رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


حراك الخبرات الزراعية

بدأ النشاط الزراعي في المملكة بطرق بدائية باستخدام الحيوانات التي كانت عاملا مساعدا في ذلك النشاط وكانت الوسائل الفاعلة لإتمام عمليات المدخلات والمخرجات، وكانت البدائية سائدة في جميع مجالات القطاع الزراعي رغم محدوديته، إلا أن ما يميز تلك الفترة هو الجماعية في أدق وأكبر عملية، مما زرع هذا التفاعل المستمد من الشريعة ثقافة تعاونية متميزة أضحت من الواجب على الأفراد، وكانت هناك مبادرات بعرض التجارب الفردية وتناقلها بين المزارعين بشكل تلقائي بغرض الاستفادة منها وليس للتباهي، وكانت هناك قناعة تامة بالعمل الجماعي وكان القلة هم من يعمل بشكل انفرادي إلا أن الحال تغير مع التغيرات التي حدثت في المجتمع السعودي نتيجة للتغيرات الاقتصادية في منتصف السبعينيات الميلادية من القرن الماضي، ورغم ما تحقق من منجزات تنموية في القطاع الزراعي التي أحدثت معها نقلة نوعية مثل جودة المنتجات الزراعية سواء النباتية أو الحيوانية، والتركيز على الاستفادة المثلى من الميزات النسبية للموارد الطبيعية والبشرية في هذا القطاع مما حقق نموا سنويا متزايدا بلغ معدله 11 في المائة عام 2005م، وأدى إلى تحقيق مساهمة إيجابية في الناتج المحلي قدرها أكثر من 38 مليارا العام نفسه. وتعددت معها المنجزات التنموية في هذا القطاع وصاحبتها نقلة نوعية في استخدام التقنية التي توطنت في القطاع الزراعي وتولدت معها الخبرات الوطنية وتراكمت فانقادت الشركات والمؤسسات الزراعية الكبرى في هذا القطاع للخبرات المحلية على عكس بعض القطاعات الإنتاجية الأخرى، إلا أن الثقافة التعاونية وللأسف اضمحلت وتغلب العمل الفردي ولم يكن هناك حراك للخبرات الزراعية، ومن هنا يبرز دور لقاء تبادل الخبرات الزراعية الأول الذي نظمته وزارة الزراعة في نسخته الأولى الأحد الماضي ولا أرغب في كيل المديح والتوسع في الحديث عن هذا الحدث كيلا أتهم بالتحيز، إلا أن أهميته تكمن في إيجاد حراك دوري للخبرات الزراعية وأن يسهم في التقاء المزارعين قبل خبراتهم وأتمنى أن يسهم مثل هذا التجمع في غرس جذور للرغبة في العمل التعاوني لدى المزارعين للتوسع في قيام جمعيات تعاونية زراعية، ومن المؤمل أن يضيف هذا اللقاء لبنة إلى المبادرات التي تتم في هذا القطاع بقيادة وزير الزراعة الذي عمل لخلق قنوات تواصل متعددة مع المزارعين والمستثمرين الزراعيين في جوانب هذا القطاع المختلفة وقبلها الجهات الحكومية ذات العلاقة بالقطاع الزراعي ولا أدل من الحضور الكثيف لهذا اللقاء. وتتمنى "نافذة زراعية" النجاح لكل اللقاءات الهادفة لتبادل المعلومة والمعرفة وخاصة التي تحظى بوجود مزارعون من مناطق المملكة المختلفة.
والله ولي التوفيق.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي