رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


خطة حائل في نسختها الثالثة

المتابع لأنشطة القطاع الزراعي خلال هذه الفترة يلحظ اللقاءات والمهرجانات المتنوعة في عدة مناطق من المملكة ولعل آخرها بالأمس اللقاء الزراعي الأول لتبادل الخبرات المنعقد في مدينة الرياض، وحظي بحضور متميز وتفاعل من الحضور بشرائحهم المختلفة في المجتمع الزراعي. واليوم ملتقى الخطة الزراعي في حائل في نسخته الثالثة تحت رعاية سمو أمير منطقة حائل وبتمويل كامل وللعام الثالث على التوالي من المواطن علي الجميعة. وتأتي مثل هذه اللقاءات متزامنة مع النقلة النوعية في القطاع الزراعي التي تنتهجها وزارة الزراعة بفتح قنوات اتصال مع العاملين في هذا القطاع والتي صاحبت النقلة النوعية في استخدام التقنية التي توطنت في القطاع الزراعي وتولدت معها الخبرات الوطنية وتراكمت. وفي اعتقادي كل تلك الأنشطة العامل الرئيسي المحرك لها هو العنصر البشري، وهذا العنصر المتميز سواء بفكره أو رأسماله أو كليهما معا يساعد على وضع الخطط الإنتاجية والتسويقية، والتعريف بالمنطقة ومنتجاتها الزراعية، كما يسهم في دفع عجلة الاستثمار وإيجاد الأثر الفاعل في تحفيز عملية الاستثمار في الأنشطة الزراعية المختلفة باستخدام التقانات الحديثة.
ومن المؤمل أن تسهم مثل هذه اللقاءات على اختلاف مستوياتها وتنوعها في خلق نوع من الثقافة التعاونية، ومن هنا يبرز دور هذه اللقاءات في إيجاد حراك دوري للخبرات الزراعية والإسهام في التقاء المزارعين والمسؤولين في القطاع الزراعي بشقيه العام والخاص، وأن تسهم مثل هذه التجمعات في غرس جذور الرغبة في العمل التعاوني لدى المزارعين للتوسع في قيام جمعيات تعاونية زراعية. واستمرار مثل هذه التظاهرات بشكل دوري يخلق قنوات تواصل متعددة مع المزارعين والمستثمرين الزراعيين في جوانب هذا القطاع المختلفة وقبلها الجهات الحكومية ذات العلاقة بهذا القطاع، ورغم أهميتها فإنه يبقى الأهم كيفية الاستفادة منها وتطبيقها على الواقع، مما يعني أهمية أن تتماشى مثل هذه الأنشطة مع متطلبات الفترة الحالية للقطاع الزراعي المتطور.
وملتقى الخطة الثالث الذي يقام سنويا بين سهول وتلال ريف الخطة الحالمة في منطقة حائل الخير ويصاحبه معرض زراعي أسهم في إيجاد مزيد من الخبرة لدى القائمين عليه من العامين الماضيين، ولاستكمال حلقات نجاح ملتقى الخطة "بمشيئة الله" لا بد من تكثيف مشاركة بعض المزارعين من أبناء المنطقة للتعرف على تطلعاتهم ومطالبهم ليسهموا بشكل فاعل في إثراء الملتقى بتجاربهم. وما يميز محاضراته هذا العام مشاركة مسؤولين عن مدينة حائل الاقتصادية، ومن المتوقع أن تكون المحاضرات في مجملها غنية بمحاور لها طابع اقتصادي، مما يعني أهمية تسخير مثل هذه الجوانب لكيفية الاستفادة من المقومات المتوافرة في منطقة حائل بوجه خاص ومناطق المملكة بوجه عام في إيجاد تصنيع غذائي متقدم يعتمد على مخرجات القطاع الزراعي من الإنتاج النباتي والحيواني والأسماك. وفي الختام تتمنى هذه النافذة النجاح والتوفيق للزملاء القائمين على الملتقى، وأن يتم تطبيق مخرجاته على أرض الواقع.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي