الاتحاد العربي للحديد والصلب يناقش جدوى إقامة مصانع عربية للسيارات
يناقش مؤتمر الاتحاد العربي للحديد والصلب لأول مرة في جلساته التي انطلقت أمس في مسقط، العلاقة بين صناعة الصلب وصناعة السيارات وإمكان استخدام منتجات الصلب في تصنيع السيارة من خلال إنتاج منتجات تصلح للاستخدام في إنتاج السيارات والجدوى من إقامة صناعة للسيارة في العالم العربي باعتباره أكبر المستهلكين للسيارات.
كما يبحث المؤتمر واقع صناعة الحديد والصلب والطاقات الإنتاجية المتاحة في العالم العربي ولاسيما منطقة الخليج باعتبارها تشكل منطقة النمو الأسرع في هذه الصناعة بما فيها من عوامل مساعدة ومزايا استثمارية، علاوة على التعرف على التكنولوجيات المتطورة في صناعة الحديد والصلب وما وصلت إليه هذه الصناعة على المستوى العالمي.
وأكد صالح الجبر رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للحديد والصلب، أن انعقاد مؤتمر الحديد والصلب والذي سيستمر لمدة يومين يتزامن مع النمو الذي تشهده المنطقة في جميع المجالات، مشيرا إلى أن منطقة الخليج تشهد نموا يتراوح من 5 إلى 6 في المائة. وقال إن انتشار مصانع الحديد في المنطقة يعتبر الرافد الاستراتيجي لمواكبة النمو الحاصل حاليا والمتوقع خلال الفترة المقبلة، ودلل على ذلك بزيادة عدد المصانع وكميات الإنتاج حيث بلغت الطاقة الإنتاجية الحالية لدول الخليج نحو عشرة ملايين طن تقريبا، ويتوقع أن تصل هذه الطاقات إلى 17 مليون طن خلال الفترة ما بين عامي 2008 و2009 أي بزيادة تصل إلى سبعة ملايين طن تقريبا.
وأوضح الجبر، أن الزيادة في الطاقات الإنتاجية تشكل واحدة من أعلى الزيادات التي تم تحقيقها ليس فقط على المستوى العربي وإنما على المستوى العالمي، حيث تشير التقديرات الأولية للاتحاد العربي للحديد والصلب إلى أن إجمالي الطاقات الإنتاجية في العالم العربي ستصل في عام 2010 إلى 35.5 مليون طن، مقابل 25 مليون طن في عام 2007 وهذا يعني أن أكثر من نصف الطاقات الإنتاجية الجديدة ستأتي من دول الخليج.
من جانبه، أكد محمد الحارثي وزير النقل والاتصالات العماني أن مصانع إنتاج الحديد والصلب التي ستقام في عمان خلال الفترة المقبلة سيكون لها أثر إيجابي في خفض أسعار الصناعات الحديدية نظرا للاعتماد الكبير على المنتجات المحلية في تصنيع قضبان الحديد المسلح والهياكل الإنشائية الحديدية وغيرها من المنتجات الأخرى ذات الصلة. وقال إن إنشاء مجمعات للصناعات الحديدية سيعمل أيضا على توفير فرص عمل عديدة ومتنوعة للمواطنين، مشيرا إلى أن أسعار شحن الحديد الخام ارتفعت إلى أكثر من ثلاثة أضعاف خلال الفترة من عام 2003.
وأوضح المسؤول أنه انطلاقا من ذلك فقد بدأت عمان قبل نحو خمسة أعوام مسيرتها باتجاه التنمية الصناعية الثقيلة في مجالات مختلفة منها صناعات الحديد والألمنيوم، مشيرا إلى أنه بالرغم من محدودية المخزونات من الغاز الطبيعي، إلا أن عمان تنعم بموقع استراتيجي يؤمن للمصدرين شحن منتجاتهم إلى الأسواق الاستهلاكية في مختلف مناطق العالم بأسعار معقولة، كما يتوافر للمستثمرين خيارات مختلفة بالنسبة لمصادر الطاقة المطلوبة لمشاريعهم، مؤكدا أن عمان تسعى إلى تطوير وتوسيع البنية الأساسية اللازمة لاستقطاب مثل هذه الصناعات ومنها ميناء صحار الصناعي.
من جهته، أكد محمد العيد الأشقر أمين عام الاتحاد العربي للحديد والصلب أنه بالرغم من أن الأسواق العربية لا تزال تعتبر مستوردا صافيا لمنتجات الصلب، إلا أنه يوجد أكثر من 70 شركة تعمل في مجال إنتاج الحديد والصلب في العالم العربي، كما أن هناك أكثر من 80 مشروعا منها أكثر من 20 مشروعا ستدخل مرحلة التنفيذ العام الحالي ومعظمها سيجد طريقه إلى الدخول في مرحلة الإنتـاج خلال السنوات الخمس المقبلة، ما سينجم عنه بعد استكمالها مضاعفة الطاقة الإنتاجية خلال أقل من عشر سنوات مقبلة.
يذكر أن عدد الأعضاء في الاتحاد العربي وصل حتى الآن إلى 85 شركة من مختلف الدول العربية بطاقة إنتاجية وصلت في عام 2006 إلى 21 مليون طن من الحديد والصلب وهي تمثل أقل من 2 في المائة من الإنتاج العالمي الذي تجاوز في عام 2006 نحو المليار طن.