رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


استثمار الأمة في مؤتمر صحة الطفل العربي

[email protected]

بعد شعار (اسمعني) في دبي عام 2006، سيقام تحت شعار (صحة الطفل العربي .. استثمار أمة) في الرياض، مؤتمر صحة الطفل العربي الثاني في الفترة من 6 إلى 8 صفر هذا العام 1428هـ، الموافق 24 إلى 26 شباط (فبراير) 2007.
وحسبما أعلن عن الأهداف السبعة الكبيرة والمحاور التسعة الشاملة فإن شمولية التغطية الموضوعية، تعني أننا نقيم عدة مؤتمرات في وقت واحد، مما يجعلنا نتمنى أن يكلل الله جهود القائمين عليه والمشاركين بالنجاح بإذن الله، لا شك أن الوصول إلى رضا المواطن العربي عن النظم الصحية في المنطقة مسألة ليس من السهل تحقيقها، ولكن لو أن تناول القضايا تم بحلها تدريجياً مع زيادة التفاعل مع الشارع والأسرة في تكثيف برامج التوعية الصحية لكنا الآن في مواقع متقدمة نوعا ما، كما أنه في زمن التخصصية والتركيز حبذا لو تم تكثيف الجهود من الآن لرسم صورة متوقعة لنتائج المؤتمر وتوصياته، حتى نضمن تنفيذها على أرض الواقع ويكون ما يلي ذلك من جهود منصبا في وضع آليات تطويرية لتعزيز تطبيق النظم الصحية بكفاءة.
لقد وجهت بعض أهداف المؤتمر على دراسة الوضع الصحي للأطفال في المنطقة العربية خلال السنوات الخمس الماضية وتحديد المعوقات والمشكلات التي تواجهها والعمل على وضع الحلول لها، مع استعراض السياسات الصحية والإنجازات التي تحققت والتطلعات المستقبلية خلال السنوات الخمس المقبلة للارتقاء بصحة الطفل العربي.
من وجهة نظري أرى أنه استراتيجياً نحتاج إلى دراسات مكثفة في كل فقرة مما ذكر وعلى مدى عشر سنوات مضت، إذا أردنا تحقيق الأهداف الواردة في الوثائق العربية والإقليمية والدولية، خصوصاً أن المواضيع ستركز على المشكلات الصحية إجمالاً ولمراحل العمر بين سن الولادة وسن الـ 18 سنة. وهذه المدة تندرج تحتها عدة مراحل حرجة ابتداء من الولادة وحتى المراهقة وليست مجرد مرحلة أو مرحلتين. الجيد أن لدينا نتائج المؤتمر الأول فيما يخص أبحاث الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، ولعلنا نبدأ في تسريع الخطى نحو إيجاد سياسة مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة قائمة على الأدلة والوقائع، ونقل أفضل الممارسات العالمية إلى المنطقة من خلال مثل هذه الفعاليات والأبحاث المستمرة، أما للارتقاء بالوعي العام بقضايا تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف فئاتهم ودرجاتهم وأوضاعهم فلا بد أن يبنى على دراسات مطولة فيها نوع من التقارب بين البحوث ومنهجية إجرائها للوصول إلى قواسم مشتركة تعضد ما يمكن أن نوصي به كعموميات في الوطن العربي.
المحور الثاني سيناقش مسألة التأمين الصحي للطفل العربي وأعتقد أنه سيرتبط بما جاء في المحور السابع الذي سيغطي موضوع الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والجهات المانحة، مما يعني أن زيادة أجندة عمل كل دولة بعد هذا المؤتمر ستكون متخمة إلى حد أن مستوى التقدم قد يتفاوت إلى درجة صعوبة المقارنة للتفاوت المتوقع للدول في إنجازاتها.
أما ما ورد في المحور الثامن عن الإعلام والتوعية الصحية وأثرهما في صحة الطفل فإن بالتوجه نحو التعاملات الإلكترونية الذي لم يعد خياراً فالمتوقع أن يكون هذا المؤتمر بداية ربط وزارات الصحة في بلدان المنطقة العربية وتكوين شبكة صحية متكاملة تواكب آخر مستجدات التطور التقني في الصحة ويسهل بعدها تبادل المعلومات التي من شأنها تسهل على المجتمع العربي متابعة إصحاح بيئة الأبناء أينما حلوا وفي أي بلد في المنطقة استقروا.
إن أهداف المؤتمر تحتم تأمين مسببات التنمية الشاملة، لأن تقدم الأمم يقاس بمدى ما تقدمه للطفولة من رعاية واهتمام، ولأن الطفل ثروة وطنية يجب رعايتها والاهتمام بها وفق خطط تنموية مدروسة ترتكز على نتائج الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة، فالمأمول أن تتم الإفادة من الورقات السبعين التي ستلقى والوصول إلى توصيات قابلة للتنفيذ فيما يتعلق برفع معدل الإنفاق الحكومي على الصحة للفرد في الدول العربية، وإيجاد سياسات واضحة تشترك البلدان في أهدافها العامة وبعض خططها التنفيذية، وبالذات في رفع ثقافة الطفل العربي الصحية، وتطوير تقديم الخدمة منزلياً وبالمرافق الصحية. قد تعاني بعض الأقطار في توفير الأمن الفكري والغذائي والصحي للطفل العربي في ظل وجود قوى خارجية غيبت المظلة الشرعية وفككت الأسرة ودمرت الجسور بينها وجاراتها، الأمر الذي صعب الوصول إلى قواسم مشتركة تساعد على إيجاد آلية لإصحاح بيئة الطفل العربي. ولكن الأمل معقود على المستثمرين العرب وخصوصا الخليجيين التحرك دولياً، وعلى دول المنطقة تسهيل بعض الإجراءات وحل بعض القيود والتنظيمات لقيام المستثمرين بدورهم الاجتماعي التنموي ومن ثم وضع خطة تنفيذية تكفل نشل الطفل العربي من البؤس وسوء المعاملة وتقديم الخدمات الصحية بأسلوب متميز وتوزيع عادل. هذا سيحقق التكامل الصحي بين الدول ويسهل حركة تبادل مقدمي الخدمات الصحية المتميزين من أطباء وباحثين وكوادر فنية بين دول المنطقة ويسجل لهذا التجمع فضل السبق في الاهتمام بصحة الطفل العربي بإذن الله، والله الموفق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي