رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


أمانة مدينة الرياض والتطور الحضاري

[email protected]

لا شك أن أمانات المدن في جميع دول العالم تمثل المحرك الرئيسي لصناعة وجه تلك المدن، وعند الحديث عن مدن معينة حول العالم من ناحية التنظيم والتطوير فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو قيادة تلك المدينة والجهة المسؤولة عن تنظيمها. وهذا الحديث يشمل حسن إدارة تلك المدن من عدمه من حيث التنظيم الإداري والمعماري وزيادة العمل التجاري والمبادرات المرتبطة بالجذب السياحي وغيرها مما يضاف إلى تلك المدينة.
هذه المقدمة البسيطة هي للحديث عن الجهود الكبيرة التي تبذلها أمانة مدينة الرياض في سبيل الارتقاء بعاصمة العرب وعاصمة الاقتصاد وهو ما يدعمه بشكل لا محدود الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير الرياض ومحبها. ولفت انتباهي كثيرا التطور الذي تشهده الأمانة من ناحية التواصل مع المواطنين، بخلاف ما نشهده من تغييرات على مستوى الأنظمة التي تسهم في تطور الرياض الجديد ولعل أهمها في الفترة الأخيرة قرار الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، إطلاق الارتفاعات في منطقة الشريط التجاري في العاصمة (المحصور بين طريق الملك فهد وشارع العليا) وكذلك في طريق الملك فهد، ومضاعفة الارتفاعات على الشريط الشرقي من شارع العليا لتعطي بعدا معماريا وتجاريا جديدا للعاصمة. إضافة إلى ذلك فإن مبادرة الشارع الذكي لشارع الأمير محمد بن عبد العزيز (التحلية) لإدخال مفهوم الشارع الذكي والمناطق الذكية، يعتبر خطوة في طريق الوصول إلى مثال المدن الذكية، ولا شك أن هذا التوجه المستقبلي الاستراتيجي والإجراءات التنفيذية لبلورة تلك المبادرة وتفعيل مفهوم الشوارع والمناطق الذكية، تعتبر نقطة مهمة في زيادة تفاعل المجتمع مع التقنية وخصوصا الإنترنت.
وخلال الأيام الماضية لفت انتباهي برنامج "الاتصال المباشر بين المواطن والمسؤول" الذي أعلنت عنه أمانة مدينة الرياض والمتمثل في قيام رؤساء البلديات الفرعية ومديرو العموم التابعون لأمانة مدينة الرياض بتخصيص ساعة أسبوعية لاستقبال مكالمات المواطنين من خلال الهاتف المخصص لوحدة طوارئ الأمانة (940). وهذه المبادرة غير المسبوقة هي محل تقدير المتابعين، حيث يقوم مدير الإدارة المعنية باستقبال المكالمات الهاتفية بما يتعلق بمهام إدارته، كما سيتم التواصل مع المواطنين الذين تم استقبال مكالماتهم لإفادتهم بما تم حيال طلباتهم الهاتفية بعد اتخاذ اللازم حيالها.
وحدثني أحد الأصدقاء أنه كان يسير بسيارته في شارع العليا العام، وأراد أن يختبر أمانة مدينة الرياض (على حد زعمه) في تطبيق ما أعلنت عنه، فقام بالاتصال بالرقم 940 وقام بإبلاغهم بوجود حفرة وهبوط في الشارع. الصديق يؤكد أنه مر في المكان نفسه بعد يومين فقط ليجد مشكلة ذلك الهبوط قد حلت. وهذا هو الأمل الذي يحدو سكان العاصمة في أن تكون مدينتهم تزداد بهاء ونضارة من خلال التفاعل مع ملاحظاتهم واقتراحاتهم. وهو الأمل نفسه الذي يحدو أصحاب الأعمال في أن تكون مدينتهم مثالا للتطور التجاري والاستثماري وأرضا خصبة لتوليد فرص الاستثمار الجديدة خصوصا وهي تمثل الثقل المهم في العمل التجاري في السعودية قاطبة.
ختاما، فإن الدور الأهم الآن، هو علينا نحن سكان العاصمة في دعم توجه الأمانة والاستفادة من هذا النمط الإداري المبتكر، بأن نسهم في جمال ورقي مدينتنا من خلال التواصل مع الأمانة في جميع ما من شأنه الإسهام في حل المشكلات التي نراها بين أروقة هذه المدينة الرائعة. فما علينا سوى الاتصال على الرقم المعلن والإبلاغ عن أي مخالفات أو ملاحظات نعتقد أنها تؤثر في سير الأمور اليومية لسكان العاصمة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي