غضا عنيزة
تتميز بلادنا بمساحتها الشاسعة التي ميزتها بالعديد من الميز النسبية ومن أهمها النباتات البرية والزهور وأشجار الغابات الجبلية والطيور الصحراوية وسلالات الحيوانات التي ارتبطت منذ الأزل بنمط الحياة في شبه الجزيرة العربية ، والمملكة تتميز بمقومات طبيعية وبشرية مختلفة تخلق نوعا من الاختلاف والتميز البيئي بين المناطق، والبيئة الصحراوية على وجه الخصوص شديدة القسوة على الكائنات الحية إلا أن الكائنات المهيئة للبقاء في مثل هذه البيئة تجد ملاذا آمنا من منافسة الأنواع غير المتكيفة لهذه البيئة، والعوامل المحددة للأحياء النباتية في صحاري المملكة تتمثل في ندرة المياه وارتفاع شدة الضوء المصحوب بارتفاع في درجات الحرارة صيفا وانخفاضها شتاء والتذبذبات الحرارية اليومية، ولتتمكن النباتات من البقاء في مثل هذه البيئة فإنها اكتسبت بعض التحورات. فمثلا لا تظهر أعداد كبيرة من النباتات الحولية إلا بعد هطل الأمطار وإذا تعرضت لنقص في الرطوبة فإنها تبقى متقزمة وتنتج عددا قليلا من الأزهار وتعقد البذور ثم تموت, أما إذا كانت كميات الأمطار مناسبة فإن هذه الحوليات تزيد في الارتفاع أو في المحيط منتجة كميات كبيرة من البذور. وتكتسي الصحاري بالألوان الزاهية بالعديد من النباتات الصحراوية بعد هطل الأمطار وجريان السيول وترسم لوحات فنية تختلف من نبات لآخر.
ومن أهم النباتات البرية المتميزة نبات الغضا الذي يشتكي من احتطابه ورعيه وما يخلفه من آثار جانبية تؤدي إلى تدهوره والقضاء عليه مما يجعله عرضة للانقراض, إلا أن هناك جهودا متناثرة للحفاظ على هذا النوع من النبات البري ومن الملاحظ أن هناك مبادرات فردية تتم في بعض المحافظات والمناطق في المملكة تتبناها جهات سواء حكومية أو أهلية للحفاظ على الموارد البيئية وتتوسع لإقامة منجزات تنموية البعض يخدمها الحظ وترى النور عبر وسائل الإعلام فيما الأخرى تبقى في المحيط الخاص بها وهذا لا يقلل من تلك الجهود المميزة ونفتح اليوم النافذة في هذه المساحة على جهود أبناء محافظة عنيزة بقيادة محافظها النشط التي تسهم في إبراز أهمية نبات الغضا وخصصت مهرجانا سمته "مهرجان الغضا" وهذه الجهود تعطي دلالة على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص والأهالي بشرائحهم المختلفة. والغضا حسب تعريف مديرية الزراعة في عنيزة هو: شجرة ارتفاعها من أربعة إلى خمسة أمتار تبدو عديمة الأوراق لها سيقان متعددة عصارية تتكون من أجزاء مفصلية, لونها أخضر مائل إلى الرمادي ولها مجموع جذري كثيف يقوم بتثبيت الرمال، وينتشر هذا النوع في الأراضي الرملية العميقة ويكاد ينحصر في منطقة نجد امتدادا من منطقة الجوف شمالا حتى منطقة نجران جنوبا ويعتبر من الأنواع المستهدفة بالتحطيب مما عرضه للانقراض في بعض المواقع ويتكاثر بالبذور في بيئته الطبيعية ويمكن إكثاره عن طريق العقل الساقية ( جزء من الساق) بطيء النمو ويتحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية وكذلك درجات الحرارة المنخفضة. ونتمنى المزيد من المبادرات في مختلف المواقع في المملكة تهدف للرفع من الوعي البيئي وتفعيل دور المجالس البلدية للمساهمة في الحفاظ على المكتسبات التنموية وفي مقدمتها تنمية المناطق الرعوية، والنباتات البرية المهددة بالانقراض.