إرشاد بيطري في حفر الباطن

كان معظم السكان في شبه الجزيرة العربية يشتغلون بالزراعة والرعي وتربية الماشية بالإضافة إلى صيد الأسماك والغوص لاستخراج اللؤلؤ من أعماق البحار لأولئك السكان المجاورين للسواحل. واستمر بعض الأحفاد في هذا الاهتمام. وبعد أن منّ الله على هذه البلاد بالخيرات بعد عام 1973م تبنت الحكومة السعودية عدداً من السياسات لدعم وتطوير القطاعات الإنتاجية المختلفة ومنها القطاع الزراعي الذي يشمل الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية والأسماك وذلك باتباع سياسات الإقراض ودعم مدخلات ومخرجات الإنتاج الزراعي وتقديم الخدمات الإرشادية، وتنوعت مع ذلك المجالات المتعددة المتصلة بالقطاع الزراعي كمدخلات ومخرجات وتوطن أبناء الريف والهجر والقرى الساحلية. و صاحب هذا التطور انتشار أصناف جديدة من النباتات والحيوانات وتوافرت أنظمة إنتاجية اقتصادية، كما طفت على السطح أمراض لم تكن موجودة. وفي الوقت نفسه توافر كم هائل من المعلومات لها علاقة سواء بأنظمة الإنتاج الزراعي أو مدخلاته، أو أمراض النباتات والحيوانات مما يعني أهمية متابعة كل ما هو جديد للمساهمة في خفض تكاليف الإنتاج وتحقيق عوائد مجزية. ومن هنا تبرز الحاجة إلى الإرشاد في المجال الزراعي بأوجهه المختلفة ( الزراعي، السمكي، البيطري) الذي أصبح مطلبا للعاملين في هذا المجال، ومع توسع مجالات البحث العلمي التطبيقي فالمعلومات الإيجابية متوافرة لدى جهات عدة مثل مراكز البحوث الزراعية والسمكية التابعة لوزارة الزراعة، الجامعات داخل المملكة وخارجها، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كبار المزارعين والشركات المرتبطة بالقطاع الزراعي، إلا أنه يبقى دور الإرشاد كحلقة وصل لنقل هذه المعلومات بأسلوب مبسط للمزارعين ومربي الماشية عبر قنوات الاتصال المختلفة. وتختلف هذه القنوات إما عن طريق لقاءات توعوية أو مهرجانات ومسابقات تنافسية أو حقول إرشادية أو نشرات توعوية أو حملات إرشادية تجوب مناطق تجمعات مربي الماشية والرعاة ، وفي الآونة الأخيرة ومع التغير الإيجابي في أنشطة الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة تنوعت قنوات اتصال الإرشاد الزراعي والبيطري والسمكي التي تنتهجها الوزارة مع المستفيدين من هذا النشاط وجاءت متزامنة مع التغير الإيجابي في نوعية الاتصال بالمستهدفين، ولعل حملة الإرشاد البيطري التي دشنتها وزارة الزراعة بالتعاون شركة أراسكو مطلع هذا الأسبوع وصاحبها تحريك سيارة إرشاد وعيادة بيطرية متنقلتين لتقديم خدمات لمربي الماشية في موقع إقامة الحملة أحد تلك الجهود التوعوية ، ولعل ما يميز توقيت إقامة هذه الحملة تزامنها مع قرب إطلالة استراتيجية الأعلاف التي أعدتها الوزارة بالتعاون مع عدة جهات مختلفة سواء في القطاع العام أو الخاص وهي حاليا في طور الاعتماد من قبل ولاة الأمر ومن أهم ركائزها تقليل الاعتماد على استهلاك الشعير لكونه مدخلا غير اقتصادي بالنسبة لمربي الماشية لأن نحو 30 في المائة من هذا العنصر يخرج كما كان دون أي هضم بالإضافة إلى ذلك الشعير لا يحتوي على المكونات الرئيسية المطلوبة لعملية التغذية المتكاملة للحيوان، كما تعمل الاستراتيجية على تشجيع تقديم عليقة مثلى للماشية تساهم في تقليل التكاليف الإنتاجية، والمحافظة على صحة الحيوان ووقايته من الأمراض، وبالتالي زيادة إنتاجية الوحدة المنتجة من الماشية. وتتمنى نافذة زراعية التوفيق والنجاح لمثل هذه الحملات الإرشادية وتتطلع إلى أن يتم التركيز على كيفية إقناع مربي الماشية بأهداف هذه الحملات.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي