رائحة "عسبان النخل" تفوح من جناح الزراعة في "الجنادرية"

لم يكن الوجود الزراعي حدثا مختلقا أو فريدا حصل في زمن قريب في مهرجان الجنادرية، بل تعد الزراعة في المملكة أكبر شاهد على التاريخ، وستبقى الزراعة أولى الاهتمامات البشرية والتي من حكمة الله تعالى أن يتغذى عليها جميع مخلوقات الله عز وجل.
ولهذا جاء ذلك الجناح الزراعي المستقل تحت إشراف وزارة الزراعة والذي يتجاوز حجمه 600 متر مربع، ليصبح شاهدا على التطور الذي شهدته الزراعة في بلادي، بل ربما لا يتخيل أي شخص أن يرى أمامه كبريات الشركات السعودية التي تنتج الألبان والحليب الطازج، والفواكه، العسل، زيت الزيتون، الدواجن، والفواكه، معجزة من فيها الخالق سبحانه وتعالى على هذه البلاد الفتية المباركة بأهلها، وحبهم للخير ومساعدة الضعيف والفقير.
مبنى فريد ليس في خارجه بل داخله، وكأني بذلك الشيخ العجوز تسابقه عصاه وكأنه تنشد الفوز لرؤية ذلك البيت الطيني وما يحتويه من منتجات زراعية بلغت كفاءتها وجودتها العالمية، بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الجهود المباركة من رجال ثمنوا دور الزراعة في حياة الفرد، بحث ذلك الشيخ عن مكان يستند به ظهره عقب مسيرة على الأقدام للوصول على جناح وزارة الزراعة، وكأنه على موعد مسبق، وما ذاك الموعد سوى تلك النخيلات وعسبان النخل والجريد ليشتم رائحتهما، وكأني أستمع لتنهيدته تخرج بحسرة وألم، فلقد عانق الحاضر المتطور بذلك الماضي الأليم، ولكنه في نظره أجمل مهما كان شاقا، إنه الشعور بلذة التعب وكيفية الحصول على نتاج التمر أو الخضار وحملها إلى منزلها، وبين ما يراه اليوم من تطور في وسائل الزراعة، قطاعات وشركات تشارك في المهرجان مثل (المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق وهيئة الري والصرف بالأحساء) ومراكز الأبحاث الزراعية والسمكية والجمعيات التعاونية.
شهد مهرجان الجنادرية لهذا العام إضافات جديدة، تمثلت في إقامة بيت محمي، يمثل طرق الزراعة في البيوت المحمية ودورها في الاستخدام الأمثل للمياه، إضافة إلى عيادة بيطرية متنقلة, وبيت النحل، كذلك شهد جناح الزراعة لهذا العام تحديث وتجديد المشاركات للأعوام السابقة، وحظي المهرجان بالعروض المرئية عن تطور الزراعة في المملكة من خلال شاشة عرض يتم عرض أفلام عن التنمية الزراعية في المملكة وعن أنشطة مراكز الأبحاث الزراعية والسمكية وبعض الجمعيات التعاونية وكذلك نشاطات الشركات المشاركة ودورها في التنمية الزراعية، وشهد الجناح وضع سيارة الإرشاد الزراعي في المزرعة، وتوزيع الكتيبات الإرشادية والرسائل التوعوية كما تقرر فتح الجناح خلال الأيام المخصصة للنساء.