تصريحات جرينسبان حول ركود الاقتصاد الأمريكي تهبط بالأسواق العالمية

[email protected]

تأثرت الأسواق هذا الأسبوع بتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق آلان جرينسبان بشأن ركود اقتصادي محتمل للاقتصاد الأمريكي. ونتيجة لذلك تأثرت جميع الأسواق الأمريكية والأوروبية والآسيوية على حد سواء.

الولايات المتحدة الأمريكية
انخفض مؤشر ثقة المستهلكين لجامعة ميتشجان خلال شهر شباط (فبراير) إلى 91.3 من معدله البالغ 96.9 خلال شهر كانون الثاني (يناير) الماضي وهو المعدل الأقل خلال سنتين، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة. وكانت التوقعات تشير إلى انخفاض المؤشر إلى معدل 93.5 نقطة، الأمر الذي أدى إلى تجاوز قراءة المؤشر لهذا الشهر لتوقعات المحللين. ورغم ذلك تظل المؤشرات الكلية للاقتصاد فيما يتعلق بالنمو والتوظف جيدة مما يقلل من القلق بشأن هذا الانخفاض. وقد يكون لتراكم فواتير الائتمان بعد إجازة أعياد الميلاد أثر في تحديد قراءة المؤشر لهذا الشهر. حيث يبدأ المستهلكون خلال هذه الفترة مراجعة فواتير مشترياتهم خلال إجازة أعياد الميلاد مما يتوقع أن يكون له تأثير في مؤشر الثقة لديهم.
ومن ناحية أخرى، انخفض مؤشر جامعة ميتشجان لتوقعات المستهلكين، والذي ينظر إليه على أنه مقياس للإنفاق المستقبلي، إلى 81.5 في شهر شباط (فبراير) من مستواه البالغ 87.6 في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي. كذلك انخفض مقياس الظروف الحالية للاقتصاد والذي يعكس انطباعات الأمريكيين عن الوضع المالي وما إذا كان الوقت مناسباً لشراء السلع ذات التكلفة العالية Big-Ticket Items إلى 106.7 من معدله البالغ 111.3 في شهر كانون الثاني (يناير).
من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المبيعات لكبرى محال التجزئة ارتفاعاً خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في شهر شباط (فبراير). ومع ذلك وبالنظر إلى نتائج مؤشر ثقة المستهلكين المشار إليها، يتوقع أن تبدأ هذه المبيعات في الانخفاض خلال الفترة المقبلة، حيث ينجح المستهلكون في هذه الفترة، وكما أشرت سابقاً إلى تركيز إنفاقهم على سداد قيمة المشتريات عن الفترة المقبلة ما كان له دور في رفع نتائج مبيعات التجزئة.
وكان بيرنانكي قد أشار في وقت سابق إلى أن الاقتصاد سيبدأ في الانتعاش بشكل تدريجي مع انتعاش قطاع الإسكان الذي يعاني ركوداً بسبب إحجام الأمريكيين عن الشراء في هذا الوقت خاصة، وذلك لارتفاع أسعار الفائدة. وكانت تكهنات بدأت تتداول في أوساط المحللين والمستثمرين عما إذا كان ذلك سيؤدي إلى ركود اقتصادي خلال الفترة المقبلة وذلك بالنظر إلى الهبوط الذي تشهده أسواق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوعين الأخيرين، الأمر الذي نفاه محافظ البنك المركزي لسانت لويس ويليام بول، حيث أشار إلى أن هذا الانخفاض غير مبرر، ومن غير المتوقع أن يكون مؤشراً على ركود اقتصاد مقبل. وكانت تصريحات آلان جرينسبان بشأن إمكانية حدوث ركود اقتصادي أمريكي خلال الفترة المقبلة قد أدت إلى مخاوف كبيرة في أوساط المستثمرين في أنحاء العالم كافة، مما يتوقع معه أنها أسهمت في دفع الأسواق للهبوط. وكان الهبوط في الأسواق الأمريكية والذي يقاس عادة بالهبوط في S&P 500 قد بلغ 3 في المائة خلال الأسبوع الماضي مدفوعاً بظهور بيانات عن ازدياد مخاطر قروض الإسكان.

اليابان
انخفضت الأسهم اليابانية خلال هذا الأسبوع متأثرة بعمليات البيع في الأسواق الأمريكية والمتعلقة بشأن القلق المشار إليه حول احتمالات ركود اقتصادي خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يؤثر بشكل مباشر في مبيعات الشركات اليابانية التي تصدر نسبة كبيرة من إنتاجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وكان مؤشر نيكاي قد أغلق يوم الجمعة على انخفاض بمعدل 235.58 نقطة. وكان المؤشر قد افتتح الأسبوع على 18219.75 نقطة وأغلق على 17217.93 بانخفاض قدره 100 نقطة تقريباً خلال أسبوع واحد وهو المعدل الأسوأ خلال ثمانية أشهر. وجاء هذا الانخفاض نتيجة طبيعية حيث يرغب المستثمرون جني الأرباح ببيع ما تحتويه محافظهم الاستثمارية قبل أن يكون الوقت متأخراً.

الصين
بدأت أسواق الأسهم الصينية هذا الأسبوع بتراجع حاد نتيجة للتخوف من ركود الاقتصاد الأمريكي، حيث انخفض مؤشر شانغهاي وشينزين SHSE-SZSE300 INDEX من معدل 2679.265 نقطة عند بداية تعاملات الأسبوع إلى 2508.73 نقطة عند إقفال يوم الجمعة. بدأ المؤشر بالارتداد خلال يوم الجمعة على أثر تقارير عن أن الانخفاض الحادث غير مبرر ومبالغ فيه، مما زاد من عمليات الشراء مرة أخرى.
وتظهر مؤشرات الاقتصاد الصيني علامات جيدة على انتعاش اقتصادي ونمو يتوقع أن يبلغ 10.7 في المائة هذا العام. وبسبب اعتماد الصادرات الصينية بشكل كبير على السوق الأمريكية فإن أية تأثيرات سلبية على الاقتصاد الأمريكي سوف تؤثر بشكل سريع في اقتصاد الصين. وهذا يدعو المسؤولين الصينيين حالياً للعمل على تخفيف العجز التجاري مع الولايات المتحدة عن طريق زيادة قيمة اليوان لتفادي أية إجراءات عقابية قد تتخذها الولايات المتحدة حيالها.

أوروبا
انخفضت أيضاً الأسواق الأوروبية لأسوأ معدلاتها بسبب تراجع معدلات الاقتراض الصيني وتزايد القلق بشأن الاقتصاد الأمريكي. حيث بلغ تراجع مؤشر DJ STOXX 50 والمقيم باليورو من معدله في بداية الأسبوع البالغ 3818.89 نقطة ليقفل عند 3614.01 نقطة. وكان محللون استثماريون قد أوصوا المستثمرين بالتحول من الأسهم إلى السندات خلال الفترة الحالية مما أدى إلى تعميق عملية الانخفاض. وباستثناء مؤشر فوتسي الذي أغلق على ارتفاع طفيف في نهاية تداولات الأسبوع، أغلقت الأسواق الأوروبية الرئيسية على انخفاض متأثرة بالقلق المتزايد حيال الركود الاقتصادي الذي أشار إليه آلان جرينسبان مطلع الأسبوع الماضي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي