الصين تتجه نحو الطاقة البديلة
تبدو كلمات "الطاقة البديلة" و"الصين" على طرفي نقيض! فالصين التي تمثل أحد أسرع الاقتصادات نموا في العالم، وحققت العام الماضي نموا فاق 10 في المائة للعام العاشر على التوالي، وهو إنجاز استند في جزء كبير منه إلى الطاقة الأحفورية المتهمة بإثارة الانبعاثات الغازية، الأمر الذي وجه الأنظار إلى ميادين الطاقة البديلة. لكن مجموعة متنامية من المستثمرين الصينيين والأمريكيين تفكر في الدخول في مشاريع في مجال الطاقة البديلة وتوفير التقنية اللازمة لتحقيق الفعالية في الأداء.
ويضيف هؤلاء أن العوائد المنتظرة تبرر المخاطرة، فالصين لديها احتياجات ضخمة في مجال الطاقة، التي تتولد عنها متاعب بيئية هائلة، ربما تكون الأكبر عالميا، ولهذا فهناك طلب كبير على الاستثمارات في ميدان الطاقة البديلة، كما يقول جيري لي وهو يعمل مستشارا لشركة "التقنية النظيفة" الصينية، التي ستدخل في شراكة في مع شركة نيويوركية.
وهذه واحدة من عدة شركات تمكنت في ظرف عام حتى منتصف 2006 من استقطاب نحو 100 مليون دولار في شركات صينية صغيرة ومتوسط الحجم عاملة في ميدان الطاقة البديلة.
ومن هذه شركة في شنغهاي حصلت على استثمارات بمبلغ مليوني دولار لتوفير التقنية اللازمة لإرسال المعلومات عبر خطوط الكهرباء وقراءة العدادات، ومن ثم جعل التوزيع أكثر كفاءة. ووجد مدير الشركة جون روكويل أنه بإنفاق 100 ألف دولار شهريا يمكنه تسيير العمل، وهو مبلغ يساوي 20 في المائة ما كان يمكن أن ينفقه على ذات العمل في الولايات المتحدة، وذلك بسبب رخص الأيدي العاملة. وزار روكويل الصين مرتين العام الماضي، ويخطط لزيارتها ثلاث مرات هذا العام بأمل الحصول على فرص استثمارية جديدة. ويعتبر هذا أحد مؤشرات تنامي الاهتمام الصيني بميدان الطاقة المتجددة.
لكن التحديات تبدو كبيرة، خاصة والاقتصاد الصيني يستند إلى الوقود الأحفوري ولم يتم عمل الكثير فيما يتعلق بتغيير الوضع في نواحي الأنظمة والإجراءات للدفع باتجاه الطاقة البديلة.
ويمكن أن يساعد في هذا الاتجاه أن الكثير من مجالات العمل تحتاج إلى ابتكارات وتجديدات. فحتى مياه الشرب تشهد طلبا متزايدا، الأمر الذي يمكن أن يضعها تحت دائرة اهتمام الشركات الناشطة في ميدان التقنية النظيفة.
ويتوقع المستر لي مستشار شركة "التقنية النظيفة"، أنه في ظرف ستة أشهر سيتمكن من جمع وإعداد قاعدة معلومات فيها 300 شركة صينية جديدة تبحث عن شركاء أمريكيين وغيرهم ممن لديهم المال والخبرة ويرغبون في فرص استثمارية. وكمثال هناك شركة رويكانج الصينية الموجودة في محافظة جيانجسو وتتعامل مع الشاي العضوي وإنتاجه، والعسل، إلى جانب الأدوية الصينية التقليدية.