رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


التخطيط لمنع ظاهرة السرقات وبخاصة في الصيف المقبل

[email protected]

أخشى أن تكون ظاهرة سرقات السيارات والمنازل والممتلكات حقيقة مجبرين على التعايش معها، فهي معنا يومياَ وطوال العام ولكنها تكثر في أوقات الإجازات الفصلية والأعياد وأكثرها في الصيف. ويرجع سببها إلى ما سبق أن حذرنا منه بأن النمو الفاحش للمدن يساعد على تفشي الجريمة. لذلك فإن هذه الظاهرة جزء صغير من ضريبة أو مشكلات نمو المدن الأخرى مثل تفشي المخدرات والعصابات لدرجة قد تفقد رجال الأمن القدرة على السيطرة. وهي حقيقة أو ظاهرة لا ينكرها الجميع، سواء رجال الأمن والمسؤولون في السنوات الأخيرة لدرجة أن المواطن استسلم للأمر الواقع وكأنه شر لا بد منه. والإحصاءات الحالية ـ إن وجدت ـ فإنها ليست دقيقة أو صحيحة, فهي تمثل فقط الحالات التي يقوم أصحابها بالشكوى لدى إدارة الأمن العام والمرور. ولكنها لا تمثل الواقع, فالكثير من حالات السرقة لا يبلغ أصحابها الشرطة, لذلك فتلك الحالات لا توثق. فلو وثقت تلك الحالات لخرجنا بتصور واضح عن حجم المشكلة. وعلى الرغم من معاناة المواطنين خلال الأعوام السابقة وإصرارهم على إيجاد حلول للسيطرة على المجرمين، إلا أن السيطرة لم تتم بالشكل الذي نتطلع إليه, فالأمن العام غير قادر على مجابهة هؤلاء اللصوص وحده, كما أنه يحتاج إلى رفع كفاءة آليات البحث والتحري وعلم البحث الجنائي لمسرح الجريمة Forensic investigation, مثل إيجاد قاعدة معلومات للبصمات, والبصمات الوراثية DNA مربوطة بالسجل المدني. وهذا ضروري لملاحقة تطور فكر الإجرام وأيضا لردع اللصوص لمعرفتهم أنه سيتم تتبعهم بكشف البصمات المتضمنة تاريخا لكل مجرم، والعالم يتقدم في هذا المجال حيث تم أخيرا ربط أكثر من 50 ولاية في أمريكا بقاعدة معلومات مشتركة للبصمات والأحماض الوراثية, وفي هذا المجال نحتاج إلى التدريب الكافي وقاعدة معلومات للمقارنة، ونتطلع لمبادرة الأمن العام لوضع تلك القاعدة من المعلومات وربطها بالسجل المدني الذي هو أصلاَ موجود لدى وزارة الداخلية. من ناحية أخرى كمواطنين علينا أن نفكر في التعاون مع بعضنا للوقوف أمام هؤلاء اللصوص باتباع بعض الاحتياطات الوقائية التي كان من الأولى أن يقوم الأمن العام بتوعيتنا بها كاحتياطات أمنية. وتكثر تلك السرقات عادة في فصل الصيف وأثناء الإجازات. وبعضها مصدره بعض العمالة الأجنبية ولا أستثني بعض المعارف أو السائقين أو الخدم أو أصدقاء السوء. ولعلي هنا أحاول أن أدلي بدلوي لتوعية القراء بأهم الوسائل والاحتياطات التي قد تساعدنا على تجنب تلك الخسائر, وبخاصة أننا مقبلون على أكبر إجازة, هي إجازة الصيف, وأهم تلك الاحتياطات ما يلي:
1- الأجهزة الأمنية والكاميرات: توجد في الأسواق أنظمة إنذار ومنع للسرقات متعددة ولكن يجب الحرص على النوع الجيد منها ولو (غلا ثمنه). وقد تطورت هذه الأجهزة لدرجة أنه يمكن ربطها بشريحة في أجهزة الهاتف الجوال ليرن جوالك أينما كنت في العالم وينذرك بدخول أحد بيتك أو مكتبك. ولتستطيع بسرعة الاتصال بأحد أقاربك أو أصدقائك في الوطن أو المدينة التي يقع فيها منزلك لمراقبة الموضوع وتلافيه. وهي متعددة من أجهزة وأنظمة توضع على النوافذ والأبواب إلى أشعة الليزر الحساسة التي توضع على بداية ونهاية السور أو في الحديقة وتلتقط أي حركة لتشعل أجراس الإنذار والأنوار التي في حد ذاتها كافية لذعر وهروب اللصوص. ولخوفهم من فزعة الجيران (وما أقلها)، إلى كاميرات المراقبة وأجهزة الفيديو لتسجيل متوال للأحداث وتخزينها.
2- شركات الأمن: وهي كثيرة ويمكن الاستعانة بها خصوصا إذا كان هناك نوع من التعاون بين الجيران للمشاركة في التكلفة لحراسة الحي وبخاصة في إجازة الصيف. وطبعاً لا بد من التأكد من مصداقية الشركة.
3- عمل صندوق تعاوني بين الجيران في الحي الواحد بحيث تدفع كل عائلة مبلغاَ بسيطاَ ليقوم الجيران فيما بينهم بالاستعانة بأحد السكان أو الأقارب أو المتقاعدين الذين سيوجدون أثناء غياب الأكثرية مقابل مبلغ من كل بيت في حدود مائة أو ألف ريال من كل عائلة، وبذلك فإن المبلغ الذي سيجمع من مائة منزل سيصل إلى مائة ألف ريال شهرياَ أو مليون ومائتي ألف ريال سنويا وهو مبلغ كاف لشراء سيارات وعاملي أمن ليدوروا في الحي لمراقبته وإبلاغ السلطات. فإن ما سيسرق من المواطن الواحد قد يكون أضعاف ذلك بكثير غير ضياع الوقت للبحث عن بديل. وهي فكرة للمسؤولين لتدريب الشباب في الصيف وإشغالهم في مثل تلك الأعمال وتحت إشراف ومراقبة.
4- توظيف بعض كلاب الحراسة الشرسة وتربيتها.
5- التأمين ضد السرقة: وتختلف أنواع التأمين اليوم وهناك شركات تعج بها السوق من التأمين على المقتنيات الثمينة إلى السيارات والمباني وغيرها.
6- أجهزة الإيهام: وهي أجهزة توهم اللصوص بوجود أحد في المنزل. وهي عبارة عن جهاز مبرمج لإشعال بعض الأنوار الخارجية والداخلية وفق ساعات محددة يومياَ.
7- الاستعانة بقريب أو صديق أو شخص للعمل (خارج دوام) بحيث يمر دقائق في الصباح والمساء ليشعل بعض الأنوار ويعتني بالنباتات الداخلية والخارجية.
8- التأكد من إحكام إقفال المنزل، وبخاصة الأبواب الخارجية وأبواب الخدم والشبابيك, وأبواب وشبابيك السطوح. ووضع قضبان حديدية أسفل منزلقات أو مجاري شبابيك الألمنيوم لمنعها من الفتح. وإذا أمكن وضع سلاسل حديدية قابلة للقفل, وهي احتياطات رخيصة وتبقى للاستعمال مرات أخرى.
9- تخزين المقتنيات الثمينة، مثل المجوهرات وبعض الأجهزة الثمينة والسيارات بوضعها لدى الأقارب الذين لن يسافروا, أو في خزانة أحد البنوك وأيضا تخزين السيارات في المستودعات أو الاستراحات بمبلغ رمزي، أو في كراج خاص، لأن أقل ما يسرق من السيارة هو الكفرات بحديدها (الجنوط) وهي تكلف الآلاف.
10- الاحتياطات الصيفية: وهي احتياطات أمنية ليس من اللصوص وإنما لما قد يتعرض له المنزل من الخسائر وتشمل: إطفاء بعض عدادات الكهرباء مع الإبقاء على التيار للثلاجة و(الفريزر) إذا كان فيها مواد غذائية. إطفاء السخانات وقفل محابس المياه في دورات المياه والمغاسل وإذا أمكن محبس الخزان العلوي. إطفاء جميع مخارج الكهرباء للتلفزيون و(الرسيفر). ولا تنس أنك في حاجة إلى شخص للعناية بالحديقة والنباتات الداخلية والحيوانات الأليفة, وهي مهمة يمكن الاستعانة فيها بقريب أو صديق يمر ساعة كل ثلاثة أيام.
ولعل هذه الظاهرة تكون شاهداً على أننا إذا كنا عاجزين عن السيطرة عليها الآن، فماذا سيكون حالنا بعد التضخم الفاحش لمدننا, الذي قد يفقدنا السيطرة على الجريمة؟ كما أنه قد يؤدي إلى تفكك المجتمع وكثرة الفساد الاجتماعي وقلة فرص العيش وتفشي البطالة والجريمة إلى حدود لا تمكن رجال الأمن من السيطرة على مجريات الأمور، والأمثلة والتجارب على ذلك دولياً كثيرة.
إن هذه الأحداث لا تنتهي بهذه السهولة، فالنمو السكاني عادة تنمو معه نسب كبيرة من الأمور الشاذة اجتماعيا ونفسيا التي تؤدي إلى أمراض نفسية واجتماعية وشذوذ وهوس فكري. فلو انتهت أعمال السرقات والإرهاب التي نعيشها الآن فإنها جزء لا ينتهي هذه الأحداث الإرهابية المستقبلية والمافيا والجريمة المنظمة للسرقات والمخدرات والاختطافات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي