المحافظة على البيئة ترفع الاستهلاك على الغاز الطبيعي .. و5 استخدامات رئيسية

المحافظة على البيئة ترفع الاستهلاك على الغاز الطبيعي .. و5 استخدامات رئيسية

يعد الغاز الطبيعي أحد أهم مصادر الطاقة العالمية وجوداً في الأرض، إذ يشكل ما نسبته 42 في المائة من إجمالي الطاقة العالمية المستخدمة حالياً صاعداً من 19 في المائة عام 1980، بينما انخفض الاعتماد على النفط في توليد الطاقة العالمية من 46 في المائة عام 1980 إلى 37 في المائة عام 2006. وعليه، فإن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي قد تضاعف ما بين الفترتين 1980 و2005.
ويعتبر الغاز الطبيعي أيضاً إحدى أهم دعائم الصناعة الحديثة، سواء البتروكيماوية أو غيرها. ولما لهذه المادة الاستراتيجية من أهمية خاصة لكل دول العالم، فإن هذه الدول تقوم باستمرار بالبحث والتنقيب الدءوب لترفع احتياطاتها منه.
ويتكون الغاز الطبيعي بشكل رئيس من غاز الميثان، وهو أبسط الغازات الهيدروكربونية، حيث تقارب نسبة غاز الميثان في الغاز الطبيعي 90 في المائة. ويعرض الجدول رقم 1 أهم مكونات الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال LNG. ويبدو واضحاً من الجدول أن الغاز الطبيعي والموصل عبر شبكة من الأنابيب يختلف عن الغاز الطبيعي المسال بشكل بسيط بسبب احتوائه على غاز النيتروجين وغاز ثاني أوكسيد الكربون.
ويعتبر الغاز الطبيعي أحد أهم مصادر الطاقة النظيفة بيئياً لاحتوائه (طبعاً بعد معالجته) على كميات قليلة جداً من الكبريت، وخلوه تماماً من المواد العطرية والمواد غير المشبعة بصحة الإنسان وبيئته. وعادة ما يحتوي النفط أو زيت الوقود على كل هذه المواد المضرة. وتوجد ميزة أخرى للغاز الطبيعي على النفط والفحم الحجري، وهى قلة انبعاث مركبات الكربون لارتفاع نسبة الهيدروجين فيه مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى كالنفط والفحم الحجري. ويجب أن نتذكر أن هذه الانبعاثات الكربونية هي أحد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري والمسبب الرئيس لتغير المناخ العالمي. والجدير بالذكر أن هذه الظواهر باتت كوابيس تهدد العالم وتؤرقه. إذاً من شأن استعمال الغاز عوضاً عن النفط ومشتقاته كمولد للطاقة وللكهرباء أن يقلل انبعاث الملوثات البيئية بجميع أشكالها.
كل هذه الصفات والمميزات الرائعة للغاز أوعزت للدول المتقدمة صناعياً استبدال الغاز بالنفط في إنتاج الطاقة، مدفوعين بوعي بيئي كبير، وبناء عليه جرى استبدال الغاز بزيت الوقود (الذي عادة ما يحتوي على كميات كبيرة من الكبريت والمواد المضرة الأخرى) في الولايات المتحدة كمصدر رئيس لتوليد الطاقة الكهربائية.
والحقيقة أن استعمالات الغاز كمولد رئيس للطاقة في نمو مستمر، ومن أهم استعمالاته على الإطلاق، والنمو في استخدامه لتوليد الطاقة يقارب أكثر من نصف النمو في الطلب على الغاز الطبيعي بشكل عام. وتجدر الإشارة إلى أن النمو الكبير في الطلب على الغاز لتوليد الطاقة هو أمر غير مستغرب وذلك أيضاً لأسعاره التنافسية مقارنة بالنفط، وكذلك لأنه أنظف من النفط خاصة في موضوع الكبريت والانبعاثات الكربونية.
