توقعات بدعم المؤشرات الاقتصادية الإيجابية للأسهم الأمريكية

توقعات بدعم المؤشرات الاقتصادية الإيجابية للأسهم الأمريكية

[email protected]

بدأت أسواق الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي وفي نفوس المتداولين بقية من الخوف الذي تلبسّهم بعد هبوط البورصات العالمية، ويبدو أن التصريحات المطمئنة وعودة أسواق الأسهم الآسيوية للارتفاع شجعا المتداولين على أن يُقبلوا على شراء الأسهم فارتفعت الأسهم منذ الثلاثاء الماضي، وكان جلياً وواضحاً أن المتعاملين في السوق راقبوا كل مؤشر اقتصادي صدرت بياناته وخصوصاً تلك التي لها علاقة بالركود الاقتصادي حتى يعرفوا مدى دقة توقع محافظ البنك المركزي السابق "آلن جرينسبان"، الذي قال إن هناك علامات يراها هو وتدل على أن الركود الاقتصادي سيزداد خلال العام الجاري.
أحد أهم البيانات الاقتصادية التي صدرت هي عدد الوظائف الجديدة لشباط (فبراير) فوصلت إلى 97 ألف وظيفة جديدة وهي قريبة جداً من الرقم المُتوقع وهو 100 ألف وظيفة والتوقيت الذي أُعلن فيه يدعو للتفاؤل بصدور رقم أقل من المُتوقع، ذلك أن أي رقم عند 50 ألف وظيفة سيُعطي مؤشرا على وجود ركود ويؤكد المخاوف التي أثارها محافظ البنك المركزي الأمريكي السابق، وبعد إعلان عدد الوظائف بدأ الاهتمام يتحول نحو التضخم وحقيقة حجمه، وهكذا هو حال أسواق الأسهم تبحث دائما عن المخاوف وقت الأزمات وتبحث عن المُحفزات وقت تزايد التفاؤل مما يؤكد فكرة أن المُحرك الأساسي لأسواق الأسهم هو نفسية المتعاملين بغض النظر عن إيجابية أو سلبية الأخبار.
بنظرة سريعة إلى المؤشرات الرئيسية نجد أن مؤشر داو جونز أغلق عند 12276.30 نقطة أي أنه ارتفع بمقدار 1.9 في المائة من المستوى الهابط الذي وصل إليه في الخامس من آذار (مارس) وكان عند 12050.41 نقطة، أما مؤشر ناسداك فقد ارتفع بنسبة 2 في المائة ومؤشر S&P 500 ارتفع بنسبة 2.1 في المائة من أدنى نقطة وصل إليها بعد الهبوط.

الأسبوع الحالي
سيتركز اهتمام المتداولين هذا الأسبوع بنتائج أرباح شركات الوساطة وبأخبار الأسواق الناشئة والآسيوية وكذلك أسواق النفط، وهنا أذكر بكلمات قالها محافظ البنك المركزي الحالي السيد "بين برنانكي" التي بين فيها أن الحكم على الاقتصاد من خلال مؤشرات التضخم التقليدية غير دقيق، حيث إن مقاييس هذا الوقت اختلفت وما حدث في الأسواق الناشئة يدعو إلى قياس الشأن الاقتصادي بأخذ التغيرات في الأسواق الناشئة بعين الاعتبار ومحاولة ابتكار طرق ومؤشرات تقيس هذه التأثيرات وعرض أمثلة عدة يطول شرحها، ولكنه بينّ أن البنك المركزي لديه مقاييسه التي يقيس بها آخذاً في الاعتبار التغيرات التي تحدث عنها.
من شركات الوساطة التي ستُعلن نتائجها "جولدن ساش" وذلك يوم الثلاثاء حيث يُتوقع أن ينمو دخله بنسبة 3.5 في المائة في الربع الرابع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ومعه سيُعلن "ليمان بروذر" في اليوم التالي وهو الأربعاء ويُتوقع أن يرتفع نموه بنسبة 6.5 في المائة في الربع الرابع.
سيكون التركيز على مؤشرات التضخم هذا الأسبوع التي سيصدر منها مؤشر أسعار المُستهلكين CPI ومؤشر أسعار المُنتجين PPI والتي يُتوقع ارتفاعها كما هو مُبين في الجدول، وهذا بدوره إذا تحقق سيُثير المخاوف بشأن التضخم ولكنه لا يزال في نطاق المعدل العام المقبول. وهنا أذكر تصريح محافظ البنك المركزي لولاية شيكاغو الأربعاء الماضي حيث قال إنه من المُبكر القول إن التضخم غير مقلق، وذلك خلال زيارته إلى آسيا ولكنه أكد أن الاقتصاد الأمريكي صلب وهنا يجب التنبه إلى أسلوب إلقاء التصريحات حيث فيه الدواء والداء معاً وفيها ما يُفرح وما يُقلق في الوقت نفسه لخلق توازنات نفسية، ولكنه أفضل على أي حال من المسؤولين الذين يُطبقون على شفاههم وغير شفافين حتى في أصعب وأحرج أوقات السوق مُتبعين المثل المصري الشهير "لسانك حصانك إن صنته صانك".

التحليل الفني
هذه المرة سأستخدم الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart وأترك للقارئ المهتم بالتحليل الفني دراسة الرسم البياني اليومي Daily Chart مع التنبه للفجوة التي تكونت جراء البورصات الآسيوية، الرسم البياني الأسبوعي سيُعطينا مجالا أوسع لمًُناقشة الصورة بشكل أعمّ وأشمل، ومن الرسم المرفق نجد أن مؤشر ناسداك يسير منذ مُنتصف تموز (يوليو) عام 2004 في قناة صاعدة، وفي كل مرة يُلامس فيها الحد العلوي للقناة الصاعدة يعود ويهبط ليُلامس بعدها بفترة الحد السفلي للقناة الصاعدة، وهذا الرسم عرضته قبل ثلاثة أسابيع تقريبا وبينت أنه من الصعب على "ناسداك" أن يرتفع ويتجاوز الحد العلوي للقناة الصاعدة عند مستوى 2500 نقطة مما يعني أنها كانت نقطة خروج من السوق قبل أن يحدث هبوط البورصات العالمية الذي لم يكن في الحسبان، مع التأكيد أن أي فترة جني أرباح تنتظر صدور خبر سيئ يُعطيها العذر لتبدأ حفلة جني الأرباح.
حسنا من الواضح جداً أننا مُتجهون لأسفل على مراحل وجميع المُحللين مهما اختلفت مدارسهم الفكرية يقولون إننا لم نصل إلى القاع بعد ولا يمكن تحديده، إذا في هذه الحالة يجب أن نُحدد مستويات الدعم التي يُمكن أن تحتضن المؤشر وتأخذ بيده أثناء الهبوط، ومن الرسم يتضح أن مستوى 2350 نقطة تقريباً هو مستوى الدعم الذي تمكن من احتضان مؤشر ناسداك في الأسبوع الماضي، يليه متوسط 200 يوم عند 2300 نقطة، عندها سيتوقف لفترة وقد لا يهتم ويهبط كما حصل في منتصف نيسان (أبريل) من العام الماضي.
التركيز سيكون على مستوى الدعم عند 2200 نقطة الذي نتجه نحوه في أغلب الظن، وفي ظل الظروف الحالية والجو النفسي العام لأسواق العالم والوضع السياسي الُمختنق فإن نقطة 2200 قد تكون هي النقطة الآمنة للدخول من جديد في السوق حيث مع مُضي الأيام سيمتد خط الحد السفلي للقناة الصاعدة ليصل إلى مستوى قريب من 2200 نقطة.

التحليل الفني لمؤشر ناسداك – الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart

هل الهبوط فرصة؟
الإجابة عن هذا السؤال ليست واحدة بل تختلف باختلاف المتداول ولكن في ظل غياب مُحفزات التفاؤل وتنامي علامات القلق فإن النصيحة الأمثل هي أن يبتعد المتاجر بالأسهم الذي لا يُتقن فنون المتاجرة بالأسهم بشكل محترف، أما المُستثمر فعليه أن يحتفظ بأسهمه التي أوصى بها المُحللون مع مراقبة أخبارها ومتابعتها متابعة لصيقة، هذا لا يمنع وجود فرص تختلف من سهم لآخر وستأتي فترات تسمح للمُضارب بالكرّ والفرّ وأدعو هنا إلى استخدام ابسط طريقة وهي تقاطع المتوسطات العشرة والعشرين كإشارة لشراء سهم أو بيعه لمن يعرف استخدامها، لذا يُمكن اعتبار هبوط السوق فرصة لمن يجد في نفسه الكفاءة والمهارة.

الأكثر قراءة