو ومكسيباك المطور) تعد من الأصناف المقاومة له، أما الأصناف المحلية مثل اللقيمي والصما التي يندر زراعتها حاليا من خطورة الوضع الحالي والمخاوف على إنتاج القمح فإنه لا ينطبق على وضع السعودية الحالي في ظل انتشار زراعة الأصناف المقاومة. إضافة إلى وصول منتج القمح هذا الموسم إلى مرحلة عمرية متقدمة وبالتالي فإن إمكانية الانتقال معدومة.
وطالبت الوزارة المزارعين اختيار بذور معتمدة خالية من ملوثات هذا الفطر في زراعة القمح في المواسم المقبلة، والاعتماد على المصادر الموثوقة التأمين البذور.
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) قد أعلنت أن فطريات ضارية جديدة تصيب أصنافا واسعة من القمح انتشرت من شرق القارة الإفريقية ووصلت إلى اليمن في شبه الجزيرة العربية.
وقالت المنظمة على موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت إن مرض صدأ الساق أو ما يُعرف أيضا بالصدأ الأسود للقمح بإمكانه أن يُسبب خسائر جسيمة ويدمر حقول القمح بأكملها. ويقدر أن 80 في المائة من جميع أصناف القمح المزروعة في آسيا وإفريقيا عُرضة لهذه الآفة
الجديدة، علما أن "أبواغ" فطر صدأ القمح تنتقل في الغالب مع الرياح عبر مسافات بعيدة وحتى عبر القارات.
ويستورد اليمن القمح من أستراليا، أمريكا، الهند، روسيا، تركيا، كندا، وأوكرانيا، وتقدر الاحتياجات السنوية لليمن من القمح بين 2.2 مليون و3.2 مليون طن، ومن الدقيق بين 500 و700 ألف طن سنوياً.
وقال الدكتور جاك ضيوف، المدير العام للمنظمة "أن غلال القمح في العالم قد تكون مهددة إذا ما انتشر هذا الصدأ في البلدان الرئيسية المنتجة للقمح".
وأضاف "إن هذا النوع من الفطريات بإمكانه أن ينتشر بسرعة حيث إن لديه القدرة على خلق أوبئة عالمية في محاصيل القمح، ناهيك عن خسائر الحصاد التي تكلف مليارات من الدولارات". وقال أيضاً "إن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار القمح وخلق حالات نقص في الإمدادات الغذائية على الصعيدين المحلي والإقليمي".
وأشار إلى "إن البلدان النامية التي تعتمد على القمح ولا تتوافر لديها فرص الحصول على أصناف من القمح المقاومة لهذا المرض، ستكون مستهدفة على وجه الخصوص".
وبموجب نظام مراقبة مسالك الجراد الصحراوي فإن المنظمة لا تستبعد أن تحمل الرياح أبواغ فطر "UG99" من اليمن باتجاه الشمال على طول البحر الأحمر إلى مصر أو عن طريق شبه الجزيرة العربية باتجاه البلدان في إقليم الشرق الأدنى.
وفطر "Ug99" هذه الآفة الجديدة قد ظهرت لأول مرة في أوغندا في عام 1999، ولذلك يُرمز إليها بتسمية "UG99". كما وجدت في كل من كينيا وإثيوبيا.
وأكدت بعثة المنظمة الدولية من خلال زيارتها الميدانية الأخيرة إصابة حقول القمح بـ UG99"" لأول مرة في اليمن. ويبدو أن سلالة "UG99" التي تم اكتشافها في اليمن هي أكثر ضراوة من تلك التي ظهرت في شرق إفريقيا.
ودعت المنظمة الدولية البلدان المتضررة والبلدان المهددة على زيادة مراقبتها للمرض، حيث يتعين على اليمن على وجه الخصوص أن تكون في حالة إنذار، لتصعّد من مراقبتها الميدانية والتدريب والقيام بمداخلات مباشرة لمكافحة المرض في البؤر الساخنة. كما يجب أن تشمل معظم إجراءات المكافحة المهمة في البلدان المتضررة إدخال أصناف قمح أكثر مقاومة وتحديد مواعيد الزراعة لكسر دورة المرض.

الأكثر قراءة