وكما يعرض الجدول رقم 1، فإن كل قدم مكعب من الغاز الطبيعي يحتوي على ما يقارب ألف وحدة حرارية. أما بالنسبة للغاز وأنواعه، فيوجد الغاز في باطن الأرض بشكلين أساسيين هما: غاز غير مصاحب وغاز مصاحب.
والغاز المصاحب هو الغاز الذي يتكون في حقول النفط، بحيث يوجد الغاز والنفط معاً. والجدير بالذكر أن 66 في المائة من الغاز في المملكة العربية السعودية مصاحب، وأن ثلث غاز المملكة الكلي يستخرج من حقل الغوار. أما بالنسبة للولايات المتحدة (أكبر مستهلك للغاز في العالم حيث استهلكت عام 2005 ما قيمته 23 في المائة من إجمالي الاستهلاك العالمي)، فقد شكل الغاز المصاحب ما قيمته 14 في المائة من إجمالي الغاز الأمريكي عام 2004م.
وأما الغاز غير المصاحب فيكون وحده ولا يوجد مع كميات كبيرة من النفط. ويوجد هذا النوع من الغاز بكثرة في روسيا وإيران وقطر.
أما أهم استعمالات الغاز فتنقسم إلى ستة أقسام رئيسية، هي:
* توليد الطاقة (ومنها الطاقة الكهربائية).
* لقيم للصناعات المختلفة، خاصة البتروكيماوية والكيماوية.
* الاستعمالات المنزلية والخدماتية (كغاز الطهي والتدفئة).
* استعمالاته في مصانع تحويل الغاز إلى سوائل GTL، ومن ثم استخدامه كوقود لوسائل النقل.
* إعادة حقنه في حقول النفط لتحسين إنتاجها.
* استخدامه في الصناعات المختلفة كصناعة الألمونيوم والأسمنت.
الاستهلاك العالمي للغاز الطبيعي في ازدياد مستمر، ومن المتوقع أن يستمر النمو في استهلاك الغاز بنسبة 2 في المائة حتى عام 2030م. طبعاً نسبة النمو هذه انخفضت عما كانت عليه في الفترة من 1980 إلى 2004، حيث كانت الزيادة في الطلب على الغاز تنمو سنوياً بنسبة 2.6 في المائة.
ويمكن القول إن نسبة تنامي الطلب العالمي على الغاز تساوي ثلاثة أضعاف تنامي الطلب على النفط وضعف نمو الطلب على الفحم الحجري. ويظل الشرق الأوسط صاحب أكبر نمو في الطلب على الغاز الطبيعي، مدفوعاً بنمو صناعاته البتروكيماوية، حيث يستخدم الغاز لقيما للصناعات البتروكيماوية المختلفة مثل صناعة الأسمدة والميثانول وغيره، وأيضاً بنمو طلبه على الطاقة، حيث يستخدم الغاز أيضاً كمولد رئيس للطاقة خاصةً في ظل الغياب الكامل لاستخدام أي طاقة بديلة كالطاقة النووية السلمية.
وكما يعرض الجدول رقم 2، فإن كل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية تحتلان أماكن متقدمة في تنامي طلبهم على الغاز. ويكفي أن نعلم أن استهلاك العالم للغاز في توليد الطاقة كان يقارب 500 مليار متر مكعب عام 1990، وتضاعف هذا الاستهلاك عام 2000 ليصل إلى ألف مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن يصل عام 2010 إلى 1300 مليار متر مكعب.
وتشير كل الدراسات والتوقعات إلى أن الشرق الأوسط المتعطش دائماً للطاقة والماء (يجب ملاحظة أن محطات التحلية المنتشرة في العديد من دول الخليج تتطلب كميات هائلة من الطاقة الحرارية)، سيكون أحد السباقين في نمو الطلب على الغاز لتوليد جزء من طاقته. وأما كمية استخدامه في الصناعة فهي منذ 1990 وإلى عام 2010 من المتوقع ألا تتعدى ألف مليار متر مكعب.

[email protected]

الأكثر قراءة