تحسُّن لافت في أداء الصناديق السعودية للأسهم العالمية الأسبوع الماضي
صعدت أسواق الأسهم العالمية في الأسبوع الماضي، والقوة الدافعة والمُحركة لهذا الصعود هي أسواق الأسهم الأمريكية والصينية التي حققت رقماً قياسياً جديداً. أسواق الأسهم الأمريكية، كما ذكرنا في التقارير السابقة، ذات تأثير قوي في أسواق الأسهم الأوروبية واليابانية بشكل كبير، وبالتحديد الشركات التي تعتمد على التصدير منها. والصناديق السعودية للأسهم العالمية تأثرت بشكل إيجابي، وتحديداً صناديق الأسهم الأمريكية والأوروبية، كما توقعنا في التقرير الماضي. ونركز هنا على الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية التي نجحت في التخفيف من خسائرها، ولولا تباطؤ تقدم البورصة الهندية قليلا لكنا قد رأينا الصناديق السعودية تعافت أكثر.
صناديق الأسهم الأمريكية
تفاعلت أسواق الأسهم الأمريكية بشكل قوي مع نتائج اجتماع البنك المركزي الأمريكي عندما قرر تثبيت سعر الفائدة عند سعر 5.25 في المائة، وهذا أعطى انطباعاً بأن البنك المركزي قلق من احتمال ركود الاقتصاد ومن ضعف نموه لذلك لم يلجأ إلى استخدام رفع الفائدة لمكافحة التضخم الذي يُقلقه. وهنا فهم المُستثمرون أمرين أن التضخم ما زال في نطاق مقبول، وأن البنك المركزي قد يلجأ إلى خفض الفائدة في المرات القادمة حتى لا يؤثر في نمو الاقتصاد ويُحفزه. من هنا رأينا ارتفاع الأسواق الذي سانده ارتفاع أسعار النفط بسبب ضعف في المخزون الأمريكي وبعض الأحداث السياسية مما أدى إلى ارتفاع أسهم شركات النفط، ورأينا مؤشر S&P 500 الذي تهتم به الصناديق السعودية يُحلق عالياً ويرتفع.
الصناديق السعودية للأسهم العالمية تفاعلت بشكل مرض مع ارتفاع الأسواق الأمريكية كلها دون استثناء وسمحت للخاسر منها بتقليص خسائره. والملاحظ أن محفظة بنك الرياض للأسهم الأمريكية تحتل الصدارة ضمن هذه الفئة حيث حققت أرباحاً بنسبة 3.63 في المائة منذ بداية العام الحالي يليها صندوق الأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأمريكية مُحققاً ربحاً بنسبة 2.3 في المائة ثم دخل صندوق البنك السعودي للاستثمار دائرة الضوء، ويكون ثالث صندوق من حيث الأداء ضمن هذه الفئة محتلاًَ موقع صندوق البنك العربي حيث حصل صندوق السعودي للاستثمار، على ربح بنسبة 2.12 في المائة منذ بداية العام الحالي.
صناديق الأسهم الأوروبية
أسواق الأسهم الأوروبية تأثرت بشكل قوي بأداء مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية وطريقة تفاعلها مع قرار البنك المركزي حيث ارتفعت جميع المؤشرات وبذلك يكون مؤشر داكس الألماني مرتفعاً منذ بداية العام بنسبة 4.58 في المائة ومؤشر فوتسي 100 البريطاني وكاك الفرنسي بنسبتي 1.91 و1.68 في المائة على التوالي، صحيح أن حادثة خطف الجنود البريطانيين من قبل إيران كان ستُحدث بعض القلق ولكنها تجاوزته وبقي التفكير في ارتفاع أسعار النفط هو الهاجس.
الصناديق السعودية للأسهم الأوروبية أبلت بلاءً حسناً وكنا قد كتبنا في الأسبوع الماضي أنها ستقدم أداء جيداً متأثرة بصفقات الاندماج التي أُعلن عنها في الأسبوع قبل الماضي، يبدو أن "الصندوق الأوروبي" من البنك السعودي الفرنسي قد فعلها هذه المرة وتجاوز جميع الصناديق السعودية ضمن هذه الفئة مُحققاً أرباحاً بنسبة 5.6 في المائة منذ بداية العام الحالي متفوقاً بذلك على الجميع ومتفوقاً على نفسه مقارنة بأدائه في الشهور السابقة حيث كان يراوح مكانه، وقد ترك صندوق الفرنسي المرتبتين الثانية والثالثة ليتنافس فيها صندوقا الرياض والأهلي للمُتاجرة بالأسهم الأوروبية حيث إنهما متنافسان تقليديان في فئة من صناديق الاستثمار العالمية حيث حقق كل منهما أرباحاً بنسبة 4.04 و3.76 في المائة على التوالي منذ بداية العام.
صناديق الأسهم اليابانية
على الرغم من أن مؤشر الأسهم اليابانية نيكاي 225 اختطف عناوين الأخبار أكثر من مرة إلا أنه لا يزال يتحرك في نطاقات ضيقة ويراوح مكانه خلال الفترة الأخيرة، وما أن تجمع الصناديق أرباحها إلا وتخسرها وهكذا هي في أخذ وردّ، نجح مؤشر نيكاي في اقتناص 1.48 في المائة من الأرباح منذ بداية العام الحالي. أما الصناديق السعودية للأسهم اليابانية فإن أداءها معقول مقارنة بمؤشر نيكاي. صندوقا بنكي الرياض والهولندي كانا يتصدران قائمة الصناديق ومازالا حتى إن أرباح البنك السعودي الهولندي وصلت في شباط (فبراير) إلى 6.81 في المائة، ولكنها تراجعت حتى هذا التقرير من شهر آذار (مارس) فوصلت إلى 3.51 في المائة يليها صندوق الرياض للأسهم اليابانية بأربحا نسبتها 2.1 في المائة. جدير بالذكر أن أرباح صندوق ساب للأسهم اليابانية تراجعت من 5.26 في شباط (فبراير) إلى 1.11 في المائة فقط.
صناديق أسهم الصين والهند
أسواق الأسهم الصينية ارتفعت هي الأخرى بشكل قوي وحققت رقماً قياسياً جديداً لم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا على الرغم من تسببها في هبوط البورصات العالمية في شباط (فبراير) الماضي حيث أصبحت بورصة "شينجهاي" الصينية مرتفعة منذ بداية العام بنسبة 14.91 في المائة حتى إغلاق الأسبوع الماضي. أما البورصة الهندية فقد انخفضت منذ بداية العام الحالي بنسبة 3.63 في المائة علماً بأنها قد حققت أرباحاً وأرقاماً قياسية خلال هذا العام.
الصناديق السعودية للأسهم الصينية والهندية نجحت في تقليص خسائرها بشكل ممتاز وأتوقع أن المُشتركين فيها قد فرحوا لهذه الأخبار. ويبدو أن صندوق ساب للأسهم الصينية والهندية سينجح قريباً في محو خسائره وليدخل إلى المنطقة الخضراء وهي منطقة الصناديق الرابحة حيث أصبحت خسائره حتى الآن هي بنسبة 1.27 في المائة علماً بأنه قد حقق أرباحاً بنسبة 7.01 في المائة نهاية كانون الثاني (يناير)، يليه صندوق أسهم الصين والهند من مصرف الراجحي الذي تقلصت خسائره حتى 3.53 في المائة. وأما صندوق "ازدهار للفرص الصينية" من "سامبا" فنجح في تقليص خسائره بشكل كبير والتي وصلت في شباط (فبراير) إلى 8.74 في المائة وفي آذار (مارس) تجاوزت 11 في المائة وتقلصت حتى تاريخ هذا التقرير إلى خسائر بنسبة 7.34 في المائة.