توقعات بارتفاع سهم "هوراي " الصينية 45 % خلال العام الجاري

توقعات بارتفاع سهم "هوراي " الصينية 45 % خلال العام الجاري

[email protected]

على الرغم من هبوط بورصة "شنغهاي" الصينية في شباط (فبراير) وتسببها في هبوط بورصات العالم بعد أن بثت الخوف في قلوب المُستثمرين جراء هذا الهبوط غير المُبرر، إلا أنها عادت وارتفعت وحققت أرقاما قياسية لم يُحققها المؤشر وكذلك تعافى معظم البورصات العالمية، كل هذا ثقة بقدرة الشركات الصينية والاقتصاد الصيني على تحقيق المزيد من النجاحات، لذا فإن المُستثمر الفطن الذي يضع عينيه على شركة صينية تعمل في نشاط مميز، وأحد هذه النشاطات نشاط خدمات الاتصالات حيث يشهد إقبالا متزايدا من قبل الصينيين المُنفتحين حديثا على التكنولوجيا وخدمات الاتصال، والهاتف المُتنقل الجوال أحد هذه الخدمات التي تشهد وستشهد إقبالاً أكبر في الفترة المقبلة خاصة من شريحة الشباب.
عندما نتحدث عن الصين والاستثمار فيها تذكر دائما الكثافة السُكانية الكبيرة والقوة الاستهلاكية التي يسعى قطاع المصارف والحكومة الصينية على تنميتها وزيادتها لتأتي منها أرباح الشركات. قطاع الاتصالات وخدماته يعتبر سوقا واسعة وضخمة في الصين حيث بلغت 465 مليون مشترك في خدمات الهاتف النقال (الجوال) في نهاية عام 2006، لذا اخترت اليوم الحديث عن شركة صينية اسمها Hurray! Holding Co وتعمل في قطاع البرامج وخدماتها وهي تُركز أعمالها في مجال بيع المُحتوى الرقمي من خلال تقديمه إلى مُستخدمي الهاتف المُتنقل، والمُحتوى الذي أقصده هو نغمات الجوال وتحميل الصور في الجوال مع تقديمها خدمات ترفيهية مثل ألعاب الهاتف الجوال وتكوينها مُجتمعات افتراضية من خلال المُشتركين.

نظرة عامة
الشركة يتم تداولها في بورصة ناسداك بالرمز HRAY وتم طرحها للاكتتاب العام في شباط (فبراير) من عام 2005 وهي موجودة في جزيرة Cayman، وتُقدم الشركة خدماتها من خلال شركتي اتصالات صينيتين تقدمان خدمة الهاتف النقال وهما China Mobile وChina Unicom، فعند طلب عميل خدمة من خدمات شركة Hurray، ولنفرض أنه طلب تحميل صورة أو لعبة على جهازه الجوال فإن قيمة هذه الخدمة يُسجلها مزود الخدمة على فاتورة العميل ويقتطع منها جزءا له مقابل تمريره هذه الخدمة ويُرسل الباقي إلى حساب شركة Hurray وبذلك يتولد للشركة دخل قوي من تزايد عدد المُشتركين في الهاتف المُتنقل لدى هذين المزودين.

مصادر الدخل
حسب آخر بيانات مالية أصدرتها الشركة فإن المبيعات تأتي من أربعة مصادر أولها من الخدمات المُقدمة لأصحاب الهاتف النقال الذي يعمل بتقنية الجيل الثاني 2G ويُشكلون 46 في المائة من مبيعات عام 2006. ومن هذه الخدمات الخاصة بهم خدمات الرسائل القصيرة SMS وخدمة الرد الصوتي التفاعلي IVR والنغمات، وأما 42.7 في المائة من المبيعات فتأتي من مُستخدمي الجيل الثاني المُطور 2.5G وهي الخدمات التي تعتمد على "الواب" WAP لتقدم خدمات بتقنية "الجافا" JAVA وتقدم خدمة الرسائل للوسائط المُتعددة MMS، أما 8.8 في المائة من المبيعات فيتم تحصيلها من تحميل الموسيقى المُسجلة ويتبقى 2 في المائة من المبيعات تأتي من خدمات البرامج وتكامل الأنظمة التي تقوم بها الشركة لصالح شركات أخرى، وعند حلول النصف الثاني من العام الحالي 2007 ستبدأ الصين تشغيل خدمات الجيل الثالث، مما سيُعطي شركة Hurray فرصة أكبر لتحقيق الكثير من الدخل كون تقنية الجيل الثالث تحتوي خدمات أسرع وأفضل.

استراتيجية الشركة
استراتيجية الشركة هي أن تُصبح الرائدة في تقديم المحتوى الرقمي والترفيه من خلال الهاتف النقال في الصين وهي كذلك في الوقت الحالي، وهذا أتى من خلال استحواذها على عدد من الشركات من ضمنها شركة صينية تقوم بتطوير وبرمجة الألعاب على الهاتف النقال، كما تصل الشركة إلى المُشتركين من خلال التفاعل معهم من خلال جهاز الهاتف نفسه أو من خلال مواقع خاصة بها على شبكة الإنترنت ومن خلال بائعي الهواتف ومعارضهم المُختلفة، ولذا فإن الشركة تُصنف من حيث نشاطها على أنها من شركات تقديم الخدمات ذات القيمة المضافة لمشتركي الهاتف المُتنقل، وهي بذلك تشهد منافسة قوية ومُباشرة مع شركة SINA الصينية التي تملك أكبر بوابة صينية على شبكة الإنترنت وستتجه نحو هذا النوع من الخدمات بقوة خلال العام الحالي (تحدثنا عن شركة SINA في تقرير مفصل قبل أسبوعين)، ومع تشغيل خدمات الجيل الثالث فإن شركة Hurray ستتجه إلى خدمة البث التلفزيوني وتقديم نفسها كقناة صالحة للدعاية والإعلان.

مؤشرات مالية
سنتناول قوائم الشركة الخاصة بعام 2006، حيث سجلت الشركة مبيعات بلغت 70.1 مليون دولار مُسجلة ارتفاعا بمقدار 12.6 في المائة على مبيعات العام الذي قبله، كما سجلت الشركة دخلاً مقداره 5.8 مليون دولار ولكنه منخفض عن العام الذي قبله بمقدار 71.1 في المائة، بالنسبة لربحية الشركة نجد أن نسبة صافي ربحية الشركة هو 9.1 في المائة وهو متميز كثيراً عن نسبة صافي نمو الربحية لبقية الشركات العاملة في القطاع نفسه والمُقدر بـ - 11.7 في المائة، ولا توجد ديون على الشركة علماً بأن السيولة الجارية Current Ratio المتوافرة لدى الشركة تستطيع تغطية أي ديون عليها في حالة وجودها مستقبلا بمقدار 6.9 مرة في حال طلب التسديد الفوري للفوائد، أما نسبة العائد إلى حقوق ملكية المُستثمرين ROE فهو 4.8 في المائة وهو أقل من العائد الذي تمنحه البنوك على إيداع الودائع وقُدرة الشركة على الاستفادة من مبيعاتها في تغطية قيمة الأصول Asset Turnover بمقدار 0.5، وكما هو معروف فإن المخزون يُعتبر أحد أهم الأمور المُكلفة على الشركات ودوران المخزون لدى الشركة Inventory Turnover يصل إلى 146.9 مرة وهو معدل ممتاز وعال، كما أن مُكرر ربحية الشركة الحالي هو 19.2 ويتوقع أن يصل نهاية عام 2007 إلى 16 مرة.

مؤشرات فنية
أغلق سهم شركة Hurray يوم الجمعة الماضي عند سعر 5.14 دولار والسهم منذ بداية العام الحالي 2007، وهو يشهد هبوطاً منذ أن كان سعره ثمانية دولارات وحتى وصل إلى 4.85 دولار في بداية الشهر الحالي آذار (مارس) أي عند مستوى قريب من أقل سعر له منذ 52 أسبوعا وهو 4.7 دولار ويشهد السهم تقلبات قوية في حركته بين فترة وأخرى ومن المُتوقع أن يستقر سهم الشركة عند سعر قريب من 4.7 دولار قبل أن يُعاود الصعود حيث يُشكل ثباته عند سعر 4.7 دولار شكلاً فنياً هو القاع المزدوج Double Bottom.
يُعاني السهم من وجوده تحت متوسطات الحركة وهو وضع فني غير مُحبذ وغير صحي للسهم حيث إن متوسط الحركة لـ 50 يوما يقع عند مستوى 5.54 دولار وهذا يعتبر مستوى مقاومة وأيضاً يوجد متوسط حركة 200 يوم عند مستوى 6.02 دولار والمتوسطات قصيرة الحركة وأقصد 10 و20 يوما هي أيضاً مستويات مقاومة تقع عند مستوى 5.15 و5.13 دولار، ومن الناحية الفنية ننصح بانتظار السهم حتى نراه استقر فوق مستوى 4.7 دولار ولم ينزل أسفل منه، عندها يُمكن الدخول وشراء السهم بهدف استثماري وهو وصوله إلى سعر 7.5 دولار.

أحدث الأخبار
في السابع من آذار (مارس) الحالي أعلنت الشركة عن نتائجها المالية للربع الرابع من عام 2006 وقد حققت مبيعات في الربع الرابع مقدارها 17 مليون دولار مرتفعة بذلك 6.3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ويتوافر لدى الشركة سيولة نقدية مقدارها 74.6 مليون دولار وليس عليها أي ديون مُستحقة، أما على مستوى العام كاملاً فكانت مبيعاتها 70 مليون دولار مرتفعة بذلك 10.7 في المائة وصافي الدخل هو 5.8 مليون دولار أي 0.26 سنت لكل سهم مقارنة بدخل مقداره 18.6 مليون في عام 2005 وعائد على السهم هو 0.87 سنت لكل سهم، وترى الشركة أنها في الربع الأول من العام الحالي 2007 ستُحقق مبيعات تراوح بين 15 و16 مليون دولار.

متفرقات
خلال الفترة الماضية لم يقم أحد من المُستثمرين المُطلعين Insider بأي عملية على الأسهم التي يملكها لا بيعاً ولا شراءً، ومن المخاطر التي تواجهها الشركة هي أن شركة الاتصالات China Mobile التي تعتمد عليها شركة Hurray في تحقيق 56 في المائة من مبيعاتها ستقوم بتقديم خدمات Hurray نفسها إلى مشتركيها بشكل مستقل مما يعني حدوث تناقص في مبيعات Hurray، وهذا أحد مخاطر الاستثمار في الشركة، وهنا ننوه إلى أن وصفة النجاح في مجال الشركة وهي أن الخدمات ذات القيمة المُضافة للهاتف المُتنقل تعتمد على عوامل منها تغطية الشبكات التي تتعامل معها الشركة وقوة المنافسة، ومن هنا فإن إحدى الشبكات التي تعتمد عليها الشركة هي من خلال شركة الاتصالات ومزود الخدمة الذي ذكرته أعلاه وهي شركة China Unicom التي عانت من تقلص حصتها في سوق الاتصالات، وهذا قد يُقلل من حصة شركة Hurray بالضرورة.

الخلاصة
شركة Hurray تعمل في مجال خدمات القيمة المُضافة للهاتف المُتنقل وهو ما يُعرف اختصاراً بـ WVAS وتُعتبر الشركة الرائدة في مجالها في الصين. الصين التي لديها حتى نهاية عام 2006 ما يُقارب 465 مليون مشترك في خدمات الهاتف النقال (الجوال) ستتضاعف خلال الفترة المقبلة، كما ستقوم الصين بتشغيل خدمات الجيل الثالث 3G في النصف الثاني من العالم الحالي مما سيفتح مجالا أكبر لشركة Hurray لتقوم بتقديم خدمات أسرع وأفضل ويسمح لها بدخول خدمة البث التلفزيوني ونقل الدعاية التجارية إلى المشتركين معها، الشركة ارتفعت مبيعاتها ولكن أرباحها تقلصت مع ذلك فإن نموذجها التجاري الذي تقوم عليه الشركة واستراتيجيتها سيسمح لها بتحقيق مبيعات أكثر والدخل سينمو ولكنه حسب تقديرات الشركة لا يصل إلى حجم النمو الذي حققته في عام 2005.
عدد المُحللين المُعتبرين الذين يراقبون أخبار الشركة وتطورات أحداثها هم تسعة مُحللين منهم ثمانية ينصحون بشراء سهم شركة Hurray وواحد منهم فقط ينصح من يمتلكون السهم بالاحتفاظ به ولا يوجد مُحلل واحد ينصح ببيع سهم الشركة، والسعر المُتوقع أن يصل إليه السهم حسب رأي المُحللين الماليين هو ما بين 8 و9.5 دولار ومكرر الربحية الحالي هو 19.20 مرة.

الأكثر قراءة