دبي: الغاضبون يكبدون سهم "إعمار" أكبر خسارة في تاريخه
رد المساهمون الغاضبون من قرارات الجمعية العمومية لشركة "إعمار" العقارية البارحة الأولى، بالتخلص من كميات كبيرة من سهم "إعمار" وجميع الأسهم التي في حوزتهم, وسجل سهم "إعمار" أكبر نسبة تراجع في تاريخه 5.1 في المائة بعدما تعرض منذ اللحظة الأولي لافتتاح جلسة تعاملات سوق دبي أمس لعمليات بيع مكثفة قادت السوق ككل إلي انحدار سريع امتد إلى سوق أبو ظبي لتخسر الأسهم الإماراتية قرابة عشرة مليارات درهم من قيمتها السوقية في يوم واحد.
وارتفعت أحجام التداولات بسبب البيع المكثف لتصل قيمتها إلي 1.4 مليار درهم منها 1.2 مليارا لسوق دبي استحوذ منها سهم "إعمار" بمفرده على 63 في المائة حيث بلغت قيمة تعاملاته 756.7 مليون درهم من تداول 63 مليون سهم غالبيتها عمليات بيع عشوائية بدافع الغضب والاستياء من قرارات عمومية "إعمار".
وقال لـ " الاقتصادية " وسطاء في سوق دبي إن نصف الساعة الأولى قبل بدء التداول والمخصصة لتلقي أوامر البيع والشراء شهدت عروض بيع غير مسبوقة لسهم "إعمار" جاءت كرد فعل من المساهمين الغاضبين على قرارات الجمعية العمومية لشركة "إعمار" وتمسك رئيس مجلس الإدارة بموقفه بعدم توزيع أكثر من 20 في المائة أرباحاً نقدية.
وتلقت مكاتب الوساطة في سوقي دبي وأبو ظبي عروض بيع للسهم بأسعار متدنية للغاية بأقل من 12 درهما حيث افتتح السهم جلسة التعاملات عند سعر 11.90 درهم مقارنة بسعر إغلاق الأحد 12.70 درهم بأقل 80 فلسا وهو ما أعطى رسالة للمتعاملين بأن السهم في طريقه للانحدار.
ووفقا لمحمد علي ياسين المحلل المالي والعضو المنتدب لشركة الإمارات التجارية للأسهم والسندات، فإن نصف الساعة الأولى من بدء التداول شهدت عروض بيع لسهم "إعمار" بشكل مكثف وبأسعار غير متوقعة وكان ذلك طبيعيا ومتوقعا من جانب المساهمين المستاءين من قرارات الجمعية العمومية بعدما جرى تجاهل مطالبهم ومقترحاتهم كافة.
وكانت الجمعية العمومية لـ"إعمار" البارحة الأولى قد شهدت مشادات ومجادلات بين محمد العبار رئيس مجلس الإدارة والمساهمين الذين رفضوا اقتراحه بتوزيع أرباح نقدية فقط بنسبة 20 في المائة وأضطر العبار بعد انسحاب المساهمين المحتجين على قراره باللجوء إلى التصويت الذي جاء لصالحه بسبب تصويت ممثل حكومة دبي التي تمتلك 33 في المائة من رأسمال الشركة و61 في المائة من الكتلة التصويتية التي ظلت حاضرة في الاجتماع والتي بلغت نسبتها 68 في المائة.
وأثر تراجع سهم "إعمار" على بقية الأسهم المتداولة حيث سجلت أسعار 15 شركة في سوق دبي تراجعا مقابل ارتفاع أسعار خمس شركات فقط وهبط المؤشر العام للسوق بنسبة 1.9 في المائة , وكان أكثر الأسهم تأثرا بتراجع "إعمار" سهم سوق دبي المالي الذي هبط بنسبة 3.2 في المائة رغم أنه تصدر قائمة الأسهم الأكثر تداولا ونشاطا من حيث حجم الأسهم المتداولة 76.2 مليون سهم.
وعلى حد قول ياسين فإن المستثمرين الغاضبين اضطروا إلي تسييل الأسهم التي بحوزتهم كافة وليس سهم "إعمار" فقط خصوصا الذين كانوا يعولون على توزيعات نقدية جيدة تساعدهم على سداد التزاماتهم تجاه البنوك التي اقترضوا منها ولم يكن أمامهم سوى الإقدام على التسييل بأية أسعار.
وفي المقابل كانت هناك عمليات شراء من قبل محافظ استثمارية مؤسساتية لم تنته بعد من عمليات تجميع من سهم "إعمار" كانت قد بدأتها منذ أكثر من شهر ووجدتها فرصة لالتقاط السهم من الغاضبين بسعر غير متوقع خصوصا أن هذه المحافظ على ثقة بأن السهم سيسجل قفزات سعرية في الفترة المقبلة بعد تحرره من ضغوط البيع ومع إعلان نتائج الربع الأول من العام الجاري مطلع الشهر المقبل والتي يتوقع أن تكون أفضل من مثيلاتها العام الماضي.
ونصح ياسين صغار المستثمرين بعدم البيع في الفترة الحالية على اعتبار أن البيع العشوائي بدافع الغضب والاستياء على قرارات الجمعية العمومية يعطي فرصة للمحافظ الاستثمارية والمضاربين لجمع سهم "إعمار" وغيره من الأسهم التي تهبط بتأثير من تراجع "إعمار" بأسعار قياسية. وأضاف أن السهم سيظل يتعرض لضغوط لفترة قصيرة يتوقف بعدها ثم يعاود التحسن بدفع من أخبار إيجابية في مقدمتها تسريبات نتائج الربع الأول لشركة "إعمار" والتي يتوقع أن تكون جيدة للغاية.
وتحفظ ياسين على طريقة إدارة الجمعية العمومية، مضيفا أن الطريقة التي تجاهل بها رئيس مجلس الإدارة آراء ومقترحات المساهمين تعطي رسالة بأن المساهم في الشركة مهمش وليس له دوره ولا يؤخذ برأيه في الشركة التي اعتمدت عليه في تغطية زيادة رأسمالها كما أن الاستناد دوما إلي حصة الحكومة المرتفعة في رأسمال الشركة لا يبرر الانفراد باتخاذ القرارات دون مراعاة حقوق ومطالب ورغبات المساهمين الأفراد.
وامتد تأثير التراجع الذي تسبب فيه سهم "إعمار" إلى سوق أبوظبي التي تأثرت هي الأخرى بعمليات تسييل لأسهمها, وهبط مؤشرها بنسبة كبيرة أيضا بلغت 1.4 في المائة وبتداولات قيمتها 211.1 مليون درهم حيث سجلت أسعار 26 شركة هبوطا مقابل ارتفاع أسعار ثماني شركات فقط وسجل سهم الأسمنت الأبيض أعلى نسبة هبوط 8.6 في المائة.