رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التخطيط لفتح الطرق لتخترق مطار الملك خالد

[email protected]

أعتقد أننا بعد معاناتنا ولسنوات من خنق أرض المطار القديم في الرياض للمدينة وما سببه من اختناقات مرورية وإزعاج للمواطنين من كونه أصبح في وسط المدينة ويقطع انسياب الحركة للطرق الرئيسية التي تنقل الحركة من الشمال للجنوب مثل طريق الملك عبد العزيز والستين والأحساء والنهضة. وكذلك الطرق الناقلة غربا وشرقا مثل العروبة. فهل سننتظر للمرور بالتجربة نفسها مرة أخرى حتى يخنقنا المطار الجديد" مطار الملك خالد. أليس من الأولى أن نبدأ التخطيط المبكر والمسبق من الآن لتخطيط الموقع العام لمطار الملك خالد وربطه بالمخطط الشامل للمدينة وخاصة الطرق المحيطة بالمطار. فالمطار الجديد سنفاجأ به مرة أخرى ليصبح في وسط المدينة. وأرى أنه لا بد من التفكير من الآن لربط مخرج رماح على طريق الدمام - الرياض السريع ليتجه شمالا ويرتبط بطريق ببان وطريق القصيم لتحويل حركة المسافرين وحركة الشاحنات من المرور بوسط المدينة ولتخفيف الازدحامات. ولربط المراكز الحضرية التي يفكر فيها مركز المشاريع، وبذلك يتم ربط طرق المطار الجديد بتلك الطرق. وهل ستضطرنا الظروف والنمو العمراني للبحث عن موقع جديد للمطار كما سبق أن قمنا بعمل تغيير موقع المطار القديم.
فنحن نكاد نتميز عن جميع دول العالم في كبر المساحات التي تحتلها مطاراتنا في أنحاء المملكة، فهي مئات الملايين من الأمتار التي تحتل وتلتهم وتعزل وتشل حركة المدن والمواطنين، ومع ذلك لا تقدم خدمات صيانة ونظافة لدورات المياه أو تسوق أو ترفيه للمسافرين أو المنتظرين فيها. ومع ذلك فإنها مساحات متروكة ومهملة تخنق مدننا. فلماذا لا يتم استثمار تلك الأراضي وتخصيص ريعها لتلك الخدمات. فكلنا نعاني من موقعي مطاري الملك خالد القديم والجديد في الرياض ومطاري الملك عبد العزيز القديم والجديد في جدة. وحاليا مطار الملك فهد في الدمام. وما سببه وما زال يسببه من خنق للمدينة وما يتبع ذلك من مشاكل الاختناقات المرورية وعزل المدينة عن بقية أجزائها مما يضطر المواطنين للدوران حوله وهو تعطيل للمواطنين عن قضاء أمورهم. فقد كانت تلك المطارات قديما خارج حدود المدينة ولكن بعد النمو العمراني في الحقبة الماضية للمدينة أصبحت في وسطها. واليوم وبعد أكثر من خمسين سنة من بناء المطار القديم بدأت تظهر في الأفق مشاكل المطارات الجديدة. وهي الآن لا تشكل مشكلة كبيرة ولكن بعد سنوات ستكون مشاكل مواقعها حتما أكبر. فالنمو العمراني الحالي والمستقبلي يهدد بالتهام مواقع المدينة إلى ما بعد المطار الحالي. وبذلك سيصبح كل من تلك المطارات في وسط المدينة وتفصل شرقها عن غربها وشمالها عن جنوبها. وهو موقع عبارة عن مدينة كبيرة وخالية تقريبا. وتحتل مساحة كبيرة غير مستغلة، فلماذا لا نبدأ من الآن في التحسب لذلك من خلال عمل مخطط شامل لتلك المساحات قبل أن يتم منحها بحيث يتم ربط شبكة داخلية للطرق داخل المطارات وأن تكون متصلة مع الشبكة الخارجية لكل مطار. ويتم عمل طرق سريعة تخترق المطار للربط بين بقية أجزاء المدينة. على أن يتم أيضا عمل مخطط لاستعمالات الأراضي الداخلية واستغلالها بتجهيزها للاستثمار ومن ثم طرحها للقطاع الخاص ليتم استثمارها في مشاريع تكميلية لخدمة أنشطة المطار وشركات الطيران ومن ثم المدينة ككل. مثل مشاريع منطقة مخصصة لمكاتب Office Parللشركات العالمية والمؤسسات المصرفية وفروعها الدولية. وكذلك لخطوط الطيران وتأجير السيارات ومستودعات كبيرة وصغيرة شخصية. ومواقف يومية وأسبوعية لمن يرغبون في إيقاف سياراتهم لفترة طويلة وبأسعار رمزية. كما أن المخطط الشامل للمطار لا بد أن يخصص بعض الأجزاء كحدائق عامة كبيرة ومكتبات عامة، إضافة إلى قاعة مؤتمرات وفنادق سياحية.
وهل فكرنا أننا قد نحتاج مستقبلاَ إلى موقع لمطار جديد؟ فقد سبق أن غيرنا موقع المطار القديم بعد 30 سنة من عمر نمو مدينة الرياض، فهل ستضطرنا مشاكل النمو والزحف العمراني لتغير موقع المطار الجديد، بحيث يبقى مطار الملك خالد للرحلات الداخلية؟ بينما المطار الحديث يكون للرحلات الدولية ويرتبط به عن طريق قطار خفيف أو نفق مثلاَ. وهل فكرنا في حجز أرض مناسبة لذلك قبل أن يتم تملك تلك الأراضي. فالمطارات عادة تعتبر من المشاريع الباهظة التكاليف وأنها استثمارات كبيرة في مواقع يصعب تغير مواقعها مستقبلا. ً لذلك فإن اختيار مواقعها يعتبر أهم مسببات نجاحها في توصيل الخدمة المرجوة منها للمجتمع. هو تخصص معروف وله نظرياته وأسسه العلمية المبنية على أساس بناء قاعدة معلومات وأنظمة تطبيقية ونماذج حاسوبية ترتبط بنظامي المعلومات الجغرافية GIS وGPS والأنظمة المساعدة لاتخاذ القرارات التخطيطية لأنسب المواقع. وهو عادة يكون مبنياً على أساس دراسة لكثافة السكان والمسافات بينهم وموقع المطار.
وبالنظر إلى توزيع مواقع المطارات الحالية لمدننا نجد أن المسؤولين عن توزيعها وتوقيعها لا يعبأون بهذه الأساسيات ولا يحترمون دور التخطيط للمواقع. وبذلك فإن مواقع المطارات الحالية مثل مطار الملك خالد والملك فهد لا تخدم إلا أحياء معينة في شمال ووسط المدينة بينما يضطر بقية سكان الأحياء الأخرى إلى القيادة مسافات طويلة ومزعجة للوصول إلى المطار. ولذلك يبقى اختيار مواقع هذه المطارات أهم عوامل تحديد كفاءة وضمان توزيع المسافات والمشاوير بالتساوي بين السكان لضمان القرب وسرعة الوصول إليها. كما أن اختيار مواقع المطارات يجب أن يتم على أساس تقليل مواقع المسافات بين مناطق السكان. والمقصود بذلك هو عملية تقريب الخدمة من المستهلك. فالدراسات السكانية قد تحدد مواقع الكثافات السكانية في المدينة لكل شريحة من الأعمار وتحاول أن توفر الخدمات المناسبة لها بحيث تكون في منطقه أو مناطق قريبة من تمركز مستخدميها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي