ترجيح تأثر الأسعار النفطية بإنتاج البنزين ومخزونه
في الوقت الذي تراجع فيه دور العامل السياسي بسبب إطلاق سراح البحارة البريطانيين الذين كانت تحتجزهم إيران أواخر الأسبوع الماضي، يعود الاهتمام إلى بعض أساسيات السوق خاصة وضع إنتاج ومخزون البنزين الذي يكتسب أهمية بسبب تراجع إنتاجه مع قدوم فصل الصيف، ولأن الأرقام تنبئ عن تراجع في حجم مخزونه، في الوقت الذي تعطي فيه منظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) أشارات على عزمها الاستمرار في معدلاتها الإنتاجية الحالية.
الأسواق العالمية ستظل مغلقة اليوم متابعة للإغلاق الذي كانت عليه يوم الجمعة وذلك بسبب عطلة عيد الفصح الممتدة، وبالتالي لن يكون هناك متابعة لتحركات الأسعار.
وسجل سعر برميل النفط تراجعا يوم الخميس بسبب إطلاق سراح البحارة البريطانيين، الأمر الذي أدى إلى عكس الاتجاه التصاعدي للأسعار والخوف أن تؤدي المواجهة مع إيران وهي رابع منتج للنفط في العالم إلى تأثيرات سلبية على وضع الإمدادات التي تعاني من بعض الصعوبات. وبلغ سعر البرميل في لندن يوم الإثنين الماضي أعلى قمة له عندما تجاوز 68 دولارا للبرميل، بما يزيد على ما شهدته سوق نيويورك.
ومن ناحية أخرى أعطت البيانات الخاصة بوضع المخزونات الأمريكية صورة تسهم في إبقاء السوق مشدودة خاصة فيما يتعلق بموقف البنزين، إذ سجلت المخزونات تراجعا في حجمها بلغ خمسة ملايين برميل، وهو ما يزيد كثيرا على ما كانت تتوقعه السوق، التي بنت حساباتها على مستوى السحب في الأسبوع الأسبق نفسه وهو 300 ألف برميل فقط، ولهذا جاء الرقم بشكل يقارب الصدمة، ويضع حجم المخزون المتوافر في حدود 205.2 مليون برميل، وهذا هو الأسبوع الثامن على التوالي الذي تشهد فيه مخزونات البنزين الأمريكية تراجعا، وهو ما يعيد التركيز على وضع المصافي، طاقتها وقدرتها على تلبية احتياجات السوق، الأمر الذي سيظل عنصر اهتمام خلال فترة الأسابيع القليلة المقبلة.
ومع أن واردات السوق الأمريكية من النفط الخام سجلت زيادة بلغت 613 ألف برميل يوميا إلى 10.2 مليون، إلا أنه لم تتم ترجمة هذه الزيادة في شكل تدفق أكبر للمنتجات المكررة. فإنتاج المصافي حقق تراجعا بلغ 115 ألفا في اليوم إلى 14.8 مليون برميل يوميا، كما أنها ظلت تعمل بطاقة 87 في المائة فقط وهو المعدل نفسه الذي ظلت عليه منذ الأسبوع الأسبق. وسجل إنتاج البنزين تراجعا إلى 8.8 مليون برميل يوميا، بينما المقطرات حققت زيادة طفيفة في إنتاجها إلى 4.1 مليون.
وبالنسبة لأنواع المخزونات الأخرى، فإن الخام حقق زيادة 4.3 مليون برميل إلى 332.7 مليون برميل، بينما المقطرات حافظت على معدل مخزونها في حدود 118 مليون برميل، علما أن فصل الشتاء انتهى رسميا، الأمر الذي يعني قلة الطلب على هذا النوع. أما المخزون من الغاز الطبيعي فحقق زيادة بلغت 586 مليار قدم ليصبح إجمالي الموجود في المخزونات 1.56 تريليون قدم مكعب، وهو ما يتجاوز معدل خمس سنوات.
وضع المخزونات خاصة البنزين وعدم قيام المصافي بضخ كميات أكبر من الإمدادات من المنتجات المكررة يبدو أنه سيكون الدافع القوي للأسعار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تصريحات بعض الوزراء في منظمة أوبك بأنهم لا يرون دافعا لتغيير معدلات الإنتاج الحالية، وهو ما يعزز من الإحساس بوجود شح في الإمدادات يمكن أن ينعكس على الأسعار.